غضب نرويجي ودنماركي من تصريحات سويدية عن الحرب العالمية الثانية

10 ابريل 2021
غزت ألمانيا الدنمارك والنرويج في إبريل/نيسان عام 1940 (Getty)
+ الخط -

أثارت تغريدة لرئيس وزراء السويد السابق كارل بيلدت (يمين وسط)، في الذكرى الـ81 لاحتلال الجيش الألماني النازي لجاريه الدنماركي والنرويجي، جدلاً واسعاً، إذ اعتُبرت سخرية من الأشقاء الاسكندنافيين.

اعتبر بيلدت أن "القوة الدفاعية السويدية لا تزال أقوى من النرويج، ومن الدنمارك تحديداً، فلو قرر هتلر (الزعيم النازي أدولف هتلر) غزو السويد عام 1940 لكان هناك قتال". 

ومنذ كتب بيلدت تغريدته ظهر الجمعة، تصدر الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل الغضب الذي واجهه من الشارعين الدنماركي والنرويجي. البعض ذكره بأن "النرويج قاومت الاجتياح النازي أكثر من بولندا وفرنسا مجتمعتين". آخرون سخروا من التغريدة باستدعاء أحاديث لرئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر وهي تشير إلى الحرب العالمية الثانية ودور السويد الحيادي فيها.

تبقى آثار التاريخ حاضرة، ولو من باب التهكم، في علاقات الأشقاء في هذه الزاوية الشمالية من القارة العجوز. فالدنمارك دخلت حروباً طاحنة مع السويد، وخسرت بسببها منطقة جنوب السويد التي تسمى "سكونا"، فيما النرويج، وبعد عقود من التبعية للتاج الملكي الدنماركي، خرجت متمردة ومستقلة في 1905.

 لاعب المنتخب الوطني النرويجي السابق لكرة القدم، يان فيورتوفت، وصف تغريدة بيلدت بـ"أغبى ما كُتب هذا الأسبوع على (تويتر)، فالسويد سمحت لقوات هتلر بالتوغل لمهاجمة شمال النرويج في 1940. إنه أمر مخز".

وهاجمت نائبة رئيس حزب اليمين النرويجي "فريمسكريت"، سولفي ليستهاوغ، تصريحات بيلدت، بنقد لاذع نقلته صحافة أوسلو فجر السبت. وذكرت ليستهاوغ أنه "لو فعل الجميع كما فعلت السويد (في الحرب العالمية الثانية) لكان هتلر منتصراً، فمن الغباء أن يذهب وزير خارجية سابق إلى مثل هذه التصريحات، لأننا جميعاً نعلم الدور الذي لعبته السويد أثناء غزو ألمانيا للنرويج والدنمارك، وخصوصاً سماح استوكهولم للجيش النازي بنقل مدرعاته وأسلحته وجنوده عبر أراضيها". 

مسألة الاحتلال النازي لا تزال بعد 80 عاماً تخضع لنقاش متواصل. ففي كوبنهاغن على وجه الخصوص قاوم الدنماركيون الغزو الفجائي صباح ذلك النهار من عام 1940، ولكن بعد خسائر فادحة أمر الملك كريستيان العاشر (توفي عام 1947) بوقف المقاومة. واشتعلت خلال سنوات الاحتلال جبهة مقاومة دنماركية، وخصوصاً في السنوات الأخيرة من الاحتلال، وأعدم عدد من المقاومين. وأطلقت المقاومة الدنماركية والنرويجية عمليات استهدفت اغتيال دنماركيين تعانوا مع الاحتلال النازي.

وبعد التحرير، في مايو/أيار عام 1945، واجه كثيرون من جواسيس وعملاء الاحتلال محاكمات مدنية وعسكرية، بعضها أدى إلى إعدام بالرصاص، بتنفيذ من الشرطة الدنماركية، والبعض الآخر قضى سنوات في السجون. ولم تلغ عقوبة الإعدام المتعلقة بالخيانة العظمى في كوبنهاغن رسميا إلا أوائل تسعينيات القرن الماضي.

المساهمون