كشفت مواقع إخبارية سينمائية متخصصة، أولها "ديدلاين"، أن المخرج البريطاني-الأميركي كريستوفر نولان سيتعاون مع شركة "يونيفيرسال" في فيلمه المقبل. إذ بعد حملة التسويق التي أقيمت في هوليوود، توصلت "يونيفيرسال" إلى اتفاق مع نولان بشأن تمويل وتوزيع فيلمه المقبل الذي لم يحمل عنواناً بعد، ويدور حول عالِم الحرب العالمية الثانية جاي. روبرت أوبنهايمر، وهو يُعتبر أحد آباء القنبلة الذرية.
قيل إن شركة "سوني" و"باراماونت" و"وارنر براذرز" التي يتعامل معها نولان منذ زمن، تواصلت مع الأخير بشأن هذا الفيلم. كتب نولان أيضاً سيناريو الفيلم عن العالم. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج أوائل العام المقبل.
كل أفلام نولان تقريباً، منذ "إنسومنيا" Insomnia عام 2002، أصدرتها شركة "وارنر براذرز"، باستثناء "ذا بريستيج" The Prestige عام 2006 الذي وزع بواسطة "ديزني"، و"إنترستلر" Interstellar عام 2014 الذي تقاسمت "وارنر" و"باراماونت" حقوقه العالمية والمحلية.
العام الماضي، أطلقت شركة "وارنر براذرز" فيلم "تينيت" Tenet في دور العرض في سبتمبر/أيلول، في وقت كانت فيه صناعة السينما تخشى إطلاق الأفلام ذات الميزانيات الكبيرة. حقق فيلم الخيال العلمي المثير في النهاية 363.7 مليون دولار أميركي، مما يجعله أضخم إصدار سينمائي في هوليوود وسط جائحة "كوفيد-19". يُذكر أنّ أحداث Tenet تدور في عالم الجاسوسية، من خلال شخصية عميل سرّي مُكلَّف بالحؤول دون اندلاع الحرب العالمية الثالثة، عبر سفره في الزمن.
لكن عندما أعلنت شركة "وارنر براذرز"، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن خططها لإطلاق أفلامها كلها لعام 2021، في وقت واحد، في دور العرض وعلى منصة بث المحتوى عبر الإنترنت "إتش بي أو ماكس"، كان نولان ــ وهو مدافع شرس ومتحمس عن تجربة العرض السينمائية ــ أحد أقسى منتقدي الاستوديو. وقال في بيان: "بعض أكبر صانعي الأفلام وأهم نجوم السينما ذهبوا إلى الفراش الليلة الماضية وهم يعتقدون أنهم يعملون في أكبر استوديو أفلام، واستيقظوا ليكتشفوا أنهم يعملون لدى أسوأ خدمة بث".
وأكد، لوكالة "أسوشييتد برس"، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن القرار الذي اتخذته "وارنر براذرز" كان "من طرف واحد". وأضاف: "لديك مخرجون عظماء عملوا بشغف واجتهاد لسنوات على أفلامهم الروائية مع نجوم سينمائيين رائعين. وقيل لهم كلهم الآن إنهم سلعة تباع بخسارة لجذب زبائن إلى منصة بث جديدة". وشدد نولان غاضباً على أن "القرار ليس سليماً، وليس حكيماً من الناحية التجارية. الأمر كله فوضوي".
نولان المدافع عن التجربة السينمائية، كتب مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست"، في مارس/آذار الماضي، وسط أزمة الوباء الذي ضرب العالم، معرباً عن قلقه إزاء وضع العاملين في صناعة السينما، في ظلّ تفشّي فيروس كورونا في العالم، واضطرار صالات سينمائية كثيرة إلى إغلاق أبوابها لفترة غير محدّدة. وقال نولان: "عندما يُفكّر الناس بالأفلام، يرون في البداية النجوم والاستديوهات والأضواء. لكن الصناعة هي الجميع: أولئك الذين يبيعون الحلويات، والذين يجلسون أمام صناديق المال، وهناك أيضاً عارضو الأفلام والمبرمجون وفرق التسويق، وأولئك الذين يُنظّفون المراحيض في صالات السينما في الأحياء". وذكّر بأنّ صناعة السينما تؤمّن أعمالاً لأكثر من 150 ألف شخص في الولايات المتحدة.