ماسك يطلق خدمة الاشتراك ويحل مجلس الثقة والأمن في "تويتر"

13 ديسمبر 2022
استحوذ ماسك على "تويتر" مقابل 44 مليار دولار (جوناثان را/Getty)
+ الخط -

أعاد إيلون ماسك، الإثنين، إطلاق خدمة الاشتراك الجديدة في "تويتر" التي تتضمّن الحصول على علامة توثيق الحساب، بعد إطلاق صيغة أولى أعقبها انتشار حسابات مزيّفة وفوضى في الشبكة الاجتماعية.

وفعّلت الشركة خدمة الاشتراك تدريجياً خلال اليوم.

ومن أبرز اهتمامات مستخدمي "تويتر" المستعدين لدفع الأموال حصول حساباتهم على علامة التوثيق الزرقاء للأفراد، والذهبية لحسابات الشركات، والرمادية لحسابات المؤسسات الحكومية.

في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، أُطلقت صيغة أولى لخدمة الاشتراكات، لكنّها أحدثت فوضى في المنصة مع ظهور عدد كبير من الحسابات التي تدّعي أنها تمثل شخصيات أو شركات معيّنة. وعُلّقت الخدمة فوراً، وأُرجئت إعادة إطلاقها مرات عدة.

إلا أنّ "تويتر" شدّدت هذه المرة شروط الحصول على توثيق الحساب، إذ ينبغي على المستخدم أن يكون قد فتح حسابه قبل 90 يوماً أقلّه، وربطه برقم هاتف حقيقي لا "مزيّف". كذلك، على المستخدم أن يكون فعّل حسابه مرة واحدة على الأقل خلال الشهر الماضي، ولم يغيّر صورة الحساب الرئيسية أو اسمه خلال الأسبوع الماضي.

ويمكن للمستخدمين الذين حصلوا سابقاً على علامة التوثيق الاحتفاظ بها من دون دفع مقابل لذلك، وفقاً للشروط التي نشرتها "تويتر".

وستكون خدمة الاشتراك الجديدة مُتاحة أوّلاً في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة مقابل 8 دولارات شهرياً، أو 11 دولاراً لأنظمة آي أو إس الخاصة بأجهزة "آبل".

ولم توفر المنصة تفسيراً رسمياً لاختلاف السعرين، إلا أنّ إيلون ماسك سبق أن انتقد الربح الذي تحصّله شركة آبل من المبالغ التي ينفقها المستخدمون عبر متجرها للتطبيقات آب ستور.

ويُفترض أن تتيح هذه الخدمة لمنصة تويتر تنويع إيراداتها التي تقتصر على الإعلانات. إلا أنّ العائدات المتأتية من الإعلانات تراجعت خلال الأشهر الأخيرة مع الانكماش الاقتصادي، في حين أن كُثراً من المعلنين شعروا بخيبة، نتيجة استحواذ ماسك على المنصة، خوفاً من إيجاد إعلاناتهم في محتوى مثير للجدل.

وكان ماسك سرّح نصف موظفي المنصة، بينهم أولئك المسؤولون عن الإشراف على المحتوى، وأعاد تفعيل حسابات شخصيات كانت معلّقة من أمثال دونالد ترامب.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

ونشر خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائت عدداً من التغريدات المثيرة للجدل، هاجم فيها الرئيس السابق للثقة والأمان في "تويتر" يوئيل روث، والأسماء المحايدة التي لا تظهر جنس الشخص، ومستشار الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن جائحة كوفيد-19 أنتوني فاوتشي.

وحاول جذب الانتباه أيضاً من خلال ترويجه، طوال 10 أيام، لما أطلق عليه تسمية "ملفات تويتر"، وهي وثائق داخلية يُفترض أنها تقدّم تفسيرات للمسائل المتعلقة بالإشراف على المحتوى التي أثارت جدلاً، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.

وقالت كارولينا ميلانيسي من شركة كرييتيف ستراتيدجيز لوكالة فرانس برس: "لا أفهم ما الذي يحاول فعله" ماسك من خلال تصريحاته هذه. وأضافت: "ربما هي استراتيجية لجذب مزيد من الأشخاص وبيع اشتراكات أكثر".

واعتبرت ميلانيسي أنّ استراتيجية ماسك تنطوي على غموض. ورأت أن ماسك "يريد أن يُنظر إليه على أنّه الشخص الذي ينقذ الديمقراطية، لكن هل يمكنه فعل ذلك حقاً في ما يتعلّق بموضوع المعترضين على اللقاحات مثلاً"؟

وحلّ إيلون ماسك، مساء الإثنين، مجلس الثقة والأمن، وهو هيئة استشارية مؤلفة من خبراء خارج "تويتر" يساعدون في وضع سياسة الإشراف الخاصة بالشركة، بحسب ما أفادت به صحيفة واشنطن بوست وشبكة سي أن أن.

هذه الهيئة التي أنشأتها الشركة عام 2016 كان هدفها التصدي لخطاب الكراهية واستغلال الأطفال والانتحار وإيذاء النفس على المنصة. وجاء قرار حلها في اليوم نفسه الذي أعلن فيه ثلاثة من أعضائها عن استقالتهم في بيان نشر على "تويتر"، جاء فيه أنه "على عكس مزاعم إيلون ماسك، فإن سلامة ورفاهية مستخدمي تويتر تتراجعان".

إلى ذلك، توقعت شركة إنسَيدر إنتلجنس أن يغادر أكثر من 30 مليون مستخدم منصة تويتر خلال العامين المقبلين، مع تزايد المخاوف بشأن المشكلات الفنية وانتشار المحتوى المسيء بعد استحواذ إيلون ماسك عليها مقابل 44 مليار دولار أميركي، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويتوقع انخفاض عدد المستخدمين الشهريين حول العالم بنحو 4 في المائة العام المقبل، و5 في المائة عام 2024، أي أكثر من 32 مليون مستخدم في المجموع، في أول انخفاض سنوي توقعته "إنسيدر إنتلجنس" منذ أن بدأت بتتبع منصة التواصل الاجتماعي عام 2008.

المساهمون