انطلق قمر اصطناعي أميركي فرنسي، سيرسم خرائط لجميع محيطات العالم وبحيراته وأنهاره تقريباً، إلى مداره اليوم الجمعة.
توج الإطلاق الذي تم قبل الفجر، على متن صاروخ سبايس إكس، من قاعدة فاندنبرغ للقوة الفضائية في كاليفورنيا، عاماً ناجحاً للغاية لـ"ناسا".
وفقاً للعلماء، فإن القمر الذي يحمل اسم "سووت" - اختصار لمياه السطح وتضاريس المحيطات - ينطلق في وقت تزداد فيه حاجة إلى القمر الصناعي أكثر من أي وقت مضى، إذ يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم حالات الجفاف والفيضانات وتآكل السواحل.
وقال بنجامين هاملينغتون من مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا"، في باسادينا في ولاية كاليفورنيا: "سنكون قادرين على رؤية الأشياء التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل... ونفهم حقاً مكان وجود الماء في أي وقت".
LIVE: We’re ready to start #TrackingWorldWater with the Surface Water and Ocean Topography (SWOT) satellite. Liftoff is scheduled for 6:46am ET (1146 UTC) from @SLDelta30 in California. https://t.co/ymWf4UswfD
— NASA (@NASA) December 16, 2022
وسيقيس القمر الاصطناعي الذي يبلغ حجم مركبة دفع رباعي ارتفاع الماء على أكثر من 90 في المائة من سطح الأرض، مما يسمح للعلماء بتتبع التدفق وتحديد المناطق المحتملة عالية الخطورة. وسيقوم أيضاً بمسح ملايين البحيرات، بالإضافة إلى 1.3 مليون ميل (2.1 مليون كيلومتر) من الأنهار، من مياه المنبع إلى المصب.
سيطلق القمر نبضات رادار على الأرض، مع ارتداد الإشارات ليستقبلها زوج من الهوائيات، واحد على كل طرف من ذراع الرافعة الذي يبلغ طوله 33 قدماً (10 أمتار). يجب أن يكون قادراً على تحديد التيارات والدوامات التي يقل عرضها عن 13 ميلاً (21 كيلومتراً)، بالإضافة إلى مناطق المحيط حيث تندمج كتل المياه بدرجات حرارة متفاوتة.
لا يستطيع أسطول "ناسا" الحالي، المكون مما يقرب من 30 قمراً اصطناعياً لرصد الأرض، تحديد مثل هذه الميزات الطفيفة. وقال تاملين بافلسكي من جامعة نورث كارولينا، وهو جزء من المهمة، إنه في حين أن هذه الأقمار القديمة يمكنها رسم خريطة لمدى البحيرات والأنهار، فإن قياساتها ليست مفصلة.
لعل الأهم من ذلك أن القمر الاصطناعي سيكشف عن موقع وسرعة ارتفاع مستويات سطح البحر وتحول الخطوط الساحلية، وهو مفتاح إنقاذ الأرواح والممتلكات.
سيغطي الكرة الأرضية بين القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أسابيع، حيث يدور على ارتفاع يزيد عن 550 ميلاً (890 كيلومتراً). ومن المتوقع أن تستمر المهمة 3 سنوات.
تعاونت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الفرنسية في المشروع الذي تبلغ تكلفته 1.2 مليار دولار، مع مشاركة بريطانيا وكندا.
إنه أحدث معلم لـ"ناسا" هذا العام. من بين النقاط البارزة الأخرى: لقطات ساحرة للكون من تلسكوب ويب الفضائي الجديد، واصطدام المركبة الفضائية دارت بكويكب في أول اختبار دفاع كوكبي، وعودة كبسولة أوريون أخيراً من القمر بعد رحلة تجريبية.
(أسوشييتد برس)