صورة لأحد مداخل بغداد تثير موجة غضب بين العراقيين

صورة لأحد مداخل بغداد تثير موجة غضب بين العراقيين

16 يونيو 2022
يعاني قطاع تنظيم السير من مشاكل كثيرة (صباح أرار/فرانس برس)
+ الخط -

انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد مداخل العاصمة العراقية بغداد، وأثارت حالة من الغضب بسبب تصويرها للفوضى التي تسيطر على حركة السير والمرور والأوضاع المزرية للطرقات. ونشر العراقيون الصورة، مطالبين من الحكومة تقديم تفسيرات لأوضاع الطرقات، وخصوصاً عند مدخل العاصمة، لكن رغم الانتشار الكبير للصورة، امتنع أي طرف رسمي عن التعليق.

 ووفقاً للناشط المدني، عمار الخالدي، فإن "الصورة نبهت العراقيين على حجم الخراب وحالة الفوضى التي يعانيها البلد"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "من غير الممكن في بلد كالعراق ذي موارد نفطية هائلة، وإمكانات كبيرة، وفي عام 2022 أن يكون هكذا حاله". وشدد على أن "المسؤولية تقع على عاتق الحكومات المتتابعة التي حكمت البلاد، وأحزاب السلطة المتنفذة"، متسائلاً: "أين تذهب أموال البلد؟ أين الحكومة؟ أين أمانة العاصمة؟ أين المؤسسات الخدمية؟ ألم يروا الصورة؟".

وأشار إلى أن "الفساد الذي يعيشه البلد، وهيمنة الأحزاب على مقدراته، هما السبب الرئيس وراء كل هذا الخراب وهذه الفوضى التي نعيشها"، كذلك حمّل "الجهات الرقابية من برلمان وهيئة نزاهة وغيرها جزءاً كبيراً من مسؤولية هذا الفساد وعدم محاسبة المفسدين".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشر مدونون ومثقفون وإعلاميون الصورة، وسط حملة انتقادات لاذعة للحكومة.

المدون صفاء علي أكد في تغريدة له أن حال مدخل بغداد يمثل جريمة بحق العاصمة، وقال: "جريمة والله جريمة. مدخل العاصمة بغداد الحضارة، بغداد التاريخ على هذه الحال"، مؤكداً أن "بغداد لم تعد بغداد في زمن الذيول (الذيول تسمية تطلق على أحزاب السلطة وشخصياتها المرتبطين بأجندات خارجية)، والأسقام لم نعد نتحملها".

أما المدون هشام البدري، فقال في تغريدته إنّ "مدخل بغداد من جهة التاجي واحد من مداخل بغداد العظيمة، بغداد المجد، بغداد العلم، شاغلة الدنيا، مضرب الأمثال بالغنى والحضارة، هذا حالها وهي تحت حكم العتاكة (غير المهيَّئين لإدارة الدولة)!".

ويُعَدّ الفساد واحداً من أخطر الملفات في البلاد، إذ إنه مستعصٍ في الغالب على سلطة الدولة والقانون، خصوصاً أنه مرتبط بأحزاب مهيمنة على المشهد السياسي في البلاد، ولها أذرع مسلحة تهدد حتى مؤسسات الدولة، وقد أدى الفساد المستشري في العراق إلى جرّ البلاد إلى أزمات اقتصادية ومالية خطيرة، لا يمكن الخروج منها بسهولة، شملت كل مفاصل الحياة، كالكهرباء والماء والنظام الصحي وفرص العمل وغيرها.

المساهمون