أعلنت صحيفة "الحداثة" السودانية، اليوم الأحد، توقفها نهائياً عن الصدور احتجاجاً على ممارسات السلطة الانقلابية ضد الصحافيين والمتظاهرين السلميين في آن واحد.
وذكرت إدارة الصحيفة في بيان أنها توصلت إلى أن "أجواء القمع والاستبداد ومصادرة الحقوق والحريات، والتي تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم وتنذر بتحول البلاد لمحرقة كبيرة، لا تسمح للصحيفة بالوفاء بواجباتها المهنية ومسؤوليتها تجاه ثورة ديسمبر".
وصدرت صحيفة الحداثة لأول مرة في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2019، أي بعد سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، واختارت لنفسها شعار "من أجل صحافة سياسية في مقام الثورة السودانية".
وتوقفت الصحيفة مؤقتاً عن الصدور بعد يوم واحد من انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، انتظاراً لما ستؤول إليه الأوضاع السياسية في البلاد، حتى قررت اليوم الأحد التوقف النهائي.
كما توقفت بعد الانقلاب مباشرة صحيفة "الديمقراطي"، وسبقتها قبل الانقلاب صحيفة "المواكب"، وكلها صدرت بعد الثورة.
وأوضحت إدارة صحيفة الحداثة في بيانها أنها ظلت تتابع بقلق بالغ التردي اليومي لأوضاع الحريات الصحافية والإعلامية في ظل الانقلاب، ورصدت التهجم بالتشكيلات العسكرية المدججة بالأسلحة على دورالصحف والمؤسسات الإعلامية، والاعتداء المتواصل وتسبيب الأذى الجسيم للصحافيين ومراسلي القنوات الإعلامية ونهب ممتلكاتهم واعتقالهم وترويعهم، وصولاً إلى سحب التراخيص والإيقاف.
وأشارت إلى أن الانقلاب العسكري وضع نهاية لمناخات الحريات الصحافية والإعلامية التي جاءت بها ثورة ديسمبر، وفتح الباب لدورة جديدة من تقليص مساحات العمل العام.
وتابعت أن مناخ التضييق لن يسمح لها بمتابعة سياساتها التحريرية القائمة على معالجة القضايا الانتقالية، ولن تكون ممكنةً ملاحقة قضايا الفساد، ولا خدمة القراء بمادة صحافية حرة، لذا قرّرت معالجة أوضاع الصحافيين والعاملين بالصحيفة والتوقف النهائي عن الصدور.
ويشتكي الصحافيون السودانيون ووسائل الإعلام من حملة انتهاكات مستمرة منذ الإنقلاب، آخرها قرار وزارة الثقافة والإعلام، أمس السبت، بسحب ترخيص مكتب قناة "الجزيرة مباشر"
كما يشتكي الصحافيون من اعتداءات مستمرة تطاولهم بواسطة السلطات الأمنية، أثناء تغطيتهم الاحتجاجات الشعبية المستمرة ضد الانقلاب العسكري، آخرها محاولة دهس اثنين من الصحافيين بسيارة عسكرية.