فلسطينيون ينتقدون إعطاء عاملين بالتلفزيون الرسمي لقاح كورونا رغم شح الكمية

16 فبراير 2021
جرعات اللقاح شحيحة في فلسطين (حازم بدر/Getty)
+ الخط -

أثار إعطاء لقاح فيروس كورونا لعدد من الإعلاميين الفلسطينيين غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي وتساؤلات عن الأولويات التي كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنتها لإعطاء اللقاح في المرحلة الحالية.

وتعاني فلسطين من شح في عدد الجرعات التي وصلت إلى الوزارة، متمثلة بـ10 آلاف جرعة من لقاح "سبوتنيك في" كتبرع من روسيا، وألفي جرعة من لقاح موديرنا نقلت من جانب الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة قد صرحت، الأسبوع الماضي، لوكالة "أسوشييتد برس"، بأن الكوادر الطبية لها الأولوية حسب منظمة الصحة العالمية، وبسبب وصول عدد قليل من الجرعات التي لم تتعد 12 ألف جرعة، مقارنة بـ100 ألف شخص يعملون في القطاع الصحي في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن تلك الجرعات ستخصص للأهم داخل الشريحة المهمة وهي القطاع الصحي.

وانتشرت التعليقات حول إعطاء اللقاح لغير مستحقيه منذ إعلان "وكالة معا الإخبارية" المحلية أخذ عدد من العاملين فيها اللقاح أثناء حضورهم إطلاق وزارة الصحة البدء بإعطاء اللقاح في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، ووصفت الوكالة ذلك بأنه لـ"لتشجيع الجمهور على الإقبال وعدم التردد".

وطالب الصحافي رامي سمارة، عبر "فيسبوك"، بنشر القوائم التي أعدتها وزارة الصحة لمستحقي اللقاح.

وقال: "بعيداً عن التهكم حول اللقاحات اللي بتتوزع ع الحبايب.. يا ريت وزارة الصحة تنشر القوائم التي أعدتها لمستحقي اللقاح في المرحلة الأولى خاصة من المرضى وكبار السن...". وختم المنشور بوسم #امي اهم من ناصر".

فيما تساءلت الناشطة إسلام الفايز عن الأولويات قائلة: "الإعلاميين أخذوا اللقاح قبل كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة والأطقم الطبية... الواضح اللقاح في فلسطين بتوزع بالواسطات"، حسب توصيفها.

واستمرت التعليقات على مواقع التواصل لاحقاً، خصوصاً بعد نشر أحد العاملين في تلفزيون فلسطين الرسمي صورة أخذه للقاح قبل حذفها؛ وتزايدت التعليقات بعد ظهر اليوم، إثر إجابة اعتبرها المعلقون غير واضحة من الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، عن سؤال لـ"العربي الجديد" عن إعطاء اللقاحات لغير مستحقيها.

وكتب رسام الكاريكاتير محمد سباعنة: "وعن سؤال توزيع اللقاحات غير العادل أجاب الناطق باسم الحكومة: نحن نشجع الجميع على أخذ اللقاحات، والكمامات هي الحل الحالي، يا حضرة الناطق باسم الحكومة ما جرى ويجري فساد واغتصاب لحق أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن. ما جرى ((فساد)) لو حصل كما أشرت في أي كيان أو دولة تحترم مواطنيها كان حضرتك وحكومتك روحت عالبيت". 

وتابع: "يا حضرة الناطق ما تدلل على بضاعة مش موجودة بتشجع المواطنين على شو؟؟؟؟ على أخذ لقاح قاعد يتوزع بالسر والعلن على عظام الرقبة؟؟ يا حضرتك لم يعترض أحد على تطعيم الطواقم الطبية ولن يعترض، يا حضرة الناطق الكمامة لمنع العدوى مش لتسكيت الناس".

فيما اعتبر الصحافي محمد خبيصة "هروب الناطق باسم الحكومة من الإجابة عن السؤال"، كما وصفه، يثير الشكوك أكثر.

وقال خبيصة: "لقاح كورونا هو سلعة قومية واستراتيجية تماماً كما مسحات الكشف عن الفيروس خلال الشهور الأولى من تفشي الوباء، هروب الناطق باسم الحكومة من الإجابة بشأن حصول زملاء في الإعلام الرسمي أو وكالة معاً على الجرعة الأولى من اللقاح يثير الشكوك أكثر حول كيفية حصولهم عليه، بينما الأولوية كانت للطواقم الطبية وكبار السن ورجال الأمن".

وتابع: "حد من الصحافيين في معاً أو الإعلام الرسمي حصل على اللقاح يطلع ويقول ليه تم اختياره ليتلقح.. يا سيدي يطلع ويقول أنا من كبار السن لو كان عمره 30 سنة .. عادي ما رح ننصدم، هذه مش أول سقطة ولا آخر سقطة.. بس احكوا بلكي معكم حق، الخلاصة.. كل يوم تفرجوا على أعمار الوفيات بفيروس كورونا في فلسطين، وفكروا! هل انتو تستحقوا فعلاً أخذ اللقاح قبلهم؟".

وقال الصحافي أحمد ملحم: "في هذه البلاد تبدو الكثير من الأسئلة معلقة على المشانق... وكالعادة لم يحصل الصحافي والجمهور ولا المتابعين على جواب، لا جواب .. سوى أن نقول إن هذا يحدث في كل مكان.. رغم أن كل مكان منذ أسابيع أحضر ملايين اللقاحات وأعطيت الأولوية للطواقم الطبية وكبار السن.. في كل مكان الذي نتحدث عنه استقال وزراء ومسؤولون لأن أمرهم انكشف عندما حصلوا على اللقاح قبل غيرهم .. لكن لدينا اعتبروها تطوع وتشجيع وعمل فدائي لتشجيع هذا الشعب الجاحد".

وعبرت الصحافية ميرفت صادق بالقول: "3  أشقاء في أبو ديس توفوا خلال أسبوع واحد بسبب كورونا... عائلات بأكملها مصابة بالطفرة البريطانية في مناطق رام الله.. والمسؤولين بحكولك عادي تسريب اللقاحات هون وهون، هذا عشان تشجيع الناس، كل واحد أخذ لقاح محل إنسان مريض أو كبير في السن، لا يقل إجراماً عن المسؤولين عن هدر اللقاحات على غير مستحقيها".

وكان الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" قد طالب، أمس، عبر صفحته على "فيسبوك"، الحكومة بنشر خطتها حول توزيع اللقاح، ونشر آلية محاسبة من يستغل منصبه لتجاوز الفئات الأكثر أولوية وأخذ اللقاح قبلهم.

ونشر موقع "ألترا" فلسطين أنه حصل على معلومات تفيد بتقديم 60 جرعة من لقاح "موديرنا" من أصل ألفين  خصصت للطواقم الطبيّة، لمسؤولين وموظفين في التلفزيون الرسمي، جزء منهم من الدائرة التي تتعامل مع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون أحمد عساف، الذي يتواصل مع الرئيس محمود عباس بشكل مباشر.

أما الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، فأجاب عن سؤال "العربي الجديد"، اليوم، خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله بالقول: "إن من أخذ اللقاح حتى الآن هي الطواقم الطبية".

وأضاف: "إن علمتم كصحافيين بعض الظواهر التي حصلت، فهي تحصل في أي دولة، ويحصل مثل هذه القضايا، ولكن نحن نشجع بالحصول على اللقاحات، لأن هذا الفيروس لا يواجه إلا بالطعومات، وحتى يأتي اللقاح فإن الكمامات هي البديل حتى نقي أنفسنا ومجتمعنا من خطر الفيروس المتحور".

وأضاف ملحم أن "رئيس الوزراء أعلن أن العملية ستكون علنية عندما تصل اللقاحات المؤهلة للقيام بعملية تطعيم شاملة، مشجعاً المواطنين على أخذ اللقاح".

وفي إجابة عن سؤال آخر لـ"العربي الجديد" حول متابعة تلك التجاوزات، قال ملحم: "بالتأكيد وزارة الصحة تتابع والحكومة تتابع، ولكن نقول في الحكومة إن أي إجراءات لتقديم اللقاحات ستكون علنية وضمن حملة وطنية لتطعيم المواطنين بدءا بالفئات الأكثر حاجة".

المساهمون