فيلم للمدون يوري دود يفضح التعذيب في سجون روسيا

12 ديسمبر 2021
يوري دود (يمين) ومؤسس "لجنة مناهضة التعذيب"، إيغور كاليابين (يوتيوب)
+ الخط -

بعد مرور أقل من أسبوع على نشره في "يوتيوب"، بلغ عدد مشاهدات الفيلم الوثائقي "لماذا هناك تعذيب في روسيا؟" من إنتاج الصحافي والمدون الروسي الأشهر على "يوتيوب"، يوري دود، نحو ثمانية ملايين، على خلفية تزايد فضائح التعذيب والانتهاكات الجسدية والجنسية التي باتت التكنولوجيا الحديثة وكاميرات المراقبة، والهواتف الذكية تساعد في الكشف عنها.

ويقول دود في مستهل الفيلم "في روسيا، يمكنك أن تؤدي أمورك نهاراً، وتجد نفسك مربوطاً بالكرسي في قسم للشرطة مساء، وفي الصباح تعترف بجريمة لم ترتكبها".

ويتمحور الفيلم البالغة مدته نحو ساعتين ونصف الساعة، حول حوار دود مع مؤسس "لجنة مناهضة التعذيب"، إيغور كاليابين، وتتخلله شهادات عدد من الحقوقيين الآخرين وضحايا التعذيب.

ومن بين الشخصيات الرئيسية في الفيلم، الموظف السابق بشرطة المرور الروسية، أليكسي ميخييف، الذي اعترف تحت التعذيب بالكهرباء قبل أكثر من 20 عاماً، باغتصاب وقتل لم يرتكبهما، بحق فتاة مفقودة عادت في وقت لاحق إلى منزلها بكامل صحتها.

وبعد تعرضه للضغوط والتعذيب على مدى عشرة أيام، قفز ميخييف من نافذة مبنى الشرطة، مما تسبب له في إعاقة دائمة على إثر منع الأطباء من التعامل مع حالته لمدة ثلاثة أيام كاملة، ولا يزال يعتمد على الكرسي المتحرك حتى اليوم.

وأسفرت جهود "لجنة مناهضة التعذيب" عن رفع 112 قضية جنائية بحق المسؤولين عن حوادث التعذيب، وقد تمت إدانة 154 شخصاً، وصدرت بحق أغلبهم أحكام فعلية بالسجن.

وأثيرت الضجة الأخيرة حول حوادث التعذيب في السجون الروسية بعد تداول المشروع الحقوقي "غولاغو.نت" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقاطع فيديو لمشاهد التعذيب بمستشفى السجن في مقاطعة ساراتوف، وقد تمت إقالة رئيس الهيئة الفدرالية لتنفيذ العقوبات، ألكسندر كالاشنيكوف، على إثرها.

وفي الأعوام الأخيرة، أنتج دود مجموعة من الأفلام الوثائقية تناولت قضايا تاريخية واجتماعية شائكة مثل القمع في عهد الدكتاتور الراحل، جوزيف ستالين، وواقعة احتجاز الرهائن في مدرسة بيسلان جنوب روسيا عام 2004، وتوسع رقعة انتشار فيروس العوز المناعي البشري (HIV) في روسيا، وتحديات تنمية مناطق الشرق الأقصى الروسي، وحظيت جميعاً بملايين المشاهدات.

يذكر أن دود الذي يزيد عدد المشاهدات على قناته عن المليار ونصف المليار، نال شهرته بإجراء حوارات جريئة وتوجيه أسئلة مباشرة إلى الشخصيات العامة الروسية من مؤيدي الكرملين ومعارضيه، متحولاً بذلك إلى واحد من الشخصيات الأكثر تأثيرا في المشهد الإعلامي الروسي.

المساهمون