قرية مهجورة تظهر من قلب بحيرة في اليونان

04 سبتمبر 2024
بقايا منازل عادت للظهور في بحيرة مورنوس الاصطناعية (أنجيلوس تزورتزينيس/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عادت مبانٍ مهجورة في قرية كاليو باليونان للظهور بعد انخفاض مستوى بحيرة مورنوس، التي تُعد خزان المياه الرئيسي لأثينا، بسبب موجة جفاف طويلة.
- انخفضت احتياطيات بحيرة مورنوس بنسبة 30%، مما أثار قلقاً كبيراً في اليونان، حيث دعت السلطات سكان أتيكا لمراقبة استهلاكهم من المياه بعناية.
- شهدت اليونان درجات حرارة قياسية هذا الصيف، مما زاد من حدة الجفاف، وأدى إلى ظهور أنقاض المنازل والمدارس التي غمرتها المياه سابقاً.

عاودت مبانٍ مهجورة في قرية كاليو الغارقة وسط اليونان الظهور أخيراً، بعد انخفاض مستوى بحيرة سدّ تشكّل خزان المياه الرئيسي لأثينا، بسبب موجة جفاف تطاول البلاد منذ فترة.

وتُظهر بحيرة مورنوس الاصطناعية، الواقعة على بعد 200 كيلومتر غرب العاصمة، انخفاضاً بنسبة 30% في احتياطياتها في الأشهر الأخيرة مقارنة بالعام الماضي، وفق بيانات هيئة "إيداب" المسؤولة عن قطاع المياه في منطقة أتيكا التي تتبع لها أثينا. ويثير الانحباس الكبير في المتساقطات قلقاً حاداً لدى مختلف الجهات في اليونان، وصولاً إلى رأس الدولة.
وفي القرية، يلاحظ السكان المحليون أن "منسوب بحيرة مورنوس انخفض بمقدار 40 متراً"، على ما يقول لوكالة فرانس برس يورغوس يوسيفيديس، وهو متقاعد يعيش على مرتفعات قرية كاليو القديمة. وعلى غرار غالبية السكان، اضطر هذا الرجل الستيني إلى مغادرة منزله في نهاية سبعينيات القرن العشرين أثناء بناء سد مورنوس.

وقد جرت "التضحية" بما يقرب من 80 منزلاً في كاليو، فضلاً عن الكنيسة والمدرسة الابتدائية، لضمان إمدادات المياه في أثينا. واليوم، أدى انخفاض مستوى البحيرة التي يغذيها نهرا مورنوس وإفينوس المجاوران، إلى عودة ظهور أنقاض المدرسة الابتدائية، وكذلك المنازل المهجورة التي غمرتها المياه تدريجياً.
ويوضح يوسيفيديس: "إذا قرّبت عدسة الكاميرا على البحيرة، سترى الطبقة الأرضية التي لا تزال صامدة من منزل والد زوجتي المكوّن من طبقتين (...) وبجانبه ترى ما تبقّى من منزل أبناء عمومتي".

تفاقمت حدة الجفاف هذا العام في هذا البلد المتوسطي المعتاد على موجات الحر في الصيف. وبعدما سجلت أكثر فصول الشتاء اعتدالاً على الإطلاق هذه السنة، شهدت اليونان درجات حرارة قياسية في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، وفق بيانات طقس أولية صادرة عن المرصد الوطني.
هذه ثاني مرة تعود فيها مباني كاليو المغمورة إلى الظهور، بعد فترة جفاف في أوائل تسعينيات القرن العشرين، وفق يوسيفيديس الذي يقول: "إذا لم تهطل الأمطار قريباً، سينخفض المستوى الحالي أكثر، وستكون المشكلة أخطر مما كانت عليه حينذاك". ويتذكر أناستاسيس باباجورجيو، وهو طبيب يبلغ من العمر 26 عاماً، يعيش في قرية أميغداليا المجاورة لمورنوس، أنه "في العامين الماضيين، هطلت كميات ضئيلة للغاية من الأمطار والثلوج على الجبال القريبة التي تغذي الأنهار". ويؤكد أن "الوضع صعب، وعلينا أن نكون حذرين عند استخدام المياه".

وفي مواجهة خطر شح المياه، دعت السلطات اليونانية سكان أتيكا البالغ عددهم 3.7 ملايين نسمة، وهي المنطقة المحيطة بأثينا، التي تضم ثلث سكان اليونان، لمراقبة استهلاكهم من المياه بعناية. ولم تُفرض أي قيود، لكن الدعوات إلى ترشيد الاستهلاك تتردد يومياً في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
ومن رسائل التنبيه الموجهة للسكان، على سبيل المثال: "عندما لا تملؤون حوض الاستحمام بالمياه، فإنكم توفرون ما يصل إلى 150 لتراً من الماء"، أو "أغلقوا الصنبور عندما تنظّفون أسنانكم". ولتعزيز شبكة الإمداد، قررت هيئة "إيداب" أيضاً تفعيل مصادر مائية إضافية بالقرب من العاصمة.

(فرانس برس)

المساهمون