ساعد مشغل الموسيقى بحجم الجيب والمعروف باسم "آيبود" شركة "آبل" على غزو العالم وتحويل صناعة الموسيقى. كان ذلك في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قبل فترة طويلة من ازدهار منصات الاستماع المتصلة بالإنترنت.
لكن بعد 21 عاماً، وبعد سنوات من انخفاض المبيعات، أعلنت شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة يوم الثلاثاء أنها ستوقف إنتاج "آيبود".
"ألف أغنية في جيبك"
قال فرانسيسكو جيرونيمو من شركة التحليلات IDC لوكالة فرانس برس: "من الواضح أن هذا كان أحد المنتجات التي أطلقتها شركة آبل وغيرت حياتنا تماماً".
بدأ تشغيل الجهاز في عام 2001 مع وعد "بوضع ألف أغنية في جيبك". سعة التخزين التي تبلغ 5 غيغابايت تفوقت على المنافسين، وسمحت بدفق مستمر من موسيقى الألبومات التقليدية.
في السنوات التالية، انخفضت الأسعار، ونمت مساحة التخزين، وتكاثرت الألوان والنماذج وازدادت المبيعات.
"آيبود" يغير صناعة الموسيقى
وقال مؤسس شركة "آبل"، ستيف جوبز، عن جهاز "آيبود" في عام 2007 إنه "لم يغير فقط الطريقة التي نستمع بها جميعاً إلى الموسيقى، بل غير صناعة الموسيقى بأكملها".
قليلون سيختلفون مع هذه الفكرة. كانت الموسيقى الرقمية لا تزال في مهدها ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقرصنة، لكن "آبل" أقنعت رؤساء شركات التسجيلات بشراء الأغاني مقابل 99 سنتاً.
لسنوات، رفضت الفرق الموسيقية من AC/DC و"بيتلز" و"ميتاليكا" السماح لشركة "آبل" ببيع موسيقاها. لكن الصناعة تطورت وباتت تعتمد على البث من أجل ربح المال من الموسيقى.
وقال الخبير مارك بورو لـ"فرانس برس" إن خدمة "آبل" كانت أول نموذج قانوني للموسيقى الرقمية.
بعد الصدمة الأولية، تعلمت الصناعة احتضان التكنولوجيا واستثمارها. يقول بورو، مشيراً إلى الأموال المتدفقة: "الناس الآن ينفقون الأموال بطرق لم تكن موجودة من قبل. بهذا المنطق، صناعة الموسيقى تعمل بشكل جيد".
"آيفون" يرث "آيبود"
تراجعت حصة عائدات "آيبود" لمصلحة "آيفون". لم يعد المستخدمون بحاجة إلى كلا المنتجين في حياتهم، ولم تعد "آبل" بحاجة لكليهما في جعبتها.
وقال جيرونيمو: "لا أفهم لماذا سيشتري الناس مشغلات الموسيقى في المستقبل"، "أصبحت مشغلات الموسيقى الآن ميزة للأجهزة الأخرى، في السيارات، ومكبرات الصوت الذكية، والساعات، وحتى في النظارات الذكية".
ويبدو أن جهاز "آيبود" وجميع مقلديه سيتبعون جهاز "سوني ووكمان" وقائمة طويلة من المنتجات التي صارت من الماضي.