لا تنفي الممثلة اللبنانية كارين رزق الله رغبتها بالعودة إلى التمثيل بعد غياب دام قرابة ثلاث سنوات. تجربتها الأخيرة في الإمارات العربية المتحدة لم تكن على قدر الطموحات، فتعرقلت في فخ الدراما المشتركة، عبر مسلسل "350 جرام" (2021)، من إخراج محمد لطفي. واعتبرت رزق الله هذا العمل بمثابة زلة قدم، بسبب تباين وجهات النظر بين المخرج والممثلين أثناء التنفيذ، وخروجه من المنافسة.
اعتكفت رزق الله لمدة عامين، وحاولت أيضاً التعاون مع شركة صادق الصبّاح، لكنها فشلت أيضاً في مسلسل توافقت عليه مع "سيدرز آرت برودكشن"، وكان سيجمعها مع معتصم النهار، لكن التأخير في التنفيذ، وإملاء الصبّاح لشروط اعتبرتها كارين رزق الله أنها تدخل في عملها، كلها عوامل حالت دون تنفيذ المشروع، ليلغى المسلسل لاحقاً بالكامل.
تعاني الدراما اللبنانية من شح في الإنتاج، سواءً لجهة المال، أو لجهة الشركات الممولة التي تعمل على نصوص لبنانية؛ إذ كان في السنوات الأخيرة للأزمة الاقتصادية أثر بالغ على عجلة النشاط الفني في لبنان، وتسلح معظم الممثلين بشركات الإنتاج اللبنانية العربية، وعملوا ضمنها، هذا إضافة إلى الخط المفتوح بين بيروت والرياض وإسطنبول، للمشاركة في الأعمال التركية المُعربة التي تلقى رواجاً بسبب القدرة الهائلة على تسويقها عربياً من خلال بيروت.
تبدأ خلال أسابيع عمليات تصوير مسلسل جديد، تحالفت على صناعته الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان ومواطنتها كارين رزق الله. ليس التعاون الأول بينهما، لكنه التعاون الأول على صعيد الكتابة المشتركة، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها مسلسل لبناني بقلم كاتبتين لبنانيتين.
شاركت رزق الله بطولة مسلسلين من تأليف مرشليان، هما "أم البنات" (2018) و"ع اسمك" (2020) إخراج فيليب أسمر. وعاد التعاون بينهما عام 2021 في مسلسل "راحوا"، من إخراج نديم مهنا.
لم يُعرف حتى الساعة من هي الجهة المنتجة لهذا العمل. لكن السؤال الأهم: من هم الأبطال الذين سيعودون أيضاً إلى الدراما اللبنانية، بعدما عملوا في نظيرتها المشتركة، وأكثرهم موجود اليوم في إسطنبول، ليعملوا في مسلسلات تركية معربة من إنتاج مجموعة إم بي سي السعودية.
تجربة جديدة سينتظرها عدد كبير من المشاهدين في لبنان، هؤلاء الذين ثبتوا نجاح الدراما المحلية على الشاشات في لبنان، ومنحوا مرشليان ورزق الله الثقة لإنجاز مثل هذه المسلسلات، مهما كان المحتوى ضعيفاً. لذلك، يبقى هذا النوع من الإنتاج اللبناني أسير الشاشات المحلية، ولم يخرج إلى الفضاء العربي كما هو حال الدراما المصرية أو السورية. إضافة إلى كل ما سبق، نتساءل أيضاً: هل تنبهت الكاتبة كلوديا مرشليان للتقدم والتطور الذي طرأ على الدراما المشتركة؟ أم ستبقي على الخط نفسه الذي اعتمدته منذ سنوات، وهو يسجل دائما نتيجة واحدة، يُمكن تسميتها "مكانك راوح"؟