لا يزال كثيرون يتساءلون عن سر نجاح شركة آبل مقارنة بغيرها من المنافسين. تقول صحيفة نيويورك تايمز إن جزءاً مهماً من تألق الشركة يكمن في أفكار استلهمتها من عالم الموضة لزيادة استهلاك منتجاتها.
رؤية ستيف جوبز... من الأزياء إلى التقنية
كان مؤسس "آبل" الراحل ستيف جوبز، يدرك أن استراتيجيات الموضة يمكن أن تُطبّق على الإلكترونيات الاستهلاكية التي كانت تبدو مملة سابقاً. وحاولت الشركة بقيادة جوبز أن تصبح الآلات والحواسيب التي تنتجها ملموسة ومغرية من الناحية البصرية.
ويعني هذا أن تكون الأجهزة نحيفة وأنيقة وملساء، وهو ما ساعد الشركة على تجاوز المنافسين في المجال آنذاك.
قانون "التقادم المخطط"
استخدم جوبز فكرة تجديد الإصدارات كل سنة، معتمداً على نظام "التقادم المُخطّط" الذي تعتمده دور الأزياء.
وتقوم فكرة "التقادم المخطط" على إيهام المستخدم أن المنتَج الذي اشتراه يملك تاريخ صلاحية، حتى لو لم يكن الأمر واقعياً بالضرورة.
وساعدت هذه الطريقة "آبل" وغيرها، كما ساعدت دور الموضة، على التطور من خلال الاستمرار في إنتاج وضمان التصنيع السنوي للمنتج نفسه مع تغييرات طفيفة للاحتفاظ بقاعدة عملائها.
ثم هناك خطة جعل قيمة الأجهزة أعلى من قيمتها الحقيقية أو كلفتها على أرض الواقع، وبالتالي تقديم أسعار غير مرتبطة بتكلفة التصنيع وحده.
جوني آيف... مصمم ثورة "آبل"
لتنفيذ هذه الخطة، أقام جوبز شراكة مع مصمم شاب يُدعى جوني آيف، وهو بريطاني من لندن انضم إلى الشركة عام 1992 وحدد مظهر "آبل" لعقود من الزمن، سواء من حيث الأجهزة أو الاكسسوارات.
وكان آيف صديق مارك نيوسون، مخترع كنبة لوكهيد، والمصمم عز الدين علاء، المؤيد لدمج التكنولوجيا والموضة.
ساعد جوني آيف في تحويل أجهزة الكمبيوتر والهواتف إلى منتجات مرغوبة، وجعلها أكثر من مجرد أدوات وظيفية.
لكن في يوليو/تموز الماضي، غادر جوني آيف "آبل" بعدما أنهت الشركة اتفاقها الاستشاري معه.
وقالت "نيويورك تايمز" إن المصمم أراد الحرية في التعامل مع العملاء من دون الحاجة إلى تصريح من "آبل".
وخلال مسيرتها الطويلة تعلمت "آبل" دروساً عدة من عالم الموضة. جوني آيف غادر الشركة وستيف جوبز مات، فهل تواصل الشركة الاقتباس من عالم الموضة لمواصلة النجاح؟