14 أكتوبر 2021
+ الخط -

تُذكّر الأعطال، بما فيها تلك التي تعرّض لها "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب" أخيراً، بمدى اعتماد المليارات من الناس على هذه الخدمات، ليس فقط من أجل المتعة، ولكن أيضاً كوسيلة للتواصل الضروري.

وقد نقلت هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، أول أمس الثلاثاء، عن خبراء، إشارتهم إلى أنّ الانقطاعات المنتشرة أصبحت أكثر تواتراً وأكثر اضطراباً. فلماذا يستمر الإنترنت في التعطل على هذا النحو؟

يقول كبير المسؤولين التقنيين في موقع رصد الأعطال "داون ديتيكتور"، لوك ديريكس: "أحد الأمور التي شهدناها في السنوات الماضية، هو الاعتماد المتزايد على عدد صغير من الشبكات والشركات لتقديم أجزاء كبيرة من محتوى الإنترنت".

ويضيف: "عندما يواجه أحدها، أو أكثر، مشكلة، فإنها لا تؤثر فيه فقط، بل تؤثر أيضاً في مئات الآلاف من الخدمات الأخرى".

"فيسبوك"، على سبيل المثال، يُستخدم الآن لتسجيل الدخول إلى مجموعة من الخدمات والأجهزة المختلفة، مثل أجهزة التلفزيون الذكية.

وعندما تنقطع خدمة مثل "فيسبوك"، يجلس المستخدمون مكتوفي الأيدي في انتظار فريق في كاليفورنيا ليصلح مشكلاً ما.

وفي مرحلة ما، في أثناء الانقطاع الكبير في الخدمات، يشعر المستخدمون بالقلق من أنّ هذا الاضطراب قد يكون ناتجاً من هجوم سيبراني.

ويقترح الخبراء أيضاً أن المشكل يتفاقم من خلال الخطأ البشري، الممزوج بالطريقة التي يجري بها ربط الإنترنت بمجموعة معقدة من الأنظمة القديمة والحديثة.

ويذكّر المختص بيل بوكانان، بأنّ الإنترنت "ليس تلك الشبكة التي حاول الخبراء إنشاءها وتصمد أمام هجوم نووي، بل هي الآن بروتوكلات جرت صياغتها عندما تم توصيل أجهزة الكمبيوتر المركزية من المحطات الطرفية الغبية"، مضيفاً: "يمكن أن يؤدي وجود خلل واحد في بنيتها التحتية الأساسية إلى تعطل كل شيء على الأرض".

ويرى بوكانان أنه يمكن إجراء تحسينات لجعل الإنترنت أكثر مرونة، لكن العديد من أساسيات الشبكة موجودة لتبقى مشغلة.

ويقول: "بشكل عام، تعمل الأنظمة ولا يمكن إيقاف تشغيل بروتوكولات معينة للإنترنت ليوم واحد لمحاولة إعادة تشكيلها".

بدلاً من محاولة إعادة بناء أنظمة وهيكل الإنترنت، يعتقد البروفيسور "أننا بحاجة إلى تحسين الطريقة التي نستخدمها لتخزين البيانات ومشاركتها، أو المخاطرة بمزيد من الانقطاعات الجماعية في المستقبل".

ويجادل بأنّ الإنترنت "أصبح مركزياً للغاية، أي تأتي الكثير من البيانات من مصدر واحد". ويوضح أنّ هذا الاتجاه "يحتاج إلى عكسه بأنظمة تحتوي على عقد متعددة، بحيث لا يمكن أيّ فشل واحد أن يوقف الخدمة عن العمل".

المساهمون