مئات القصور العملاقة تظهر وتختفي في صحراء الجزائر... ما سرّها؟

19 يناير 2022
تهيمن الأساطير على سبب ظهور واختفاء القصور (Getty)
+ الخط -

يلف الغموض ظاهرة القصور العملاقة "المتحركة" التي تختفي وتعود للظهور من جديد في رمال الصحراء الجزائرية.

ونشرت منصة "أنا العربي" الرقمية التابعة لـ"التلفزيون العربي" فيديو تفاعلياً على مواقع التواصل تناول هذه القصور التي حيرت العلماء، وسكان الصحراء ذات المساحة الشاسعة جنوب الجزائر.

وبحسب المرشد السياحي عبد الحي داو الحاج، فإنها "قصور أو قرى في شكل قلاع على مرتفعات صخرية تشكل سلسلة بطول يقارب 300 كيلومتر"، مضيفاً أن منطقة "قورارة" وحدها توجد بها 340 قصراً.

واشتهرت بالخصوص منطقة "تيميمون" بوصفها "الواحة الحمراء"، وقال حمو باقما الباحث في تاريخ المنطقة إن ذلك يعود لأن سكان المنطقة قديماً اعتمدوا على مادة الطين لبناء القصور والمساكن.

ونسجت حول هذه القصور أساطير عديدة، لأنها تبدو كأنها تتحرك مع الكثبان الرملية، فتارة تختفي وتارة تعود للظهور في مناطق أخرى.

أصول تلك القصور وبناتها أمر غير محسوم، فثمة رواية تقول إن يهوداً لجأوا إليها من منطقة توات غرب الجزائر.

ووفق ما قاله الناشط الثقافي عبد العالي باب الله، فإن إحدى الروايات تقول إن هناك قصراً يسمى "قصر جزاية" يقال إن يهوداً سكنوه واتخذوه محطة للتزود بالمؤن قبل توجههم إلى المغرب، وهو يظهر كل عشر سنوات ثم يختفي.

بينما تقول روايات أخرى إن القصور كانت صروحاً عسكرية لصد الغزاة. لكن بعض السكان يرون أن هذه الظاهرة مردّها إلى "لعنات ودعوات" حلت على المكان وأهله.

ويعود عبد العالي باب الله ليذكر ما توارثه سكان المنطقة من سرديات؛ منها أن ولياً قدم من تلمسان، ورحب به الأهالي وقدموا له طعاماً من الرمل، فدعا الولي بالشر على هذه القصور، وقال لهم: "سوف يغزوكم الرمل كما أطعمتموني إياه".

تذهب أسطورة أخرى إلى أن ولية اسمها عائشة بنت الحسن سكنت واحداً من هذه القصور قديماً، جلبت لعنة على ساكنيه، بعدما فر الجميع في مواجهة غزو وبقيت وحدها تدافع حتى قُتلت.

ولا تزال هذه المنطقة محتفظة بأسرارها، وسط هيمنة المصادر الشفوية، وكما يؤكد الباحث حمو باقما، هناك "شح في المادة التاريخية وهي بحاجة إلى المزيد من البحث من طرف الأكاديميين".

المساهمون