كيف يمكن أن يزيد تدخين النيكوتين والماريجوانا أعراض الاكتئاب؟

18 مارس 2023
خلط التبغ والماريجوانا يزيد من خطورة ظهور الأعراض (أنطونيو ماسيلو/Getty)
+ الخط -

يرتبط تدخين النيكوتين والماريجوانا بظهور أعراض نفسية خطيرة، مثل مشاعر الحزن والقلق التي قد تتطور إلى علامات الاكتئاب لدى الشباب والمراهقين، وفقاً لنتائج دراسة جديدة أجريت على أكثر من 2550 من المراهقين والشباب في الولايات المتحدة.

الدراسة التي أعدها باحثون تحت إشراف جمعية القلب الأميركية، وقدمت يوم 28 فبراير/شباط الماضي في جلسات الجمعية العلمية لعلم الأوبئة والوقاية ونمط الحياة وصحة القلب والأوعية الدموية لعام 2023 في بوسطن، أشارت إلى زيادة استخدام السجائر الإلكترونية القائمة على الكبسولات بين الشباب في السنوات الأخيرة.

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة جوي هارت، أستاذة علم الاتصال في جامعة لويفيل الأميركية، إن الدراسة أظهرت أن الشباب والمراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية والنيكوتين أو الماريجوانا، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض القلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية عند مقارنتهم بأقرانهم الذين لا يدخنون. وأضافت هارت، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن أجهزة السجائر الإلكترونية لا تزال جديدة نسبياً مقارنة بمنتجات التبغ الأخرى، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمحاولة فهم شعبية السجائر الإلكترونية لتدخين الماريجوانا، بشكل أفضل، بما في ذلك أسباب استخدام هذه الأجهزة والمخاطر الصحية المرتبطة بها بين الشباب.

أجرى الباحثون دراسة استقصائية عبر الإنترنت، ضمت 2550 مراهقاً وشاباً تتراوح أعمارهم بين 13 و24 عاماً، لقياس اختلافات الصحة العقلية بين مدخني النيكوتين ومدخني الماريجوانا، والأشخاص الذين لم يدخنوا على الإطلاق. ركزت الدراسة على 1921 شخصاً لم يسبق لهم التدخين أو استخدام المباخر الإلكترونية في تدخين الماريجوانا.

كشفت النتائج أن قرابة 70% من مدخني الماريجوانا فقط، و60% من مدخني النيكوتين فقط، وجميع مستهلكي الصنفين معا، عانوا من أعراض القلق، مثل المخاوف والذكريات السيئة، ونوبات الهلع، والقلق الظرفي، خلال الأسبوع السابق على إجراء الاستبيان، مقارنة بغير المدخنين الذين تعرض منهم 40% لمثل هذه المشاعر. كما أبلغ أكثر من نصف عدد مدخني النيكوتين فقط، ومدخني الماريجوانا فقط، ومدخني النوعين معاً، عن تعرضهم لأعراض الاكتئاب، مثل صعوبة الانخراط في المجتمع أو الاهتمام بالأنشطة التي يستمتعون بها عادة، مقارنة بنسبة 25% من غير المدخنين. بالإضافة إلى ذلك، أبلغ 50% من مجموع المدخنين أن أفكاراً انتحارية داخلتهم خلال الـ12 شهرا الماضية.

وأشارت الباحثة المشاركة في الدراسة إلى أنه "على الرغم من أننا كنا نعلم أن الماريجوانا عادة ما يجرى تبخيرها (تدخينها باستخدام السجائر الإلكترونية)، فقد فوجئنا بوجود الكثير من مدخني المادتين معا (النيكوتين والماريجوانا). قد يؤدي الاستخدام المزدوج لهاتين المادتين إلى مضاعفة طبيعة الإدمان للتدخين، أو جذب الأشخاص الأكثر عرضة للإدمان، فضلاً عن التأثير على الحالة النفسية للمدخن وزيادة احتمالية شعوره بأعراض الاكتئاب".

وأشار المؤلفون إلى أن السجائر الإلكترونية تعد بوابة عبور لتدخين التبغ، إذ إن النيكوتين له تأثير عالي الفعالية بين فئة الشباب والمراهقين تحديدًا. وأوضحت هارت أن النيكوتين يعمل على إجراء تغييرات في المخ تزيد من شعور المراهقين بالحاجة إلى مزيد من هذه المادة، وهذا يزيد من استخدامهم السجائر الإلكترونية. ومع الشعور بعدم كفاية جرعة النيكوتين فيها وحاجتهم إلى المزيد، يتجهون إلى تدخين سجائر التبغ التقليدية لتعويض هذه الحاجة للنيكوتين، أو اللجوء إلى مواد أقوى بإضافة الماريجوانا إلى النيكوتين.

"دراستنا تضم العديد من القيود، ويبقى المزيد من العمل للوصول إلى فهم أوضع في مجال هذا الموضوع. تتضمن بعض قيود الدراسة استخدام بيانات الدراسات السابقة، والمعلومات المبلغ عنها ذاتياً بواسطة المشاركين (العينة)، والتي تخضع للتحيزات المحتملة. كما أن الدراسة ضمت عينة مجتمعية قليلة مقارنة بإجمالي عدد سكان البلد، ما يعني أن المشاركين قد لا يمثلون الشباب والمراهقين بالكامل"، أوضحت هارت التي لفتت إلى أن هناك حاجة ملحة لحملات اتصال فعالة وبرامج تعليمية وتوعوية لزيادة فهم الشباب والمراهقين مخاطر استخدام السجائر الإلكترونية.

المساهمون