فيلم وثائقي يزعم أن "أغلى لوحة في العالم" لم يرسمها دافنشي

08 ابريل 2021
بيعت اللوحة بـ450 مليون دولار أميركي عام 2017 (كارل كورت/Getty)
+ الخط -

كشف فيلم وثائقي يُعرَض قريباً في فرنسا أن "أغلى لوحة في العالم" وهي "سالفاتور مندي" التي تم شراؤها لحساب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مقابل 450 مليون دولار أميركي، هي على الأرجح عمل لمرسَم ليوناردو دافنشي لا الفنان الإيطالي شخصياً.

وأشار الفيلم إلى أن باريس رفضت الشروط التي وضعتها الرياض لعرض اللوحة في معرض ليوناردو عام 2019، في متحف اللوفر.

أجرى مخرج الفيلم الوثائقي الذي يُعرَض في 13 إبريل/نيسان الحالي على محطة "فرانس 5"، أنطوان فيتكين، تحقيقاً في شأن هذه اللوحة التي اشتراها تاجر أعمال فنية في نيويورك في 2005 في حال سيئة، مقابل 1175 دولاراً أميركياً، ورُمِمَت في الولايات المتحدة.

وأكّد عدد من الخبراء البريطانيين أنها لوحة لدافنشي بالفعل، ثم بيعَت إلى متمول روسي قرر لاحقاً إعادة بيعها، ثم طُرحَت للبيع في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، في مزاد للفن المعاصر، وقدمت على أنها لوحة أصلية لليوناردو دافنشي.

ومع أن السلطات السعودية لم تؤكد قطّ أن الأمير محمد بن سلمان هو صاحب "آخر لوحة لدافنشي"، أشارت معلومات متقاطعة إلى أنه اشتراها عبر سلسلة من الوسطاء.

ويطمح ولي العهد السعودي إلى إقامة متاحف في المملكة، وخاصة في موقع العلا التاريخي، في إطار سعيه إلى تجسيد الحداثة والانفتاح الثقافي داخل العائلة المالكة السعودية. ووفقاً للفيلم الوثائقي، قد يكون الاستحواذ على لوحة ليوناردو دافنشي، في نظر الأمير محمد بن سلمان، نقطة انطلاق لمجموعة فنية مرموقة لا تملكها المملكة إلى الآن.

في وقت بدأ الخبراء يتساءلون عما إذا كان العمل جزئياً من تنفيذ مساعدي دافنشي، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولي العهد السعودي في إبريل/نيسان عام 2018. ونقل الفيلم الوثائقي عن مصدر في الإدارة الفرنسية أن لوحة "سالفاتور مندي" (منقذ العالم) كانت ضمن المواضيع التي تناولتها المحادثات، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" يوم الأربعاء.

طلب السعوديون من فرنسا التحقُق مما إذا كانت اللوحة لدافنشي، إذ يضم متحف اللوفر مختبر "سي 2 إر إم إف" لتحليل الأعمال الفنية. وبقيت اللوحة فيه ثلاثة أشهر.

وأشار المصدر نفسه إلى أن التحليل بيّن أن "دافنشي ساهم في اللوحة فقط"، لافتاً إلى أن اللوفر أبلغ السعوديين بذلك. وأفاد المصدر بأن بن سلمان أراد إعارة اللوحة إلى متحف اللوفر، لإدراجها ضمن المعرض الكبير المخصص لليوناردو دافنشي نهاية عام 2019.

أضاف: "كان طلبه واضحاً للغاية: عرض لوحة (سالفاتور مندي) إلى جانب (موناليزا)، وتقديمها على أنها لوحة لدافنشي مائة في المائة". وأبلغ المصدر رؤساءه الفرنسيين أن "عرضها بهذه الشروط السعودية يرقى إلى تبييض عمل بمبلغ 450 مليون دولار أميركي".

سينما ودراما
التحديثات الحية

أشار الفيلم الوثائقي إلى أن وزيري الخارجية والثقافة الفرنسيين، جان إيف لودريان وفرانك ريستر، "كانا يعيران اهتماماً خاصاً بكل المشاريع التي تهدف إلى تحسين صورة السعودية" في ما يتعلق بالانفتاح الثقافي والسياحي.

وتابع: "نهاية سبتمبر/أيلول، حسم ماكرون الأمر، إذ تقرر عدم تلبية طلب بن سلمان". ورفض ولي العهد السعودي في اللحظة الأخيرة إعارة اللوحة بشروط غير شروطه.

رداً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، أفاد اللوفر يوم الأربعاء بأن مخرج الفيلم أنطوان فيتكين "طلب تعليقاً منه، لكنّ المتحف لم يرغب في الإجابة عن أسئلته، لأن إعارة اللوحة لمعرض ليوناردو دافنشي لم تحصل".

عام 2018، قال المؤرخ الفني والباحث الأكاديمي في أعمال دافنشي من "جامعة أكسفورد"، ماثيو لاندروس، إن الجزء الأكبر من لوحة "سالفاتور مندي" نفذه مساعد دافنشي، برناردينو لويني الذي يوصف بأنّه واحد من مساعدين اثنين كانا الأكثر مهارة في "استوديو دافنشي" (الآخر هو جيوفاني أنطونيو بولترافيو). وأشار لاندروس إلى أن 20 إلى 30 في المائة من اللوحة نفذها دافنشي بيده.

في المقابل، يصر خبراء آخرون على أن اللوحة المميزة تعود إلى دافنشي، وبينهم منسق اللوحات الإيطالية في المتحف الوطني في لندن مارتن كيمب.

يذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أوردت تقريراً سابقاً كشفت فيه أن الأمير بدر بن عبد الله هو وسيط محمد بن سلمان في شراء اللوحة. وبعد الجدل الشعبي الواسع الذي أثاره شراء اللوحة بـ 450 مليون دولار في الداخل السعودي عام 2017، أوضح متحف اللوفر في أبوظبي أن "دائرة الثقافة والسياحة" في أبوظبي استحوذت على اللوحة، ومنحت بدر بن عبد الله آل سعود الإذن بشرائها نيابة عنها.

وعام 2018، أكدت معلومات متطابقة لـ"العربي الجديد" صحة التقرير الذي نشرته صحيفة  "ديلي ميل" البريطانية، حول رفض قطر قبل سنوات عرضاً لشراء اللوحة بـ 80 مليون دولار أميركي.

المساهمون