قبل أيام، أصدر الفنان فضل شاكر أغنية جديدة بعنوان "بغيب بمزاجي"، كلمات إيهاب عبد العظيم، وألحان عمرو الشاذلي، وتوزيع وميكس وماستر عمرو الخضري. ويقال إنها ستكون من ضمن ألبوم غنائي سيصدر لاحقاً، ويتضمن ست أغنيات. نفذ شاكر الأغنية في استديو أعده خصيصاً في منزله الكائن في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطييين، جنوب لبنان.
يحاول شاكر التحايل على القضاء في أحكام صدرت بحقه، ومنها ما يقضي بسجنه لمدة تزيد عن 20 عاماً، فيما لا يمكن للقوى الأمنية إلقاء القبض عليه بسبب وجوده في مخيم عين الحلوة، ولأن قضاياه العالقة مرتبطة بالشأن السياسي في لبنان، ولا يمكن أن تحل في القضاء إلا بعد رفع الغطاء السياسي عنها بالكامل.
عام 2018، أصدرت المحكمة العسكرية في بيروت قراراً يؤكد عدم مشاركة فضل شاكر في المعركة التي دارت بين أنصار أحمد الأسير والجيش اللبناني، المعروفة بـ"معركة عبرا". على أثرها، سيقت التهم لشاكر وبعض أقاربه بالمشاركة في القتال، الأمر الذي نفاه المغني اللبناني مراراً من خلال وسائل الإعلام، وأدى إلى سجن مؤقت لمرافقيه، ومنهم شقيقه فادي شمندر الذي أطلق سراحه منذ ثلاث سنوات.
بعد أربع سنوات من واقعة "عبرا"، عاد شاكر إلى الأضواء، وبدأ بإصدار مجموعة لا بأس بها من الأغاني. وعلى الرغم من عدم تمكنه من المشاركة في الفعاليات والمهرجانات الغنائية، فإنه يحاول أن ينفض عن نفسه غبار الاتهامات التي يصفها بالسياسية، من خلال التعاون مع شعراء وملحنين لبنانيين وعرب. محاولة للتعويض عن الحفلات بحكم الإقامة التي يجبر نفسه عليها. وأكثر من ذلك، أسس قبل سنوات فريق عمل مؤلفاً من مدير أعمال ومنتج منفذ لمشاريعه الفنية. لكن كل ذلك يبقى محصوراً على خطوط التفاعل الافتراضي، سواء لجهة الأغاني وما تحققه من نجاح، وقدرة شاكر على سرقة الأرقام ونسب المشاهدات التي تحققها هذه الأغاني، أو لجهة إقناع متابعيه بالبراءة الكاملة، والعودة إلى الغناء، وهو أمر يؤكد حضوره لمنافسة زملاء له لا يحققون الأرقام نفسها.
تؤكد معلومات خاصة لـ"العربي الجديد" أن ملف فضل شاكر سيطرح لاحقاً، وربما مع نهاية العام الحالي، وبالتالي ستكون هناك سلسلة من المفاجآت تتعلق بشأنه. ويشار إلى أن هناك مفاوضات قائمة هذه الأيام لتسوية وضعه وإمكانية إخراجه من لبنان على سبيل النفي، بعد إعادة فتح التحقيقات بشأن الاتهامات المنسوبة إليه. وتقول المعلومات إن مجموعة من المحامين ستتوكل بالمهمة التي ينوي شاكر أيضاً إنهاءها هذه المرة، تمهيداً لخروجه من المخيم.
وتلفت المعلومات إلى أنّ القضاء اللبناني يدرك تفاصيل وحيثيات هذه القضية، وهي ليست قضية عابرة، بل بالإمكان الاستماع إلى كل الشهود وتغليب لغة العدالة، خصوصاً أنّ فضل شاكر عاد إلى الغناء ويصدر أعماله تباعاً، وهذا ما سيساهم إلى حد ما في التخفيف من أعباء الحكم النهائي ومراعاة وضعه لجهة عدم إثبات أي من التهم الموجهة إليه.
أشهر قليلة، إن صدقت المؤشرات، ويُفتح ملف فضل شاكر، وهذه المرة بشكل نهائي، لتكون الخواتيم في مصلحة الجميع. هل نشهد ذلك قريباً؟