افتتحت ليلة السبت الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية، التي ستمتد فعالياتها حتى 10 ديسمبر/ كانون الأول الحالي. وقد غابت عن حفل الافتتاح المظاهر الاحتفالية التي اعتادها الجمهور، تضامناً مع قطاع غزة في وجه العدوان الوحشي المتواصل.
ورفع المنظّمون الأعلام الفلسطينية عند مدخل المسرح البلدي ومسرح الأوبرا، كما اختار عدد كبير من الضيوف ارتداء الكوفية الفلسطينية، تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي غزة.
افتُتح المهرجان عند الواجهة الأمامية للمسرح البلدي وسط الشارع الرئيسي في العاصمة التونسية، من خلال عرض مسرحي إسباني بعنوان "نهائي"، جمع بين العروض الضوئية والفقرات الاستعراضية. وكانت تلك المرة الأولى التي تقام فيها عروض الافتتاح في الهواء الطلق ليتابعها المارة في الشارع الرئيسي، الذي عادة ما يشهد ازدحاماً كبيراً في عطلة نهاية الأسبوع.
أما الافتتاح الرسمي فكان داخل المسرح البلدي، وتميز بحضور فلسطيني قوي، وهو ما أكّده مدير المهرجان معز مرابط، في كلمته الافتتاحية، إذ بيّن أن الدورة الحالية تدور في ظروف استثنائية بسبب ما يحصل في فلسطين، لذلك اختار المهرجان أن تدور فعالياته تحت شعار "بالمسرح نحيا... بالفن نقاوم".
وافتتح العمل المسرحي "كتاب الأدغال"، للمخرج الأميركي روبرت ويلسون، العرض الافتتاحي الثاني في مسرح الأوبرا، في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي في العاصمة التونسية.
كذلك كرّم المهرجان عدداً من الضيوف، منهم التونسيان عبد الرؤوف الباسطي وناجية الورغي، ومن لبنان روجيه عساف وحنان الحاج علي، ومن إيران أمين زندنكاني وإلهام أنالي حميدي، ومن مصر الإعلامية هالة سرحان.
وانطلقت مجموعة من الورش الفنية، التي تنظم في إطار المهرجان، منها ورشة حول "الإخراج المسرحي"، التي أقيمت قبل حفل الافتتاح، شارك فيها مختصون في هذا المجال وناقشوا خلالها التطورات التي شهدها فن الإخراج المسرحي.
وتعتبر الدورة 24 لأيام قرطاج المسرحية دورة خاصة، بسبب تزامنها مع الذكرى الأربعين لتأسيس المهرجان، الذي انطلقت فعالياته للمرة الأولى عام 1983. ويشارك في المسابقة الرسمية لهذه الدورة 11 عملاً مسرحياً، وهي عملان من تونس وعمل واحد لكل من الجزائر، والمغرب، ومصر، وسورية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، والأردن، والعراق، وساحل العاج. كما سيعرض أكثر من 60 عملاً مسرحياً من مختلف أنحاء العالم طوال أيام المهرجان الأخرى.