مع إعلان شركة ميتا عن إطلاق تطبيق ثريدز هذا الشهر، عرفت المنصة بداية سريعة مع أكثر 100 مليون عملية تنزيل في أقل من أسبوع. وما أعطى زخماً كبيراً للتطبيق كان انضمام مشاهير من "تويتر"، ما أدى ترويج كبير لـ"ثريدز".
لكن نجاح البدايات هذا لم يستمرّ طويلاً. إذ اعترف مدير شركة ميتا مارك زوكربيرغ بأن التطبيق قد فقد أكثر من نصف مستخدميه. ووصل منافس "تويتر" إلى أكثر من 100 مليون مستخدم بعد خمسة أيام من إطلاقه في وقت سابق من هذا الشهر، لكن زوكربيرغ أقرّ بأن هذه الأرقام قد تراجعت الآن إلى أقل من النصف. ووصف الملياردير الأميركي، الذي أدلى بهذه التصريحات في حديث إلى موظفيه نقلته وكالة رويترز للأنباء، الوضع بأنه "طبيعي".
ووعد زوكربيرغ بإضافة ميزات جديدة إلى التطبيق، بعدما تعرض لانتقادات بسبب محدودية ميزاته عند الإطلاق.
وأضافت "ميتا" فعلاً ميزات جديدة، مثل تايملاين منشورات الحسابات المتابَعة، وتايملاين "من أجلك" للمنشورات المقترحة، وترجمة المنشورات إلى لغات مختلفة.
ونقلت "بي بي سي" عن مسؤول في الشركة أنها تركز الآن على إضافة المزيد من عناصر الجذب، مثل "التأكد من أن الأشخاص الذين يستخدمون تطبيق إنستغرام يمكنهم رؤية سلاسل الرسائل المهمة".
في تقرير تقييمي، جمعت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قائمة تضم 15 من أبرز مستخدمي "تويتر" الذين انضموا إلى "ثريدز"، بما في ذلك كيتي بيري، وإلين ديجينيريس، وبيل غيتس، وبريتني سبيرز، وشاكيرا وأوبرا وينفري.
وقارنت الصحيفة نشاطهم على "تويتر" بنشاطهم على "ثريدز" كل يوم منذ 5 يوليو/تموز الماضي، ونظرت أيضاً إلى منشوراتهم على "إنستغرام"، المملوك لشركة "ميتا" والمرتبط بـ"ثريدز". الهدف من التقرير كان محاولة التنبؤ بمسار ومصير "ثريدز".
المشاهير يتهافتون على "ثريدز"
انضمّ مشاهير كثر إلى "ثريدز" في الأيام الأولى لإطلاقه. ديجينيرس مثلاً، التي انضمت إلى "تويتر" في 2008، لم تغرّد منذ أواخر إبريل/نيسان. وعندما طُرح "ثريدز"، كانت من بين أول 3 آلاف شخص نزّلوا التطبيق، وحصل أول منشور لها بسرعة على أكثر من 7 آلاف رد.
من بين المشاهير الـ15، كانت ديجينيريس واحدة من ثلاثة توقفوا عن النشر على "تويتر" في الأشهر الأخيرة وأصبحوا نشطين على "ثريدز". الاثنان الآخران هما: سيلينا غوميز التي لم تغرّد منذ أواخر مايو/أيار، ووينفري التي لم تنشر على "تويتر" منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
واستخدمت غوميز "ثريدز" لتقول "مرحباً" لمعجبيها، بينما قالت وينفري إنها على "ثريدز" للترويج للنسخة الجديدة من فيلم "اللون الأرجواني".
وبدأ مشاهير آخرون، مثل ديمي لوفاتو، بالنشر بشكل منتظم على "ثريدز" أكثر من "تويتر".
في الأسبوع الأول من إصدار "ثريدز"، نشرت لوفاتو ست مرات على "ثريدز" وشاركت رَدّين على أحد منشوراتها، لكنها نشرت مرة واحدة فقط على "تويتر" للترويج للنسخة الجديدة من أغنيتها الناجحة "آسفة لست آسفة".
واستخدمت لوفاتو "ثريدز" للتفاعل مع معجبيها، وطلبت منهم توصيات موسيقية، حتى لو أن متابعيها على التطبيق هم جزء صغير مما جمعته على "تويتر".وحصدت مليوني متابع على "ثريدز" مقابل 53 مليوناً على "تويتر".
ويز خليفة الأكثر غزارة
كان مغنّي الراب ويز خليفة الأكثر غزارة في "ثريدز". ونشر المغني بمعدّل 38 مرة في اليوم على "ثريدز" في أول أسبوعين من إصدار التطبيق، مقابل متوسط خمس تغريدات يومية فقط على "تويتر".
وبدأ بعض المشاهير، مثل جيمي فالون وشاكيرا وشاروخان، في التعامل مع "ثريدز" و"تويتر" بنفس الطريقة.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كانوا من بين المشاهير الذين نشروا منشورات متطابقة أو متطابقة تقريباً على "تويتر" و"ثريدز". وأظهر ذلك أنهم ربما لا يميزون بين المنصتين وأنهم يستخدمون كليهما كأدوات بث.
المشاهير يفقدون الحماس تجاه "ثريدز"
من بين المشاهير الـ15 الذين تتبعتهم الصحيفة أربعة، هم بيري وكيم كارداشيان وكايلي جينر ومايلي سايروس، لم ينشروا على المنصة الجديدة. وانخفض نشاط ويز خليفة على "ثريدز" تدريجياً، سواء من حيث المنشورات الأصلية أو الردود على المنشورات.
وبدءاً من 16 يوليو، زاد نشاطه على "تويتر"، حيث كان ينشر أحياناً أكثر من 10 مرات في اليوم. لا يزال أكثر نشاطاً في "ثريدز"، لكنه بدأ في نشر محتوى مشابه على كلا المنصتين.
ومثل خليفة، بدا أنّ آخرين فقدوا بعضاً من حماسهم الأولي لـ"ثريدز". مثلاً، بعدما نشطت شاكيرا على "ثريدز" خلال الأسبوع الأول من التطبيق، لم تنشر عبره منذ 13 يوليو.
وديجينيريس، التي نشرت ست مرات خلال أسبوعها الأول على "ثريدز"، فعلت ذلك مرة واحدة فقط في الأسبوع الماضي.
وبلغ متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون على "ثريدز" 3.3 دقائق يومياً اعتباراً من يوم الاثنين 24 يوليو، ما يعني انخفاضاً عن 19 دقيقة في 6 يوليو.
"إنستغرام" الفائز الأكبر
في المقابل، يقضي المستخدمون 60 دقيقة في المتوسط يومياً على "إنستغرام" و29.3 دقيقة على "تويتر".
و"إنستغرام" هو الأكثر شعبية مع أكثر من نصف المشاهير الذين تابعتهم الصحيفة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بناءً على عدد الأيام التي نشطوا فيها على كل منصة.
ونشطت كارداشيان على "إنستغرام" لمدة 16 يوماً خلال تلك الفترة، مقارنة مع غياب عن "ثريدز" وثلاثة أيام على "تويتر". كان نشاطها في ذلك الوقت يتألف من 19 منشوراً على "إنستغرام" و16 تغريدة.
وكانت سبيرز على "إنستغرام" لمدة 14 يوماً، مقارنة بثلاثة على "ثريدز" وثلاثة على "تويتر". ونشرت 35 مرة على "إنستغرام"، مقابل خمس مرات في كل من "ثريدز" و"تويتر".