عريضة مصرية تطالب باستعادة رفات شيبن إيزيس

29 نوفمبر 2022
العريضة: عرض أسلافنا في علبة زجاجية عارية حتى الصدر ينتهك معتقدات المصريين القدماء (تويتر)
+ الخط -

وقع علماء مصريون وعلماء بالمصريات وفنانون وطلاب وأفراد من المجتمع المدني رسالة مفتوحة تطالب بإعادة مومياء شيبن إيزيس (معروفة أيضاً بشيبينيز) التي كانت في حوزة مكتبة دير سانت غالن السويسرية إلى مصر.

وقال الموقعون في العريضة التي وجهت إلى أمين مكتبة دير سانت غالن كورنيل دورا وإلى الطائفة الكاثوليكية في المدينة، وإلى من يهمه الأمر: "نحن قلقون للغاية بشأن عرض شيبن إيزيس في مكتبة دير سانت غالن، من منظور أخلاقي وقانوني، ونؤكد هنا طلبنا لإعادتها إلى الوطن". وأضافوا: "لا يوجد وقت أفضل من الوقت الحاضر لتصحيح أخطاء الماضي الاستعماري والاستيلاء على مستقبلنا بشكل جماعي كمصريين".

وجاء أيضاً في العريضة: "شيبن إيزيس هي أحد أسلافنا. وعرض أسلافنا في علبة زجاجية عارية حتى الصدر لا ينتهك معتقدات المصريين القدماء فحسب، بل ينتهك أيضاً رغبتهم في الحياة الأبدية. بصفتنا السكان الأصليين في مصر، لم نشارك بأي شكل من الأشكال في هذا القرار. نحن نرفض عرض أجساد أسلافنا، فأجسادهم ليست موضوعا فنياً".

وأوضحت العريضة أن جسد شيبن إيزيس وصل في أغسطس/آب عام 1820 إلى سويسرا. وبعد ثمانية أسابيع، كشف جسدها في حفل أقامه البروفيسور بيتر شيتلين، وسُمح للضيوف حينها بأخذ قطعة من غطائها الكتان كتذكار.

وشددت العريضة على أن "بقايا الإنسان ليست عامل جذب!".

وقال الموقعون: "نحن نعتبر الأفعال التي ارتكبت في الماضي عدائية"، ووصف الطريقة الحالية للعرض بأنها "استغلال واضح".

وجاء في العريضة أنه بعد قراءة "الكتاب المفصل بشكل رائع Schepenese - die ägyptische Mumie der Stiftsbibliothek St. Gallen الذي كتبه بيتر مولر وريناتي سيغمان ونشره كورنيل دورا، سنعرف أنه في 30 يناير/كانون الثاني 1820، تلقى كارل مولر فريدبيرغ، مؤسس دير سانت غالن، خطاباً من مصر يبلغه باقتناء واحدة من أجمل مومياوات مصر القديمة وشحنها إلى سانت غالن، وكان هينريش مينو فون مينوتولي قد حصل عليها مع قطع أثرية أخرى وباعها إلى بروسيا، قبل يناير 1820. كما أن مينوتولي كان يحمل رتبة ملازم في بروسيا، وليس عالم آثار أو عالم مصريات، مما يشير بوضوح إلى نواياه غير الأكاديمية أو التعليمية".

وبالعودة إلى وثائق دار الوثائق المصرية، لم يمنح مينوتولي سوى تصريحين من والي مصر آنذاك، محمد علي، للتفتيش في المواقع الأثرية في سيوة وجرجا، والتي يعود تاريخها إلى نوفمبر/تشرين الثاني 1820، وفقاً للعريضة.

ووفقاً للعريضة نفسها، عثر على المومياء وأخرجت من قبرها قبل نوفمبر/تشرين الثاني 1820، ما يشير إلى فعل "غير قانوني". 

وأشارت العريضة إلى أن عملية السرقة ذكرت أيضاً في كتاب كورنيل دورا صراحة، إذ أشار إلى إخراجها من قبرها قبل أن يقوم عالم المصريات الفرنسي، أوغست مارييت، بالحفر رسمياً في معبد حتشبسوت عام 1858.

وقال الموقعون: "دعونا نكافح من أجل العدالة معاً ضد النهب والسرقة. هنا لدينا فرصة لتصحيح أخطاء الماضي. نحث مكتبة الدير على التعاون مع فريق عمل مصري، مؤلف من علماء مصريات وعلماء وناشطين ثقافيين، لإعادة شيبن إيزيس إلى الوطن ومنحها السلام والاحترام الذي كانت ترغب في الحصول عليه".

وأضافوا: "نقترح إتاحة أرشيف مكتبة آبي للإفصاح عن جميع العقود القانونية الملزمة من عام 1820 لإثبات الاستحواذ على المومياء، بالإضافة إلى جميع الرسائل والوثائق التي يمكن أن تساعد في تتبع مصدرها الدقيق".

وأكدت أستاذة الآثار المصرية القديمة والقائمة بأعمال عميد كلية الآثار والتراث الحضاري في أسوان، مونيكا حنا، أنها بصدد إعداد الوثائق اللازمة لوزارة الخارجية في مصر لتقديم الطلب الرسمي.

المساهمون