كيف تخطط "ناسا" لتدمير محطة الفضاء الدولية بعد عام 2030؟

27 يونيو 2024
إزالة محطة الفضاء الدولية بأمان من المدار هي مسؤولية وكالات الفضاء الخمس (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ناسا تختار سبايس إكس لتصنيع مركبة بقيمة 843 مليون دولار لدفع محطة الفضاء الدولية خارج المدار وتدميرها في الغلاف الجوي فوق المحيط بعد 2030، لتجنب أي خطر على المناطق المأهولة.
- المحطة، التي تزن نحو 430 ألف كيلوغرام، ستتفكك خلال العملية بينما تتحطم الأجزاء المقاومة في البحر، مع تعهدات من الولايات المتحدة، اليابان، كندا، ودول أوروبية لمواصلة العمليات حتى 2030.
- خمس وكالات فضاء دولية تشترك في تشغيل المحطة، مع تصميم مترابط يعتمد على المساهمات من جميع الشركاء، وتمديد العمر المتوقع للمحطة عدة مرات لضمان استمرارها الآمن للسكن والتشغيل.

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الأربعاء، أنها اختارت شركة سبايس إكس لتصنيع مركبة قادرة على دفع محطة الفضاء الدولية إلى الغلاف الجوي للأرض لتدميرها بعد وقف تشغيلها عام 2030. وتصل قيمة العقد الذي ستبرمه الوكالة مع الشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك إلى 843 مليون دولار، بحسب بيان لـ"ناسا".

سبق للوكالة الأميركية أن أعلنت عزمها على دفع محطة الفضاء الدولية إلى الغلاف الجوي للأرض فوق أحد المحيطات بعد وقف تشغيلها. وسيتفكك عدد من قطع المحطة خلال العملية، فيما سينتهي الأمر بأخرى أكثر مقاومةً في البحر. وتتطلّب هذه العملية تصنيع مركبة قوية قادرة على دفع المحطة التي تزن نحو 430 ألف كيلوغرام.

وأوضحت "ناسا" أنّ المركبة التي ستبتكرها "سبايس إكس" يُفترض أن تساعد المحطة على "الخروج من المدار وتجنّب أي خطر على المناطق المأهولة". وكمحطة الفضاء الدولية، يُفترَض أن تتحطم هذه المركبة عند عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض، بحسب "ناسا". وبمجرد تصنيع المركبة، ستصبح تابعة لـ"ناسا" التي ستكون مسؤولة عن تشغيلها خلال المهمة.

وقد تعهّدت الولايات المتحدة واليابان وكندا ودول أوروبية بمواصلة عمليات محطة الفضاء الدولية حتى العام 2030. أما روسيا، فتعهّدت باستكمال المهمات في المحطة حتى 2028. وكتبت "ناسا" الأربعاء: "إنّ إزالة محطة الفضاء الدولية بأمان من المدار هي مسؤولية وكالات الفضاء الخمس". ورغم الحرب في أوكرانيا، تبقى محطة الفضاء الدولية إحدى مجالات التعاون النادرة بين واشنطن وموسكو.

حصلت المحطة الفضائية على موافقة لإنشائها رسمياً من قبل الرئيس الأميركي رونالد ريغان، ورصدت ميزانية لها وافق عليها الكونغرس الأميركي عام 1984. وشرع مدير "ناسا" في ذلك الوقت جيمس بيجز على الفور في البحث عن شركاء دوليين ليتعاونوا مع الولايات المتحدة في تنفيذ مشروعها، وبعد فترة وجيزة بدأ الكنديون واليابانيون وعدد من دول وكالة الفضاء الأوروبية بالمشاركة في المشروع. وصممت المحطة بين عامي 1984 و1993. وكانت عناصر المحطة قيد الإنشاء في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا واليابان وأوروبا بدءاً من أواخر الثمانينيات. عام 1993، بينما كانت المحطة تخضع لعملية إعادة تصميم، تمت دعوة الروس للمشاركة.

وتشترك حالياً خمس وكالات في تشغيل محطة الفضاء الدولية: وكالة الفضاء الكندية، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية، والإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، ومؤسسة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، حيث يتولى كل شريك مسؤولية الإدارة والتحكم. وصممت المحطة منذ البداية لتكون مترابطة وتعتمد على المساهمات من جميع الشركاء لتعمل.

وعلى الرغم من أن مراكز التحكم الرئيسية موجودة في الولايات المتحدة وروسيا، فإن العديد من مراكز التحكم الإضافية موجودة في كندا واليابان وأوروبا، ولها أيضاً دور في إدارة عناصر وأفراد الطاقم في كل دولة. 

ومدّد العمر المتوقع لمحطة الفضاء الدولية عدة مرات، نظراً لتجاوز العديد من العناصر الآن العمر الافتراضي لها، حيث تُجرى عدة تحليلات بشكل دوري للتأكد من أن المحطة آمنة للسكن والتشغيل المستمر. فجزء كبير من المحطة عبارة عن وحدات معيارية، لذا مع تآكل الأجزاء والأنظمة، تُرسل أجزاء جديدة لتحل محل الأصلية أو تعزيزها.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون