فيلم "غير مخطط له"... استنفار فرنسي رغم ضعف الإقبال

20 اغسطس 2021
خلال تظاهرة مؤيدة للحق بالإجهاض في فرنسا عام 2019 (ألان بيتّون/ Getty)
+ الخط -

دانت وزيرة فرنسية "بأشد العبارات"، الثلاثاء الماضي، عرض قناة تلفزيونية خاصة في فرنسا الفيلم الأميركي "غير مخطط له" Unplanned الذي يندد بالإجهاض. واعتبرت وزارة شؤون المساواة بين الجنسين، في بيان، أن قناة "سي 8" تظهر "من خلال موافقتها على عرض هذا النوع من البرامج تضامناً مع الحركات المناهضة لحرية الاختيار، وتقترف ذنباً مرتبطاً بجريمة إعاقة (الحقوق القانونية) المدانة في بلدنا".

وأشارت الوزارة إلى أن الفيلم يعرض "مغالطات علمية"، و"يضلل المشاهد بما لا يقبل الشك"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس". وقالت الوزيرة المنتدبة لشؤون المساواة بين الجنسين إليزابيت مورينو، في تصريحات أوردها بيان الوزارة: "أدين بأشد العبارات عرض الفيلم" الذي "يشكل أداة دعائية بغيضة ضد الإجهاض". 

يروي فيلم "أنبلاند" الخيالي، المنتج من استوديوهات مسيحية إنجيلية (بيور فليكس)، قصة عن تحوّل امرأة من أحد كوادر خدمات تحديد النسل في الولايات المتحدة إلى ناشطة ضد الإجهاض. وحقق الفيلم نجاحاً غير متوقع لدى عرضه في الولايات المتحدة، في ربيع عام 2019، لكنه أثار أيضاً انتقادات حادة من جانب أشخاص شككوا في صحة الروايات التي يروج لها، خصوصاً من خلال مشهد للإجهاض يظهر جنيناً يحاول مقاومة الموت داخل رحم الأم.

وأظهرت أرقام شركة متخصصة أن فيلم "أنبلاند" استقطب في المعدل، لدى عرضه أخيراً، 304 آلاف مشاهد على قناة "سي 8" التابعة لمجموعة "كانال بلوس"، وهو معدّل منخفض نسبياً.

يستند الفيلم إلى مذكرات تحمل الاسم نفسه كتبتها آبي جونسون، وهي المديرة السابقة لعيادة تنظيم الأسرة في بريان في ولاية تكساس الأميركية، والتي أصبحت من المشاهير في الحركة المناهضة للإجهاض، بعدما واجهت ما وصفتها بأنها "أزمة ضمير". يصور الفيلم روايتها عن التحول هذا، ويتضمن ثلاث لقطات صادمة لعمليات الإجهاض، تحدث أولها وأكثرها وضوحاً في الدقائق العشر الأولى. مشاهد الإجهاض أدت إلى تصنيف الفيلم ضمن الفئة R. الأفلام ضمن هذه الفئة تحتوي على مواد "مزعجة" أو "دموية" غير مناسبة لرؤيتها من قبل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 17 عاماً.

جاء نجاح فيلم "غير مخطط له" في أعقاب نجاح أفلام أخرى مرتبطة بالدين والإيمان، مثل "أستطيع فقط أن أتخيل" I Can Only Imagine في 2018، و"الرب ليس ميتاً" God's Not Dead خلال العام نفسه، مما يكشف عن شهية فئة من المشاهدين المفتوحة على مثل هذا النوع من الأعمال التي يقال إنها لا تحظى بدعم وتشجيع هوليوود يسارية الميول.

يذكر أن قضية الإجهاض تثير خلافات داخل التسلسل الهرمي الكاثوليكي والمجتمع الأميركي شديد التدين. ورأى اثنان من كل ثلاثة أميركيين كاثوليك، في مارس/آذار الماضي، أن الرئيس الديمقراطي يمكنه تناول القربان رغم موقفه من الإجهاض، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه "مركز بيو للأبحاث".

والـ"أافخارستيا"، أو تناول القربان المقدس، هو طقس أساسي من طقوس العقيدة الكاثوليكية، إذ يتناول المؤمنون القربان، أو الخبز الذي يرمز الى جسد المسيح.

وكانت المناقشات محتدمة، إذ حث الفاتيكان، في مايو/أيار، السلطات الكنسية الأميركية على توخي الحذر حيال التدابير المحتملة المتعلقة بـ "وضع المسؤولين الكاثوليك المؤيدين لشرعنة الإجهاض أو القتل الرحيم أو أي مخالفات أخلاقية أخرى".

المساهمون