فرقة جاوي: نقدّم الشعر بعيداً عن تقليدية التخت الشرقي

18 سبتمبر 2024
نطمح إلى الاستمرار في مواكبة التطور الموسيقي (من الفرقة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأسيس فرقة جاوي**: تأسست فرقة جاوي في 2015 بواسطة محمد عبد اللطيف وأحمد الجمل، وانضم إليهم لاحقاً فادي ويصا، بباوي رأفت، ونهال كمال. تميزت الفرقة بمزج الشعر بالموسيقى بطرق غير تقليدية مع الحفاظ على الطابع الشرقي.

- **تميز الفرقة واختيار مارفل لأغنيتهم**: تقدم جاوي قوالب موسيقية متنوعة وتأثرت بالثقافة الصعيدية. اختيار مارفل لأغنيتهم "عطشان يا زينة" لفيلم Black Widow جعلهم أول فرقة مصرية وعربية تحقق هذا الإنجاز.

- **التحديات والطموحات المستقبلية**: واجهت جاوي تحديات إدارية وإنتاجية، خاصة خلال كوفيد-19. تطمح الفرقة للوصول إلى كل بيت مصري وتقديم فن يعكس ذوق جيلهم، مع خطط لتحقيق نقلة واسعة في العامين المقبلين.

في عام 2020، تلقى محمد عبّد اللطيف وأحمد الجمل، مؤسّسا فرقة جاوي خبراً مفاده أن إحدى أغانيهما اختيرت لتظهر في فيلم Black Widow من إنتاج شركة مارفل. بهذا، أصبحت "جاوي" أول فرقة مصرية وعربية تحظى بتلك الفرصة، وصادف أن للأغنية المختارة، "عطشان يا زينة"، الفضل في تأسيس الفرقة في عام 2015. بعدها، أطلقت فرقة جاوي كثيراً من الأعمال الغنائية، عكست تنوعاً في الألوان الموسيقية، لكن جميعها كان مضبوطاً على الإيقاع الشرقي. وللتعرف إلى التجربة الفنية، كان لـ"العربي الجديد" هذا الحوار مع مؤسس الفرقة محمد عبد اللطيف.

كيف كانت البداية؟
بدأنا في 2015 عندما تعرفت إلى أحمد الجمل عن طريق صديق مشترك. جمعتنا أغنية "عطشان يا زينة"، ولم تكن فكرة الفرقة مطروحة حينها. أعجبني كلام الأغنية كثيراً. وفي كل مرة كنت أستمع إليها أكتشف معنىً جديداً تقوله. في الاستوديو، تعرفنا إلى الموزع الموسيقي للفرقة مارك عادل، ثم التحقت بنا المغنية نهال كمال التي شاركتني في غناء "عطشان يا زينة". وحتى قبيل إطلاقها، لم نفكر في موضوع الباند، لكن بعد ذلك أحسسنا أن هناك أفكاراً أخرى يمكن أن نقدمها. عندها، انضم إلينا الموسيقيان الصديقان فادي ويصا وبباوي رأفت، وشجعنا انضمامهما على تقديم شكل جديد نمزج فيه الشعر بالموسيقى، وإن وفق رؤية فنية مختلفة عما يقدم في تلك المساحة، أي أن نقدم الشعر بعيداً عن الصورة التقليدية التي تلتزم التخت الشرقي، وذلك بواسطة هاوس ميوزك أو ريغي أو بوب، ومع أننا تميَّزنا بهذا اللون، إلا أننا نقدم أشكالاً أخرى؛ فليست كل الكلمات صالحة له.

ما الذي يجعل فرقة جاوي مختلفة عن الفرق الأخرى؟
تقدّم فرقة جاوي قوالب موسيقية تضم الورلد ميوزك والفيوجين، وهو ما يقدمه كثيرون أيضاً، لكن المختلف لدينا أن الباند قائمة على مشروع شعري يحمل رؤية واحدة لأحمد الجمل، لذلك ستجد أن أغانينا دائماً تحتوي طابعاً درامياً، أو تحكي قصة ما.

ما الفكرة وراء اعتماد الفرقة على شاعر وحيد؟
نحن نقدم مشروعاً شعرياً موسيقياً، فالشعر يزاحم فيه الموسيقى. لذلك، فإن فرقة جاوي تجربة شعرية مثلما هي تجربة موسيقية. وفي هذا الإطار نحاول، في كثير من الأعمال، تقديم أشكال مختلفة للإلقاء، ونعمل دائماً على تطوير هذا الجانب، مع ذلك فأحمد (الجمل) لا يلقي شعراً في كل أغانينا، لأن هناك أعمالاً لا يناسبها هذا الشكل.

ما الرؤية الموسيقية التي تقدمها الفرقة وكانت سبباً في اختيار شركة مارفل أغنيتكم "عطشان يا زينة" في أحد أفلامها؟
نحن في فرقة جاوي متأثرون كثيراً بالجنوب، الصعيد. فرغم أنني وأحمد من مواليد القاهرة، لكن لأسرتين صعيديتين، لذلك تأثرنا إلى حد كبير بالثقافة واللهجة الصعيدية. وأعتقد أن هذا واضح في الألحان والكلمات التي نقدمها، إذ نحاول دائماً مزج هذا الطابع الأصيل بألوان موسيقية مختلفة، عبر تقديم موسيقانا الجنوبية في قوالب معاصرة، مثل البوب والفانك والريغي... لتكون أقرب إلى ما يستمع إليه جيلنا.
وفي ما يخص موضوع مارفل، كان خطوة كبيرة بالنسبة لنا، هو الحدث الأكبر للفرقة منذ تأسيسها، فـ"جاوي" هي أول فرقة مصرية وعربية تشارك بأغنية في فيلم لشركة مارفل، وأعتقد أن ما حرّض على اختيار عملنا هو ذلك الطابع الذي تحدثت عنه، فالأغنية تعبر عن الثقافة المصرية، سواء في الكلام أو الآلات المستخدمة، والموسيقى أيضاً فيها روح مصرية واضحة.

من يستمع إلى أعمالكم يلاحظ تنوعاً واسعاً في الألوان الموسيقية. هل هذا بتحريض من الرغبة في التجريب أم أنه خيار الفرقة؟
هذا التنوع يرجع إلى رغبتنا في تجربة الجديد، أو لعله إحساسنا بالكلمات هو من يقودنا إلى هذا اللون أو ذاك، كذلك رغبة منا في الابتعاد عن النمطية. أعتقد أن الجمهور بطبيعة الحال يميل كذلك إلى التنوع، فهو كما يسمع عمرو دياب، يستمع إلى أنغام وإلى ويجز أيضاً. لذلك، نحن حريصون على تقديم طيف واسع من الموسيقى إلى جمهورنا.

ما سبب توقفكم خلال الثلاث سنوات الماضية؟
لم يكن توقفاً كاملاً. ففي عام 2021، أطلقنا تراك "مديت إيديا للقمر". أما عاما 2022 و2023، فقد حدث فيهما تغييرات في أعضاء الفرقة، كما شهدا تغيراً في رؤيتنا للموسيقى، وتطلب ذلك إعادة توزيع العديد من الأغاني التي شرعنا في الإعداد لها، وخرجت منها بالفعل أغنية "بريء زي الملايكة" مع بداية هذا العام. وخلال الأشهر المقبلة سيتوالى صدور عدد آخر من الأغاني. وهذا نتاج السنتين أو الثلاث الماضية، وكان عملنا بها في الاستوديو غالباً على تقديم الحفلات.

شارفت الفرقة على إتمام عشر سنوات، ما الذي لم تحققوه خلالها وتأملون تحقيقه في الفترة المقبلة؟
أتصور أن هذه المدة ليست قصيرة في عمر الفرق الغنائية، ولم يكن الأمر سهلاً أبداً، فقد شهدنا صعوبات عديدة في الإنتاج أو بالجانب المادي عموماً، إضافة إلى ما مرت به البلد وربما العالم كله، خلال فترة كوفيد-19 وبعدها في السنوات الخمس الأخيرة. كل ذلك ربما أعاقنا عن تحقيق الكثير، فما زالت لدينا طموحات واسعة، كأن نصل إلى كل بيت مصري، وأن نقدّم منتجاً فنياً يعكس ذوق جيلنا، وأن نمثل بالفعل الفن البديل الذي يُعنى بالتعبير عن مجتمعنا.
ونطمح أيضاً إلى الاستمرار في مواكبة التطور الموسيقي من دون أن نفقد هويتنا، وأعتقد أن هذا هو أكبر تحدٍّ لنا. وبحسب ما خططنا، فإن العامين المقبلين سيشهدان نقلة واسعة للفرقة.

لو تُحدّثنا أكثر عن الصعوبات التي ألمحت إليها، خاصة الشق الإداري الذي كان سبباً في تعثّر العديد من الفرق والمشروعات الموسيقية المستقلة.
الجانب الإداري في مقدمة الصعوبات التي واجهتنا، فقد صادفنا كثيراً من المشكلات في تلك الناحية، ونبحث حالياً عن مدير لـ"الباند"، فخلال السنوات الماضية التحق بنا كثيرون للقيام بهذه المهمة، لكن لم يستمرّوا طويلاً، لذلك حتى اليوم لم نعالجها نهائياً، وهذا بالتبعية له تأثير على على الشق الإنتاجي الذي يمثل مشكلة لأغلب الفرق المستقلة، وبالنسبة لـ"جاوي" قمنا في هذا الجانب بتقليص التكلفة إلى أقصى حد، فتسجيل الأغاني يجري في استوديو خاص بنا، كما أننا نسجّل حفلاتنا بأنفسنا، إضافة إلى ذلك فنحن من نقوم بالميكس ماستر لأعمالنا، وإن كنا أحياناً نتلقى مساعدة بسيطة، كل ذلك يخفض من تكلفة الإنتاج كثيراً، وبالتالي ساعدنا على الاستمرار.

المساهمون