عودة معرض كتارا الدولي للكهرمان

14 فبراير 2023
في المعرض جناح يقدم خدمة فحص الكهرمان واختبار جودته (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد غياب عامين بسبب جائحة كوفيد-19، عاد الكهرمان يلمع بدرجاته من الأصفر المتوهج إلى الداكن، في معرض كتارا الدولي للكهرمان، ثاني أكبر المناسبات الدولية المختصة بهذا المتحجر ذي القيمة العالية، بعد المعرض الدولي الذي تستضيفه بولندا سنوياً.

تشارك في دورة هذا العام التي افتتحت الجمعة الماضي في المبنى 12 جمعيات وهيئات دولية متخصصة في الكهرمان، من بلدان عربية وأجنبية. تتوزع المشاركات على 50 جناحاً ومنصة عرض.

يبدو الكهرمان في جناح مقتنيات الشيخ طلال بن خليفة آل ثاني مختلفاً عن باقي الأجنحة، فهي مركزة في سبح ذات لون داكن في الأغلب، وللعرض فقط، على عكس الأجنحة الأخرى التي تسوّق لهذا الصمغ المتحجر، الآتي في جلّه من بلدان بحر البلطيق. والشيخ طلال أخبرنا بأنه لا ينشغل بجديد الكهرمان، فجناحه الواقع في مقدمة المعرض يحتوي على الكهرمان الهندي الذي قد يصل تاريخ القطعة الواحدة منه إلى 300 سنة. ولهذا يتغير اللون، لأن الكهرمان يتأكسد بالعوامل الطبيعية من حرارة ورطوبة، ويمنح بالتدريج درجات داكنة على غير هيئتها الأولى المشرقة. والهند ليست منتجاً للكهرمان، لأن هذه الأحجار تشكلت من شجر الصنوبر، وهي ليست موطناً له، وإنما كان يستورده تجارها للزينة، وغالباً لأغراض دينية حيث كانت تقلد بها آلهة المعابد.

قال صلاح أنيس، المشارك في أحد الأجنحة، إن الكهرمان تشكّل تحت الصنوبر قبل ما يزيد على 250 مليون سنة في بلدان كثيرة، لكنه أكثر شهرة في بلدان بحر البلطيق. ويحتاج استخراجه إلى ضغط ماء قد يصل إلى عشرين متراً، ثم يطفو الكهرمان لأن كثافته قليلة.

إضافة إلى اللوحات المشغولة بالكهرمان التي يعرضها جناحه، حدثنا أنيس عن نوعين من سبح لديه، أحدهما من قطعة واحدة، أما الآخر فيسمى الفرز، وهو كهرمان متكون من عدة أحجار يجمعها اللون ودرجته.

جاء ضمن هذه الدورة تدشين الجزء الثاني من كتاب "العنبر الأشهب: الكهرمان في التراث العربي"، من إعداد مريم النعيمي، بعد الجزء الأول الذي صدر في الدورة الأولى من المعرض.

ومن بين الأجنحة، هناك جناح "كتارا" الذي يقدم خدمة فحص الكهرمان، والتعرف إلى نوعه وجودته وإصدار شهادة بذلك. وقال ميشال كوسيور، من"إمبرا إكسبيرت" البولندية، وهي الشركة المشغلة للمختبر، إن هناك أكثر من طريقة للكشف عن الكهرمان، سواء بأجهزة الفحص، أو عن طريق الإضاءة، إذ يتفاعل مع الأشعة الصادرة عن مصادر ضوئية، وبناء على الفحص الدقيق يمنح مختبر الشركة شهادة جودة للمنتج.

ونقل بيان "كتارا"، عن حمد السليطي، العضو القطري الوحيد في رابطة الكهرمان الدولية ومقرها بولندا، أن هدف الرابطة هو نشر ثقافة الكهرمان في العالم، إذ إن كل دولة تستخدمه حسب ثقافتها، لذلك فإن اهتمام البلدان العربية والإسلامية ينصبّ على السبح، بينما هناك استخدامات عدة مثل التحف، واللوحات، وغيرها.

وأوضح أن كاليننغراد في روسيا من أكبر مناطق الإنتاج، حيث تستحوذ على 90 في المائة من إنتاج العالم، وتلي كاليننغراد دول في شمال أوروبا، مثل بولندا، ولاتفيا، ولتوانيا، وهي الدول التي يستورد منها تجار الخليج خام الكهرمان ويعاد تشكيله في ورش محلية.

وختم قائلاً إن الكهرمان يطلق عليه في الخليج "ذهب الرجال"، لأنهم يشكلون 70% من الطلب الكلي على منتجاته، وبوجه خاص السبح ذات اللون الفاتح، فيما تستهلك النساء نحو 30% من منتجات الأسواق الخليجية، في الإكسسوارات.

بدوره، قال ألكسندر من "سانتريك"، وهي شركة من لاتفيا، تمتد خبرتها لأكثر من 35 عاماً في إنتاج الكهرمان، وبوجه خاص السبح المفضلة للعملاء في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما دول الخليج العربية، إن السوق القطرية تعتبر الأولى في الخليج في الطلب على الكهرمان، يليه السوق الكويتي.

تجدر الإشارة إلى أن "كتارا" خصصت مقراً للكهرمان في المبنى 10، يشتمل على معرض دائم، إلى جانب توقيع مجموعة من الاتفاقيات، لإقامة ورش تدريبية وتعليمية بإشراف خبراء دوليين، ومراجعة المواصفات والمقاييس وكل ما يتعلق بالجودة، من خلال إنشاء مختبر خاص بفحص الجودة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات دولية متخصصة في الكهرمان.

المساهمون