لعنة أعمال البيئة الشامية تحاصر الدراما السورية

18 أكتوبر 2020
يعود "سوق الحرير" وأبطاله في موسم ثان 2021 (فيسبوك)
+ الخط -

تسير عجلة الإنتاج الدرامي في سورية نحو حصر خيارات الشركات في إنتاج مسلسلات البيئة الشامية، أمام نظام متعنت لا يريد فسح مجال لنصوص اجتماعية معاصرة، وصعوبة في تسويق الأعمال المحلية التي تعالج مشكلات الواقع السوري المعقد. يضاف إلى ذلك هجرة أو توقف أبرز كتاب الدراما المعاصرة عن تقديم نصوص جديدة.

إذاً، هي مرحلة انكفاء للخلف ولّدت حالة من التماهي مع البيئة الشامية، ليكون الموسم القادم هو الأغزر من ناحية إنتاج هذه الأعمال، والأكثر خطراً على هوية الدراما السورية التي عُرفِت عربياً بدراما الطبقة المتوسطة، والطرح الرشيق بين مشاكل الحياة اليومية والمفارقات الطبقية ذات الحس الكوميدي.

ولحد الآن، توجد أكثر من عشرة أعمال قيد التصوير والإنجاز، في حين ما يزال الحديث مستمرًا عن مشاريع أخرى قد تبصر النور، ليحظى المشاهد السوري أولاً والعربي ثانياً بـ "دزينة" من الأعمال الشامية التي سأم حضورها المتكرر، في حين دخلت شريحة من الجمهور في مرحلة الرفض الكلي لهذه الأعمال أو تقبل وجودها.

والمفارقة هذا العام أنّ الدراما الشامية استطاعت استقطاب شريحة كبيرة من نجوم الصف الأول وكأنها حالة تنافسية ضمن قطاع درامي وحيد، فبدل أن تكون المنافسة ضمن الدراما بقالبها العام، تحولت إلى منافسة ضمن الحارة الشامية، والسؤال لماذا لم تقدّم الدراما المصرية مثلاً موسماً كاملاً من الدراما الصعيدية، وحافظت على تنوع متوازن بين الدراما الاجتماعية والشعبية والكوميدية؟

الموسم القادم هو الأغزر من ناحية إنتاج هذه الأعمال، والأكثر خطراً على هوية الدراما السورية التي عُرفِت عربياً بدراما الطبقة المتوسطة

لعل ما وصلت إليه الدراما السورية اليوم هو حالة تنافس عمياء بين الشركات المحلية تقودها جهات إنتاج إقليمية منها المعروف ومنها المجهول. وأضيف إليها على قائمة القنوات التلفزيونية المنصات البديلة، لتتحول الدراما في قالبها الإنتاجي إلى ثلاث طبقات بين أعمال مدفوعة النكلفة خليجياً يتحول البذخ فيها إلى بناء حارات كاملة، واستقطاب أكبر عدد ممكن من النجوم والدخول في متاهة الأجزاء، والطبقة الثانية هي الأعمال المنجزة في الداخل أو الخارج من قبل شركات متوسطة تحاول صناعة حكاية شامية مقبولة إنتاجياً دون أسماء لامعة بشدة ولكن مع قابلية للتسويق بسعر أقل من المسلسلات الضخمة ما يعني ضمان الحضور على الشاشات، وتبقى الطبقة الثالثة لصالح المسلسلات المحلية منخفضة الكلفة والتي لا تخرج من نطاق التجريب والمتاجرة في الصورة النمطية للحارة الشامية بالاعتماد على كتاب ومخرجين لا يمتلكون النضج الكافي للكتابة عن مراحل تاريخية حساسة، بل يزيدون في المساهمة بتشويه صورة دمشق التاريخية لدى المشاهدين.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وعلى هذا، سنشاهد عباس النوري وسلافة معمار في بطولة مسلسل "حارة القبة" المقرر أن يمتد لخمسة أجزاء متتالية، وتستمر حكاية "سوق الحرير" موسماً ثانياً بحضور كل من بسام كوسا وسلوم حداد كاريس بشار. كاريس ذاتها التي تستعد لبطولة مسلسل "جوقة عزيزة" للكاتب خلدون قتلان، في حين ينتظر باسم ياخور الانطلاق الفعلي لمسلسل "العربجي" بعد تأجيل عام كامل.

وفي الجعبة أيمن زيدان الذي يطل في مسلسل "الكندوش" مع الشقيقتين صباح وسامية الجزائري بإشراف الفنان أيمن رضا، في حين تستمر المتاجرة بإنتاج جزء حادي عشر من "باب الحارة" وموسم ثان من مسلسل "بروكار"، وذلك عقب الانتهاء من تصوير مسلسل شامي حمل اسم "ولاد سلطان". كما ترحل الكاميرا الشامية إلى لبنان لتصوير عمل شامي مشترك يحمل اسم "عرس الحارة" للكاتب مروان قاووق.

المساهمون