الشهر الماضي، تعطلت مواقع إلكترونية تابعة لمؤسسات إعلامية عالمية، وهي مشكلة أشارت منصات إخبارية إلى أن سببها مركز بيانات يُدعى "فاستلي" Fastly. استمر العطل لنحو ساعة، فيما ضرب العطل "شبكة توصيل المحتوى" أو "شبكة توزيع المحتوى" (سي دي أن)، وهي شبكة موزعة جغرافياً من الخوادم الوكيلة ومراكز البيانات الخاصة بها. الهدف منها تأمين توافر وأداء عاليين عبر توزيع الخدمة مكانياً بالنسبة للمستخدمين. وقد شملت المواقع الإخبارية المتضررة: قسم الفيديو في موقع "العربي الجديد"، وموقع "الجزيرة"، وصحيفة وموقع "ذا غارديان" البريطانية وتطبيقها، و"نيويورك تايمز" الأميركية، و"فايننشال تايمز" البريطانية، و"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، ووكالة "بلومبيرغ" الأميركية، وصحيفة وموقع "ذي إندبندنت" البريطانية، و"سي أن أن" الأميركية، و"بازفيد"، وصحيفة "لو موند" الفرنسية، وموقع القناة الدنماركية الثانية TV2. موقع "مترو" أشار أيضاً إلى أنه لا يمكن الوصول إلى موقع الحكومة البريطانية على شبكة الإنترنت. كما ظهر على صفحة البيت الأبيض رسالة تشير إلى عطل، قبل أن يعود الموقع إلى الخدمة. العطل نفسه طاول موقع البيع بالتجزئة التابع لشركة "أمازون" ومنصة "ريديت" و"تويتش" و"بنترست" و"سبوتيفاي".
هذا الأمر حصل أيضاً خلال الأسابيع الماضية مع عدد كبير من المواقع الإلكترونية، مثل Sony PlayStation Network وSteam، وكذلك مواقع وتطبيقات مثل "إير بي إن بي". بدأ موقع Downdetector بتسجيل ارتفاع مفاجئ في تقارير انقطاع الخدمة عبر مجموعة متنوعة من الخدمات والمواقع الإلكترونية على الإنترنت. خارج PSN وSteam، بدا أن بعض الأنظمة الأساسية الأكثر شهرة لا يمكن للأشخاص الاتصال بها، بما في ذلك LastPass و"تيك توك" وUPS. عند زيارة متجر "بلاي ستايشن" ومواقع الويب المتأثرة الأخرى، ظهر للمستخدمين رسالة تفيد بوجود خطأ DNS. واستنادًا إلى تقارير نُشرت عبر موقع تويتر، فقد كان مصدر المشكلة هو Akamai، وهي إحدى أكبر شبكات توصيل المحتوى في العالم. عطّل الخلل الوصول لبعض المواقع، وهو ما استمرّ لساعات، إلى أن قال Akamai إنه تمّ تنفيذ إصلاح للمشكلة والتي كان يواجهها مع خدمة DNS الخاصة به لتعود مواقع الويب التي تأثرت بالانقطاع في الظهور عبر الإنترنت.
تكررت هذه المشكلة خلال الفترة الماضية لتشمل مواقع عالمية، ما ظهر وكأنّه تعطل كامل لشبكة الإنترنت، وقد أثار ذلك مخاوف حول العالم تتعلق بحماية الشبكة، خصوصاً إثر تزامن هذه المشكلات مع هجمات قرصنة عالمية تزدهر منذ تفشي وباء كورونا. فما هي المشكلة التي تؤدي إلى تعطّل مواقع كبيرة بالتزامن على الإنترنت، وما هي الحلول الممكنة لذلك؟
DNS ومشكلاته
يسمى الوقوع في خطأ نظام اسم المجال، خطأ DNS، أي أنّ المستخدم لن يتمكن من الوصول إلى شبكة الإنترنت. تحدث أخطاء DNS بشكل أساسي، لأن المستخدم غير قادر على الاتصال بعنوان IP، مما يشير إلى أنه ربما فقد الاتصال بالشبكة أو الإنترنت. وDNS هو ترجمة اسم مجال الويب الخاص بكل مستخدم إلى عنوان IP والعكس صحيح.
ويمكن أن يساعد التعرّف على الأسباب الأكثر شيوعًا لمشكلات DNS وأفضل الطرق لإصلاحها في معاودة الاتصال بالإنترنت بأقل جهد ممكن. يقوم DNS بشكل أساسي بترجمة أسماء المجالات التي يستخدمها الشخص للوصول إلى مواقع الويب وعناوين IP، وهو ما يستخدمه جهاز الكمبيوتر/الحاسوب بالفعل للوصول إلى موقع الويب.
إن انقطاع نظام أسماء النطاقات ليس أمرًا غير شائع، لكنه غالبًا ما يجعل أجزاء كبيرة من الإنترنت غير قابلة للوصول. في السنوات القليلة الماضية، حدث أحد أكثر الأحداث اضطرابًا في عام 2016 عندما استخدم مراهق برنامج Mirai الضار لإنشاء شبكة الروبوتات، وتنفيذ سلسلة من هجمات رفض الخدمة الموزعة ضد Dyn، أحد أكبر مزودي DNS في الولايات المتحدة. أدّت الهجمات إلى عدم تمكن الأشخاص في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا من الوصول إلى مواقع ويب مثل "أمازون" وGitHub وPayPal و"ريديت" لمدة يوم كامل تقريبًا. في النهاية، أقرّ الشخص الذي يقف وراء هجوم Dyn الإلكتروني بأنه مذنب في ما فعله، لكن ليس قبل أن تعلن مجموعة متنوعة من المجموعات مثل Anonymous وNew World Hackers مسؤوليتها.
كيف يتمّ إصلاحها؟
في معظم الحالات، من السهل إصلاح مشكلة DNS. في كثيرٍ من الحالات، قد يكون الخطأ المنسوب إلى DNS مشكلة اتصال بسيطة، خاصة إذا كان المستخدم يتصل لاسلكيًا باستخدام جهاز كمبيوتر محمول. في هذه الحالة، لا تتعلق المشكلة حقًا بـ DNS على الإطلاق. قبل الجزم بسبب المشكلة، على المستخدم الانتقال إلى "مركز الشبكة والمشاركة" وتشغيل مستكشف الأخطاء ومصلحها. سيحدد هذا ويصلح العديد من مشكلات الاتصال الشائعة تلقائيًا، ويمكن أن يساعد في تضييق نطاق سبب أو أسباب المشكلة.
من الممكن أيضًا أن تتسبب مشكلة في موزّع الإنترنت الذي يشكل جزءًا من شبكتك في حدوث خلل في DNS. يمكنكم اختبار الاتصال عبر الشبكة عن طريق اختبار اتصال أجهزة التوجيه أو أجهزة الكمبيوتر الأخرى التي تشارك خادم DNS. افتحوا "موجه الأوامر" واكتبوا "ping" واتبعوها بعنوان IP. وأحد الأمثلة الشائعة التي يمكنكم استخدامها (بخلاف جهاز كمبيوتر آخر على الشبكة) هو "8.8.8.8" وهو خادم Google DNS. إذا تلقيتم رسالة الخطأ "انتهت مهلة الطلب"، فهناك مشكلة في الاتصال أو الشبكة.
أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لأخطاء DNS هو برنامج TCP / IP، أو بروتوكول التكوين الديناميكي للمضيف (DHCP)، والذي يقوم بتعيين عناوين IP للأجهزة ويتعامل مع عناوين خادم DNS. إن أبسط طريقة لتصحيح هذه المشكلات هي ببساطة إعادة تشغيل جهاز الكمبيوتر، ولكن يمكن أيضًا استخدام برنامج الأداة المساعدة TCP / IP لإصلاح الإعدادات.
أخيرًا، من المفيد أيضًا التحقق من تمكين DHCP لجهاز التوجيه والجهاز المُستخدم، لأنه إذا لم يتم تمكين أحدهما، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في الاتصال.
البرامج الضارة
في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي أنواع البرامج الضارة المختلفة إلى خطأ واضح في DNS. أحد الأمثلة التي ذكرها موقع Tech Republic هو فيروس أثر على TCP / IP واعترض الطلبات المرسلة من خلاله، مما أدى إلى ظهور ما يشبه خطأ DNS الذي كان في الواقع فيروسًا. حلّ هذا الأمر بسيط مثل إجراء فحص وإزالة أي برامج ضارة محددة باستخدام برنامج مكافحة البرامج الضارة المحدّث.
قضايا برنامج مكافحة الفيروسات
لسوء الحظ، يمكن أن تؤدي كل من الفيروسات وبرامج مكافحة الفيروسات إلى أخطاء DNS. عندما يتم تحديث قاعدة بيانات مكافحة الفيروسات، يمكن أن يكون هناك أخطاء تجعل البرنامج يعتقد أن جهاز الكمبيوتر مصاب بفيروس. هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى أخطاء من نوع عدم استجابة خادم DNS عند محاولة الاتصال. يمكن التحقّق لمعرفة ما إذا كانت هذه هي المشكلة عن طريق تعطيل برنامج مكافحة الفيروسات مؤقتًا. إذا تم حل مشكلة الاتصال، فمن المحتمل أن تكون المشكلة ناتجة عن البرنامج. يمكن أن يؤدي تغيير البرامج أو مجرد الحصول على آخر تحديث إلى تصحيح المشكلة.
مشاكل المودم أو جهاز التوجيه
يمكن أن تؤدي الأخطاء البسيطة في المودم أو جهاز التوجيه إلى أخطاء DNS أيضًا. يمكن إصلاحها بسهولة عن طريق إعادة تشغيل الجهاز. ومن غير المحتمل أن ينتج عن جهاز التوجيه و/ أو المودم أخطاء DNS بانتظام، ولكن إذا حدث ذلك، فقد يكون الحصول على بديل هو الحل الوحيد.