استعملت تحرير بلال من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، الأدوات التقليدية للتعبير عن حُبها للتراث الوطني الفلسطيني، عبر صُنع المجسمات، والإكسسوارات، والقطع الفنية بالخيوط والخرز، في محاولة لتذكير الأجيال على مدار الوقت بتراثهم.
وشاركت تحرير ضمن معرض البازار التراثي، والذي تنظّمه الهيئة العامة للشباب والثقافة، والمركز الثقافي الماليزي، اليوم الثلاثاء ويستمر حتى يوم غد الأربعاء، في أرض المعارض في ساحة السرايا، وسط مدينة غزة، بمُناسبة يوم التراث الوطني الفلسطيني.
وشارك في المعرض التراثي العديد من أصحاب المهن والمشغولات اليدوية والصناعات التقليدية والحرفية والتراثية، والجمعيات، والمراكز، فيما عَمّ المكان أجواء غلبت عليها الملامح التراثية، والفلكلورية الفلسطينية، والتي اشتملت على لوحات الدبكة الشعبية والأغاني التقليدية.
وتقول المُشارِكة تحرير بلال لـ"العربي الجديد" إنّ مشاركتها في المعرض تأتي "في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة، لسرقة التراث الفلسطيني ونسبه إليه، كما حصل في سرقة الكوفية، والثياب، والطعام". تضيف: "ركزت في القِطع على تجسيد علم فلسطين، ومفتاح العودة، في رسالة للأجيال الجديدة بأن لنا تاريخاً وبصمة".
ويحتفل الشعب الفلسطيني في شهر أكتوبر/ تشرين أول من كُل عام بتراثه، عبر فعاليات مُختلفة، تحمل في طياتها ملامح التراث الفلسطيني، بهدف الحفاظ عليه من النسيان، ومنع المحاولات المتواصلة لسرقته من الاحتلال الإسرائيلي.
وزيّنت خيمة الشعر مدخل المعرض، وتميزت بالسجاد الذي حيك يدوياً، والفرش والمسانِد التي غلبت عليها الألوان التقليدية، كما امتلأ المكان برائحة القهوة المصنوعة على الحطب.
وتضمّن المعرض العديد من الأقسام المتنوعة، مثل السجاد اليدوي، والمشغولات النحاسية، والفخارية، والمنتجات الزجاجية، والخياطة والتطريز، والصوف، كذلك العديد من منتجات التحف والخزف، ومشغولات القش والمشغولات الخشبية، وضم كذلك أقسام الإكسسوار المُطعمة بالألوان التراثية، والحقائب، والمُعلقات، وأثواب البلدات الفلسطينية، والدمى.
ولم يغفل المُشارِكون في المعرض عن تخصيص جانبٍ خاصٍ بالأكلات الفلسطينية، والتي تحضّر طازجة للزوار، مثل المعجنات المُطعمة بالأجبان والزعتر والسبانخ، كذلك خبز الشراك، والمخللات، والمقلوبة، والمسخن، وغيرها من الأطعمة التقليدية.
وضمت جنبات المعرض منتجات القش، وأدوات الزينة المنزلية، والتي كُتب عليها العبارات الوطنية، وأمنيات العودة إلى المُدن المحتلة، كذلك البراويز، وقطع المرايا، التي تم قصها على شكل خريطة فلسطين، وبجوارها زوايا لسيدات يمتهن نقش الحناء.
واحتوى المعرض كذلك على زاوية خاصة بمجسم المسجد الأقصى، بما يحتوي عليه من قِباب ومُدرجات، وجدران عتيقة، وإلى جانبه عدد من اللوحات الفنية التشكيلية، والتي صَوّرت ملامح التراث، المتمثل بالكوفية والحطة والعقال.
وقالت اعتماد أبو عمرة التي شاركت في زاوية متحف القرارة التراثي لـ "العربي الجديد" إنّ "المشاركة جاءت للحِفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني، من خلال إظهار تفاصيل التراث، والذي يعتبر من أساسيات الحضارة الفلسطينية".
وضمّت الزاوية الخاصة بالمتحف عدداً من القطع القديمة، والتي يعود عمرها إلى عشرات السنين، ومنها القطع النحاسية العتيقة، والقطع الفخارية، وكذلك الطاحونة، وبابور الكاز، وسلال وصواني القش، والأدوات الزراعية الخشبية القديمة.
وكان للنحت على الخشب نصيب في زوايا المعرض، ويقول الفلسطيني محمود دهيش، من مخيم البريج، وسط قطاع غزة لـ"العربي الجديد"، إنّ "صناعته تعتمد على الجهد اليدوي بشكل أساسي، وتمرّ بعدة خطوات ومراحل، وصولاً إلى تجهيز القطع الفنية، مزيّنة بالصور والرسومات"، والتي تحمل دلالات وطنية وتراثية.
ويسعى الفلسطينيون بشكل دائم إلى التعبير عن تمسكهم بتراثهم الوطني، المتمثل في الأزياء والمستلزمات المنزلية والقطع الفنية والمأكولات والحلويات، بغرض حمايته من محاولات القرصنة الإسرائيلية المتواصلة.