"فيلم تجاري" آخر في صالات لبنان

15 يونيو 2024
الكاتب خطاب والمخرج قنديل وأسرة إنتاج "فيلم تجاري" (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "فيلم تجاري"، من كتابة أحمد خطاب وإخراج مهدي قنديل، يعرض في لبنان ككوميديا سوداء تسلط الضوء على تحديات العيش والطموح في البلاد، مستلهمًا من تساؤلات خطاب حول النجاح في مجال الفن.
- الفيلم يجمع بين الممثلين المعروفين والوجوه الجديدة في محاولة لتقديم قصة مبتكرة عن أربعة أصدقاء يخططون لسرقة لوحة فنية، لكن يعاني من ضعف في القصة والسيناريو، مما أدى إلى مغادرة بعض الحاضرين.
- يثير الفيلم تساؤلات حول مستقبل السينما اللبنانية وإمكانية نجاحه في جذب الجمهور، معتمدًا على شغف وطموح الشباب في مواجهة التحديات الصناعية والمافيات السينمائية، مما يعكس صراع الإبداع ضد المحسوبية.

قبل أيام، وفي عرض خاص ضمّ أسرة الفيلم وصحافيين، قُدّم "فيلم تجاري"، من كتابة أحمد خطاب، وإخراج مهدي قنديل. عمل ينتمي إلى الكوميديا السوداء، يتناول واقع الحال في لبنان.

يقول أحمد خطّاب عند حديثه عن الفيلم، إنّه سأل يوماً صديقاً له: "ماذا عليّ أن أفعل لأجني المال وأنا مجرّد خرّيج من معهد الفنون؟ هل عليّ أن أسرق كي أعيش؟". يشير خطّاب إلى أن سؤاله هذا تحوّل إلى فكرة فيلم، بعدما استنجد بشركة إنتاج جديدة، اسمها "مولوتوف". تعتمد هذه الشركة على الهواة في عالم السينما، والواضح أنها عملت بحماس وشيء من التسرُّع، ليأتي "فيلم تجاري" ضعيفاً، إذ بالغ الكاتب باستخدام خياله في كتابة عمل يفترض أنّه يستلهم الواقع ويحاكيه ويسخر منه. ولعلّ هذا ما دفع بعض الحاضرين، بمن فيهم صحافيون، إلى مغادرة الصالة بعد نحو نصف ساعة من بدء العرض.

لم يشفع للكاتب والمخرج اختيار مجموعة من الممثلين اللبنانيين المعروفين، أمثال برناديت حديب ومجدي مشموشي وكارول عبود، إلى جانب استغلال ساخرين ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل أريج الحاج، وإياد نور الدين ووالده. كل هذه العناصر اجتمعت دخل لعبة التسويق المرافق لفيلم يعاني ضعفاً في القصة والسيناريو والحوار، خصوصاً مع اعتماد المخرج مهدي قنديل على التشويق المستنسخ من أفلام الأكشن الأميركية.

يتحدث "فيلم تجاري" عن أربعة أصدقاء، مدفوعين بطموحاتهم الفنية، يخططون لسرقة لوحة قيمتها تبلغ ثلاثة ملايين دولار من معرض مرموق. في تطور محفوف بالمخاطر، قرروا إنتاج فيلم داخل المعرض نفسه باستخدامه غلافاً. وبينما تتكشف خطتهم، يتنقلون في عوالم الفن والخداع والإبداع، ويختبرون صداقتهم ويتحدون طموحاتهم الفنية.

ربما وضع أحمد خطّاب خطوته الأولى على طريق السينما، من يدري؟ ولا يمكن التكهن بنجاح هذا العمل أو فشله على الصعيد الجماهيري، فلا بد من انتظار الأسبوع الأول لعرضه العام، وما سيحققه من بيع تذاكر ومشاهدات. لكن الحقيقة تفضي إلى خلو "فيلم تجاري" من عناصر عديدة يجب أن تُراعى للقول إننا أمام فيلم سيستطيع استمالة الجمهور.

هل ينجح "فيلم تجاري" في الامتحان وينتصر لما يعرف بالسينما اللبنانية؟ سؤال تجيب عنه الأسابيع الأولى من عرضه في الصالات. لكن، يمكننا القول إن الفيلم يختصر حكاية شباب اعتمدوا على أنفسهم وطموحهم، واختاروا دخول عالم السينما في لبنان لمواجهة "مافيات" أخرى تعتمد على المحسوبيات والمصالح في هذا المجال. شركات تعتمد على مصالح وعلاقات عامة، بعيدة كل البعد عن المعايير الأكاديمية والفنية التي من المفترض اعتمادها في الإنتاج السينمائي أو الدرامي. هكذا، نجد أنفسنا أمام أفلام ومسلسلات ضعيفة تُعاني إنتاجياً، وتُقصي كثيراً من الفنانين، خصوصاً الوجوه الشابة والجديدة، من أجل إقحام أسماء يُعتقد أن أصحابها محترفون، وسيقدّمون شيئاً للعمل. لكن، ما يحصل حقيقة، أن كثيراً من هذه الأسماء مُقحمة إلى عالم الدراما في لبنان، ولها حظوة عند أشخاص معينين، يفرضونها على الشاشات والمشاهدين.

المساهمون