استمع إلى الملخص
- **التحديات والإنجازات**: يواجه الكورال تحديات شح الإمكانات والخطاب الديني التحريضي ضد المرأة، لكن الفريق بدأ بجهود شخصية ودعم مؤسسة ميون، مما يعكس روح التحدي والإصرار.
- **الأنشطة المستقبلية والتطوير**: يسعى الكورال لتطوير المواهب عبر دورات تدريبية واستضافة أكاديميين، ويهدف لإحياء المناسبات الوطنية والمشاركة في فعاليات محلية ودولية، وإنشاء معهد فني موسيقي.
من ركام الحرب في مدينة تعز اليمنية، تفتّحت الأغاني بفرقة تجمع أكثر من 25 شاباً وشابة من أبناء المدينة، اجتمعوا للغناء تحت سقف واحد، وأشهروا عن ميلاد فريقهم الفني الذي أطلقوا عليه اسم كورال تعز.
يتكون كورال تعز من مجموعة من المواهب والأصوات الصاعدة من الجنسين، ومن مختلف الأعمار، جاؤوا من شتى مناطق ومديريات المدينة، ليشكلوا فريقاً فنياً لأداء الأغاني جماعياً. وحتى الآن، يضم كورال تعز في فريقه مشرفاً عاماً، ومشرفاً فنياً، ومدربي صوت، وعازفي آلات موسيقية، وفنيي صوت، إضافة إلى 25 مغنّياً ومغنية، ولا يزال القائمون على الكورال يسعون إلى استقبال وضم المزيد من الأصوات.
تحت سقف مؤسسة ميون للإنتاج الفني والإعلامي يجتمع الفريق، بمعية عازفي العود ضرار الخامري ونائف السروري، ليبدأ بترديد الأغاني اليمنية، والتعزية خصوصاً، فيؤدّي الأغاني الغزلية والوطنية.
الملحن الشاب سنان التبعي، كان صاحب فكرة تأسيس كورال تعز تزامناً مع يوم الأغنية اليمنية الذي يصادف الأول من يوليو/تموز من كل عام، ليبدأ بالإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي متوجّهاً إلى أصحاب الأصوات الجميلة للانضمام إلى الفريق الذي سيحمل مسؤولية تجديد الأغنية اليمنية، وتلك التي تنتمي للمدرسة الغنائية التعزية خصوصاً.
يقول سنان التبعي لـ"العربي الجديد" إن فكرة إنشاء كورال تعز جاءت "من غياب دور الفرق الوطنية في المشهد الفني والثقافي في المحافظة، أو بالأصح خلو الساحة منها، وكذلك من وجود هذا الكم الكبير من المواهب الشبابية الصاعدة، والمبدعين، والأصوات الجميلة التي لم تجد من يأخذ بيدها، ويشجعها، ويقدمها للجمهور". ويضيف: "من ضمن أسباب تأسيس الفرقة اغتراب هذه المواهب الصاعدة عن الأغنية اليمنية، فنعمل على تشجيعهم وتحفيزهم للعودة إلى البيئة الفنية التي ينتمون إليها، بحكم أننا سنركز على اللون الغنائي التعزي في هذه المرحلة كأساس ومرجعية، ثم سيكون الانطلاق نحو الانفتاح على بقية الألوان الغنائية، وتقديمها ضمن البرنامج العام للكورال".
يهدف القائمون على كورال تعز إلى بناء فريق مؤهل ومحترف، للقيام بدور الفرق الوطنية الرسمية في ظل غيابها عن المشهد الثقافي، وتعزيز البيئة الفنية، والتنقيب عن مكامن الجمال فيها، والحفاظ على الموروث الغنائي الشعبي، إضافة إلى استيعاب المواهب الصاعدة، والاهتمام بها، وإكسابها المهارات والخبرات الفنية اللازمة.
وعلى عاتق كورال تعز، سيقع كثير من المهام مثل إحياء الفعاليات والمشاركات الغنائية المختلفة، واحتواء المواهب الصاعدة وتقديمها للجمهور، ولملمة شتات الموروث الغنائي التعزي وتأصيله بأعمال غنائية يخطط الفريق والقائمون عليه لإنتاجها في المرحلة المقبلة، إضافة إلى تقدير رموز الغناء وتكريم مسيرتهم الفنية بإنتاجات خاصة توثق أعمالهم وتحافظ عليها من الضياع.
كما يسعى القائمون على كورال تعز إلى تطوير قدرات ومواهب الفريق الفنية خطوة أولى، عبر إقامة الدورات التدريبية، واستضافة أكاديميين ومتخصصين في المجال الفني، وتعزيز بث روح وقيم الجمهورية، وتعميق الانتماء الوطني في نفوس أبناء الجيل الحالي من خلال إنتاج أعمال غنائية جمهورية، وإحياء المناسبات الوطنية، والمشاركة بفعاليات محلية ودولية، وإنشاء معهد فني موسيقي لاحتواء ورعاية المواهب وتأهيلها أكاديمياً.
يعاني الفريق العديد من التحديات، في مقدمتها شح الإمكانات التي تعوق تنفيذ الأنشطة والبرامج بالشكل المطلوب، غير أن الفريق لم يتوقف أمامها، ليقرر البدء بما توفر من إمكانات وجهود شخصية، وتقديم ما يستطيع تسيير العمل به، فوضعت مؤسسة ميون للإنتاج الفني والإعلامي مقرها وإمكاناتها في خدمة الفريق.
في ظل انتشار الخطاب الديني التحريضي ضد المرأة في تعز، يبدو من الصعب على المرأة أن تغني في مكان عام، وضمن فرقة موسيقية، لكن فريدة الحمادي وبدعم من أسرتها تحدت ذلك والتحقت مع عدد آخر من الفتيات بفرقة كورال تعز، وهي اليوم تغني وتنشر مقاطع لها في مواقع التواصل الاجتماعي.