اقتحمت منتجة في القناة الأولى الحكومية الروسية، الإثنين، الاستوديو أثناء النشرة المسائية للأخبار، حاملةً لافتةً مناهضة للحرب التي تقودها روسيا في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
ودخلت الصحافية مارينا أوفسيانيكوفا اللقطة التلفزيونية خلف مقدمة برنامج "فريميا" (الزمن) الإخباري يكاتيرينا أندرييفا، حاملةً اللافتة من دون أن يقطع بث النشرة، لتبقى الفتاة حاضرة فيها لبضع ثوان.
ويظهر مقطع الفيديو للواقعة الذي سرعان ما انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي أن اللافتة كانت مذيلة بعلمي روسيا وأوكرانيا وشعارات مناهضة للحرب باللغتين الروسية والإنكليزية، مثل "لا للحرب" و"أوقفوا الحرب" و"لا تصدقوا البروباغندا" و"إنهم يكذبون عليكم هنا".
وأكد ناطق باسم القناة الأولى لصحيفة "إر بي كا" الروسية حدوث الواقعة بمشاركة "فتاة دخيلة في اللقطة"، وإجراء تحقيق داخلي في ما جرى.
من جهته، أفاد المحامي بافيل تشيكوف على قناته على "تيليغرام" بأن الشرطة اعتقلت محررة في القناة الأولى تدعى مارينا أوفسيانيكوفا، بسبب اقتحام أثير برنامج "فريميا"، ونقلتها إلى مديرية "أوستانكينو" للشؤون الداخلية في موسكو.
بدوره، قال أحد الزملاء السابقين لهذه المحررة لـ"إر بي كا": "عند الساعة 22:07، تمكنت مارينا من أن تكتب لي أنها موجودة في مركز الشرطة في مديرية أوستانكينو للشؤون الداخلية، ثم توقفت عن الرد على الرسائل".
ونقلت وكالة "تاسّ" الروسية عن مصدر في الشرطة أن المرأة اعتقلت ويمكن توجيه تهم إليها بموجب قانون يحظر الأفعال التي تهدف إلى "تشويه سمعة" القوات المسلحة الروسية.
ونشرت "أو في دي أنفو" مقطع فيديو ذكرت فيه أوفسيانيكوفا أن والدها أوكراني ووالدتها روسية، وهي لا تعتبر أن البلدين أعداء، وفق ما نقلته "فرانس برس". وأضافت "لسوء الحظ عملت في السنوات الأخيرة في القناة الأولى في صناعة الدعاية للكرملين، وأنا الآن أشعر بالعار الشديد بسبب ذلك".
وانتشر مقطع فيديو للحادث بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد العديد من المستخدمين بـ"الشجاعة غير العادية" للمرأة على خلفية القمع الشديد للمعارضة.
ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الثلاثاء، ما حصل بـ"أعمال شغب".
وتوفر القنوات الحكومية الروسية غطاءً إعلامياً للغزو الروسي لأوكرانيا عن طريق تصنيفه "عملية عسكرية خاصة لتحييد السلاح والقضاء على النازية في أوكرانيا"، مركزة على ما تقول إنه انعدام بديل لها بسبب توسع "الناتو" شرقاً وتلويح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإمكانية انسحاب بلاده من مذكرة بودابست المؤرخة عام 1994، والتي سلمت أوكرانيا ما بعد السوفييتية بموجبها ترسانتها النووية لروسيا.
وتتشدد السلطات الروسية في قمع من يخالف وجهة النظر هذه، فحجبت العشرات من الوسائل الإعلامية المستقلة والأجنبية، كما مواقع للتواصل الاجتماعي، فيما فرّ أكثر من 150 صحافي إلى خارج البلاد، ويضطر من بقيوا إلى الالتزام بتعليمات السلطات حول التغطية للاستمرار في العمل.
ومنذ بدء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، اعتقل آلاف المتظاهرين الروس ضد الحرب.