في انتظار تحديث ساعة "يوم القيامة": هل تقترب البشرية من الفناء؟

23 يناير 2023
ابتكرت الساعة كأداة رمزية للتعبير عن المخاطر التي تواجه الأرض (إيفا هامباخ/ فرانس برس)
+ الخط -

يستعد مجلس العلوم والأمن، التابع لنشرة علماء الذرّة في الولايات المتحدة، يوم غدٍ الثلاثاء، للإعلان عن تحديث توقيت ساعة يوم القيامة (دومسداي كلوك) من عدمه، في مؤتمر صحافي ينقل مباشرة عبر "فيسبوك".

ومنذ عام 2020، ثبت المجلس (منظمة غير ربحية) توقيت الساعة عند 100 ثانية قبل منتصف الليل، التوقيت الرمزية لنهاية العالم، في خطوة تعبّر عن المخاطر النووية والمناخية التي تواجهها البشرية.

ويكسب تحديث توقيت الساعة أهميته، نظراً لكونه الأوّل منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، وما رافقها من إحياء للمخاوف من وقوع كارثة نووية في أيّ لحظة، إضافةً إلى استمرار انتشار الأوبئة والكوارث الطبيعية.

ويجدر التنبيه بأنّ ساعة يوم القيامة ليست بساعة حقيقية، بل هي ساعة رمزية صمّمت من قبل القائمين على نشرة علماء الذرة، لتنبيه البشرية من "مقدار اقترابها من إفناء نفسها".

ويقول القائمون عليها إنّهم استخدموها لأكثر من 7 عقود، للتعبير عن مستوى الخطر من التهديدات الوجودية للبشرية، من الأسلحة النووية إلى التغيّر المناخي.

وكانت الساعة التي تحتفظ جامعة شيكاغو الأميركية بنسخة حقيقية منها، قد صمّمت في الأساس مقياساً لتحديد مدى القرب من اندلاع حرب نووية، في ظلّ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. وكان من بين العلماء الذين ابتكروا الفكرة، بعضٌ من المشاركين في مشروع مانهاتن الأميركي، والذي أدّى إلى إنتاج أوّل قنبلة ذرية في العالم.

ويحدّث المجلس التوقيت كل عام. في عام 1949، عندما اختبر الاتحاد السوفييتي أسلحته النووية لأوّل مرّة ثبّتت عقارب الساعة عند 180 ثانية قبل منتصف الليل. بعدها بأربع سنوات، تحديداً في عام 1953، صارت البشرية على بعد دقيقتين فقط من النهاية، بعدما اختبر السوفييت والأميركيون أوّل أسلحتهم النووية الحرارية. أمّا بعد انتهاء الحرب الباردة في عام 1991، فقد رجعت عقارب الساعة إلى الوراء، وصارت على بعد 17 دقيقة من "موعد القيامة".

ومع مرور الوقت، ضمّ القائمون على الساعة مجموعة واسعة من القضايا التي تقرّبنا من "النهاية"، كان أبرزها تغيّر المناخ الذي أضيف إلى قائمة المخاطر في عام 2007.

ومنذ إنشائها، لم يسبق للساعة أن كانت أقرب لمنتصف الليل ممّا هي عليه في لحظتنا الحالية.

ويقرّر مجلس العلوم والأمن في النشرة تحديث الساعة، بناءً على تقييم يجريه عددٌ من الباحثين والأكاديميين لعدد من العناصر مثل عدد الأسلحة النووية في العالم، وارتفاع مستوى سطح البحر، وغيرها. وتقول الرئيسة التنفيذية للموقع راشيل برونسون إنّه "حكم يتوصل إليه الخبراء حول ما إذا كانت البشرية أكثر أماناً أو أكثر عرضةً للخطر"، مقارنةً بالعام السابق.

وتواجه هذه الوسيلة انتقادات من نقادٍ يرون فيها أداة لبثّ الخوف من دون سبب، مشكّكين بالمعايير المتبعة والمنهجية المعتمدة من قبل القائمين عليها. فيما يرى البعض أنّها لا تعبر عن وضعٍ حقيقي أو ملموس، بقدر ما تعبر عن مشاعر القائمين عليها.

المساهمون