فيديوهات جديدة من اقتحام الكابيتول تحيي نظريات مؤامرة

فيديوهات جديدة من اقتحام الكابيتول تحيي نظريات مؤامرة في الولايات المتحدة

23 نوفمبر 2023
نشرت أكثر من 40 ألف ساعة من المراقبة بالفيديو التقطت خلال أحداث الكابيتول (Getty)
+ الخط -

أحيت مقاطع فيديو نُشرت أخيراً، وهي مسجلة بكاميرات مراقبة خلال اقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021، نظريات مؤامرة قديمة يساهم في تغذيتها بعض الإعلاميين والمسؤولين المحافظين على شبكات التواصل الاجتماعي.

انضم السيناتور الجمهوري مايك لي والعضو في الكونغرس مارجوري تايلور غرين إلى جوقة من الشخصيات النافذة التي قالت إن الكاميرات التقطت مشهداً يظهر فيه رجل يضع قبعة مكتوب عليها "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" (Make America Great Again)، وهو شعار أطلقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ويحمل شارة تشير إلى أنه أحد مسؤولي إنفاذ القانون.

وفي منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً)، قال مايك لي الذي يمثل ولاية يوتا: "لا يسعني انتظار أن أسأل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كريستوفر راي عن ذلك في جلسة الاستماع المقبلة".

في الحقيقة، إن الرجل في الفيديو - المنشور بعدما أمر رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بنشر أكثر من 40 ألف ساعة من المراقبة بالفيديو التُقِطت خلال أحداث الكابيتول - هو أحد أنصار ترامب من شيكاغو. وكان كيفن جيمز ليونز، الذي يمكن التعرف إليه من خلال ملابسه، يعمل في إصلاح مكيفات الهواء حين حُكم عليه بالسجن لأكثر من أربعة أعوام في يوليو/ تموز، بحسب وثائق المحكمة. وهو واحد من بين أكثر من 1200 شخص أُلقي القبض عليهم لارتباطهم بأعمال الشغب، وأُدين بستّ تهم. ويُعدّ ليونز حالياً أحدث مادّة يستخدمها ناشرو المعلومات المضللة التي يقول خبراء إنها تهدف إلى تبييض صورة ترامب وجهوده لقلب نتائج انتخابات العام 2020 التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن.

رفع رجل آخر متهم بارتباطه بالهجوم على الكابيتول يُدعى راي إيبس دعوى تشهير ضد شبكة فوكس نيوز في يوليو، بعدما ادّعى مقدّم البرامج السابق لدى القناة تاكر كارلسون أن إيبس عميل لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي يعمل على اصطياد أنصار ترامب.

وتشير وثائق المحكمة إلى أن ليونز صوّر نفسه داخل مكتب رئيسة مجلس النواب الأميركي حينها نانسي بيلوسي ومع صورة مؤطّرة سرقها من المكتب. ووضع أيضاً محفظة في جيبه، ووصف الشرطيين بأنهم نازيون. وظهر في مقاطع فيديو أخرى تعود للسادس من يناير حاملاً سيجارة إلكترونية وليس شارة.

رداً على تصريح مايك لي، قال العضو السابق في الكونغرس الجمهوري آدم كينزيغر الذي كان عضوًا في اللجنة النيابية التي حققت في الهجوم على الكابيتول: "أحمق مجرّد من الحقائق. إنها سيجارة إلكترونية".

تراجعت غرين وآخرون ممن ضخموا الاتهامات بشأن ليونز، بما في ذلك موقع "غيتوي بانديت" اليميني المتطرف، عن موقفهم، بعدما حدد صحافيون ومحققون رقميون هويته.

وأكد كيفين روبين، وهو أحد كبار الباحثين المشاركين في معهد "مشروع شيكاغو للأمن والتهديدات"، أن تحاليل فريقه لأكثر من 1130 حالة لم تجد أي دليل على أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي حرضوا أياً من المتهمين على الاعتداء.

لكن بعض المحافظين قاموا بتحريف لحظات أخرى من الأشرطة. أثار شريط آخر يظهر فيه رجل تتم إزالة أصفاد من يديه ادعاءات حول كونه ضابطاً سرياً، إلى أن تم التعرف إليه على أنه أحد مثيري الشغب الذين اتُهموا في أكتوبر/ تشرين الأول بالاعتداء المفترض على الشرطة.

رداً على أسئلة حول الاتهامات، أشار مكتب التحقيقات الفيدرالي، لوكالة فرانس برس، إلى شهادة جزم فيها راي أخيراً أن هذا المكتب لم ينسّق أعمال العنف. وقال مصدر أمني في مبنى الكابيتول لـ"فرانس برس" إنه "من الخطأ" أن يكون موظفون فيدراليون هم الذين حرّضوا على الهجوم.

وقالت نائبة رئيس قسم الديمقراطية في مؤسسة صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة لورا ثورنتون، لـ"فرانس برس"، إن المسؤولية تقع على عاتق ترامب، الذي قلل من أهمية الأحداث بينما يستعد للمثول أمام المحكمة في مارس/ آذار بتهمة التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020. وأضافت ثورنتون: "يصف ترامب متمردي السادس من يناير بأنهم رهائن، ويعزف نشيدهم في تجمّعاته، ويعد بالعفو عنهم جميعاً".

ورحّب ترامب بقرار نشر أشرطة كاميرات المراقبة، معتبراً أنها "ستكشف ما حصل بالفعل".

ورأى مايكل جنسن، من الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والردود على الإرهاب في جامعة ميريلاند، أن مثل هذه الادعاءات ستستمر "بشكل مضمون"، مشيراً إلى أنها انطلقت أيضاً عندما بث كارلسون سابقاً لقطات أخرى سرية. وأضاف جنسن: "كلّ ذلك يندرج ضمن إطار أوسع لإعادة كتابة تاريخ ذلك اليوم، والتقليل من خطورة الجرائم التي ارتكبت، ودعم الحملات الانتخابية للرئيس السابق وحلفائه".

(فرانس برس)

المساهمون