مؤيدو الاحتلال يهاجمون "نيويورك تايمز" لنشرها مقالاً لرئيس بلدية غزة

مؤيدو الاحتلال يهاجمون "نيويورك تايمز" لنشرها مقالاً لرئيس بلدية غزة

27 ديسمبر 2023
يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة (Getty)
+ الخط -

تعرّضت صحيفة نيويورك تايمز إلى هجمة شرسة من مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب نشرها، الأحد الماضي، مقالاً كتبه رئيس بلدية مدينة غزة.

ووصف مؤيدو إسرائيل الصحيفة بأنها "تضخّم كراهية اليهود"، وهي صيغة باتت دارجة لتعمّد الخلط بين انتقاد إسرائيل وكراهية اليهود.

نُشر المقال الذي كتبه رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، عشية عيد الميلاد، وحمل عنوان: "أنا رئيس بلدية مدينة غزة. حياتنا وثقافتنا تحت الأنقاض"، أدان فيه استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي وتدمير وإتلاف نحو نصف المباني في القطاع، في عدوان همجي يسعى إلى إبادة الفلسطينيين الذين يقطنون القطاع، وتهجير من قد يبقى منهم حياً.

وأثار قرار "نيويورك تايمز" منح صوت للسراج، الذي عُيّن رئيساً لبلدية لمدينة غزة عام 2019 بعد مسيرة مهنية في الأوساط الأكاديمية، ردة فعل عنيفة فورية من كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما رصدته صحيفة نيويورك بوست.

وغرّد المحامي الدولي، أرسين أوستروفسكي، الذي يصف نفسه على "إكس" بأنه صهيوني: "أتساءل، هل ستنشر صحيفة نيويورك تايمز أيضاً مقالاً افتتاحياً من تنظيم القاعدة يبرر أحداث 11 سبتمبر؟ بالطبع لا، ولكن ليس هناك خط أحمر لكراهية اليهود في هذه الصحيفة".

وهنا تكمن المغالطات التي يعتمد عليها الصهاينة دائماً في خطابهم؛ فما الذي يجمع رئيس بلدية غزة، بأيّ من أعضاء تنظيم القاعدة الذين أقدموا على عمل إرهابي؟

منذ بداية عملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتسعى دولة الاحتلال إلى تشبيه حركة حماس، وكل فلسطينيي قطاع غزة، بـ"داعش" والقاعدة، في محاولة منها ضمن هذه البروباغاندا لأن تقارب نفسها بأي كيان مُسالم، يتعرّض إلى هجمات إرهابية، و"معادية للسامية". ولم يتوان رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن القول إنّ "اليهود لم يشهدوا شيئاً بهذا السوء منذ الهولوكوست"، مضخّماً ما حصل في السابع من أكتوبر، في سعي إلى كسب أكبر دعم عالمي، وقد حصل عليه فعلاً.

كتب مستخدم آخر على "إكس": "لا يصدق. هذا عمدة عينته حماس"، وكرّر أسطوانة الاحتلال الإسرائيلي قائلاً: "لقد ذبحوا واغتصبوا جيرانهم ولديهم الجرأة لتقديم أنفسهم كضحايا؟".

في المقابل، دافع آخرون عن الصحيفة، لأنها أعطت صوتاً للسراج. غرّد مستخدم: "بقدر ما أعرف أن كثيراً من الناس غاضبون ومستاؤون من أن صحيفة نيويورك تايمز نشرت هذه الرسالة من رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، فمن الضروري أن نستمع، سواء أحببنا ذلك أم لا، إلى الأصوات الأخرى".

تأتي هذه الهجمة الصهيونية على "نيويورك تايمز"، بالرغم من سياسات الصحيفة التي أظهرت تحيزاً واضحاً إلى الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني. وسبق أن أعلنت الصحيفة استقالة جازمين هيوز، وهي واحدة من أشهر الصحافيات العاملات في المجلة التابعة للصحيفة، بدعوى "انتهاك سياسة غرفة الأخبار"، بعدما وقعت الصحافية على رسالة مفتوحة اتهمت إسرائيل بمحاولة "ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني". وانتقدت الرسالة حينها وبشكل واضح افتتاحية نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في الأيام الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقدمّت فيها دعماً كاملاً للاحتلال. كل هذا ينساه مناصرو دولة الاحتلال، لمجرّد أن الصحيفة حاولت، ولو ادّعاءً، أن تمنح الفلسطينيين هامشاً يبرز من خلاله صوتهم.

المساهمون