غرائب الانتخابات العراقية: فوز مرشحة متوفاة وخاسرون ينتزعون خدماتهم بعد النتائج

16 أكتوبر 2021
أجريت الانتخابات العراقية يوم الأحد الماضي (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

يتناقل العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف غريبة خلال الانتخابات الأخيرة، التي أُجريت الأحد الماضي قبل بضعة أشهر عن موعدها، في استجابة للاحتجاجات الجماهيرية في 2019 التي أطاحت الحكومة وكشفت عن حالة من الغضب واسعة النطاق ضد القادة السياسيين.

وتصدرت خلال اليومين الماضيين أخبار فوز مرشحة مستقلة بمقعد برلماني، علماً أنها توفيت قبل نحو شهرين من إجراء الانتخابات، إضافة إلى قيام مرشحين برفع محولات كهرباء أو تخريب طرق عبّدوها خلال حملاتهم الانتخابية. وقوبلت هذه الأخبار بالسخرية والاعتراض على مجريات العملية السياسية، التي وصفها بعضهم بأنها قائمة على توافق زعماء الطوائف، وتمنع قيام دولة مؤسسات مدنية تؤمن بالقانون والمواطنة معياراً أساساً لبناء الدولة.

إذ نشرت مفوضية الانتخابات قائمة الفائزين بالانتخابات، ليظهر اسم المرشحة المستقلة أنسام مانوئيل إسكندر، على الرغم من وفاتها قبل نحو شهرين. ولم ترفع المفوضية اسم المرشحة التي حصلت على 2397 صوتاً عن دائرتها الانتخابية، في محافظة نينوى.

توفيت أنسام مانوئيل إسكندر جراء مضاعفات إصابتها بفيروس كورونا الجديد. وقال عضو "منظمة الرافدين" المعنية بمراقبة الانتخابات أحمد الموسوي إن أهالي دائرتها شاركوا بالتصويت لها من باب الوفاء، لكن كان على المفوضية رفع اسمها من التنافس الانتخابي.

وأضاف الموسوي، لـ"العربي الجديد"، أن الأمر يؤكد التخبط والأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها مفوضية الانتخابات العراقية.

عرفت الراحلة بنشاطها في الوسط الاجتماعي، وقادت حملات مساعدات للعراقيين النازحين خلال فترة احتلال تنظيم "داعش" محافظة نينوى، شمالي العراق.

ولم يصدر عن مفوضية الانتخابات العراقية أي تعليق حول المسألة إلى الآن.

وفي سياق متصل، تداول ناشطون صوراً لمرشحين خسروا في الانتخابات، فرفعوا خدمات قدموها لناخبيهم في قرى وبلدات مختلفة، أبرزها رفع مرشح من مدينة الصويرة، في محافظة واسط جنوبي العراق، محولة للكهرباء نصبها لأهالي المنطقة ضمن حملته الانتخابية.

ونقلت صحيفة "العالم الجديد" المحلية عن مواطنين بأن مرشحاً آخر قشط الأسفلت من شارع كان قد عبده خلال حملته.

شاع خلال الحملات الانتخابية العراقية تنفيذ المرشحين أعمالاً خدمية، منها تعبيد طرق بالأسفلت، ونصب محولات كهرباء، أو تنظيف شبكات الصرف الصحي، وتوزيع مساعدات غذائية وملابس للمواطنين ضمن دائرة ترشحهم.

وعلق قائممقام مدينة الصويرة سلام المعموري على خطوة المرشح الخاسر قائلاً: "لم يكن في مقدورنا تعيين شرطي ليرافق كل مرشح، حتى نعرف إن كان قد وضع محولة كهرباء في مكان معين خلال حملته الدعائية".

وأضاف المعموري أن "حالات وضع المحولات من قبل المرشحين ورفعها الآن بعد خسارتهم في الانتخابات أمر مؤسف وخاطئ من أساسه، إذ كان الأجدر بالمواطن أن يعي كيف لمرشح أن يمتلك إمكانية توزيع محولات كهربائية، ومن أين أتى بها، وهذا يقوده إلى أن المرشح استغل المال العام، وإلا فإن هذه الإمكانيات ضخمة لا تأتي بالسهولة التي يتصورها الناس".

وشارك ناشطون صوراً تظهر عمليات رفع أسفلت شوارع من قبل أحد المرشحين بعد خسارته في الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي، مطالبين الحكومة بالتدخل وفرض القانون على ما وصفوه بعمليات احتيال مارسها المرشحون بحق المواطنين.

المساهمون