صحافية روسية تكشف "البروباغندا" السائدة في بلادها

23 مارس 2022
زانا أغالاكوفا في ضيافة "مراسلون بلا حدود" (كريستوف أرتشامبول/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت الصحافية الروسية زانا أغالاكوفا التي كانت تعمل مع قناة "بيرفي كانال" العامة، الثلاثاء، عن الدعاية (البروباغندا) السائدة في بلادها، متحدثةً عن "تلاعب" بالوقائع لنشرها على شكل "أكاذيب"، وإشارات مضللة إلى النازيين.

وقالت أغالاكوفا التي استقالت بسبب الحرب في أوكرانيا، خلال مؤتمر صحافي نظمته "مراسلون بلا حدود" في باريس: "أريد أن تسمعني روسيا، وأن يتعلم الناس تمييز الدعاية، وأن لا يعودوا خائفين". وأضافت والدموع في عينيها "ترددت كثيراً" قبل أن أتحدث، "لكني لا أعتقد أن لدي خياراً آخر".

وردت على سؤال "لماذا الآن وليس قبل الحرب في أوكرانيا؟"، قائلةً: "قدمت تنازلات في مسيرتي المهنية"، لكن ما حدث حالياً بمثابة "خط أحمر".

أثارت صحافية أخرى هي مارينا أوفسيانيكوفا، الاهتمام منتصف الشهر الحالي، عندما اقتحمت نشرة أخبار القناة التلفزيونية الرسمية "بيرفي كانال" ملوحةً بلافتة للتنديد بالحرب في أوكرانيا.

وقال الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن الصحافيين، كريستوف ديلوار، خلال المؤتمر الصحافي: "نلاحظ منذ أيام بلبلة داخل وسائل الإعلام الدعائية هذه... استقالات يصعب تحديد عددها".

استقالت أغالاكوفا من منصبها كمراسلة قناة "بيرفي كانال" للشؤون الأوروبية ومقرها باريس في 3 آذار/مارس، بعد أسبوع على بدء غزو أوكرانيا.

وتصف النظام الإعلامي الروسي بأنه "لا يعبر سوى عن وجهة نظر الكرملين".

وقالت أغالاكوفا: "أخبارنا لا تتحدث عن البلد، لا نرى روسيا. نرى فقط رئيس البلاد، ماذا أكل، ومن صافح، حتى أننا رأيناه بصدر عارٍ. لكننا لا نعرف ما إذا كان متزوجاً أو لديه أولاد"، متجنبةً نطق اسم الرئيس فلاديمير بوتين.

واعتبرت أن "السلطة تحاول خنق الإعلام المستقل"، وأن غياب "الصحافة الحرة" يؤدي إلى "انتحار دولة". وأكدت أغالاكوفا أن "السلطة لعبت على وتر حساس جداً بالنسبة للروس"، مدعيةً محاربة الجماعات النازية لتبرير تصرفاتها في أوكرانيا.

وقالت: "عندما نسمع في روسيا كلمة نازي، لا يمكن أن يكون رد الفعل سوى أنه علينا أن نقضي عليه". وأضافت: "إنه تلاعب، وكذبة كبيرة"، لأن البلاد لا تزال تعاني من صدمة الحرب العالمية الثانية التي خلفت "27 مليون قتيل" سوفييتي.

لم تعمل أغالاكوفا على الأراضي الروسية منذ عام 2005. كانت تقدّم نشرات الأخبار، قبل أن تصبح مراسلة في باريس في ذلك العام، ثم شغلت المنصب نفسه في نيويورك عام 2013 قبل أن تعود إلى فرنسا. وقالت: "اعتقدتُ أنّ من خلال نقل الوقائع في أوروبا وخصوصاً في باريس، يمكنني تجنب الترويج للدعاية".

وأفادت بأن الأمور تعقدت في 2014، مع ضم شبه جزيرة القرم واندلاع النزاع في منطقة دونباس. في ذلك الوقت، كانت مراسلة في نيويورك. وأوضحت: "لم يعد بإمكاني تجنّب الدعاية. كان يُفترض أن أتحدث فقط عن أمور سلبية في الولايات المتحدة، مثل أطفال تم تبنيهم ويعانون من سوء المعاملة".

وقالت: "لم أكذب، كل واقعة كانت حقيقية، لكن خذوا وقائع حقيقية وامزجوها معاً، تتوصلون إلى كذبة كبيرة".

وأضافت أن "العديد من الصحافيين والمنتجين والعاملين في وسائل الإعلام يفكرون مثلي". وتابعت قائلةً: "من السهل اتهامهم، والسؤال عن سبب عدم استقالتهم، وعدم احتجاجهم... ولكن هؤلاء لديهم عائلات هناك وآباء وأمهات كبار في السن وأطفال ومنازل يدفعون إيجارها. إنهم رهائن للوضع".

وانتقدت العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا قائلة: "إنها تؤثر بشكل أساسي على الطبقة الوسطى والأشخاص الذين يؤمنون بقيم الديمقراطية. في هذه المسألة، تخسرون حلفاءكم".

(فرانس برس)

المساهمون