أعلن المجلس الوطني للصحافة في المغرب، الأربعاء، تقديم شكوى رسمية إلى مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة في فرنسا، في خطوة تستنكر مخالفات ارتكبتها مجلة شارلي إيبدو وصحيفة ليبراسيون، أثناء تغطيتهما للزلزال الذي ضرب المغرب في 8 سبتمبر/ أيلول الحالي.
وأشار المجلس إلى أن الشكوى تأتي بسبب نشر "شارلي إيبدو" الفرنسية لكاريكاتير مسيء يحتوي على تحريض ضد التضامن ودعم ضحايا الزلزال في المغرب. ووصف المجلس هذا الفعل بأنه "غير مقبول ويتعارض مع المبادئ الإنسانية".
وأضاف المجلس أنه "في مثل هذه الظروف الصعبة يجب أن تكون الأولوية لإنقاذ الضحايا ودعم المتضررين من دون مراعاة للخلافات الدبلوماسية أو القضايا السياسية".
واعتبر المجلس أن كاريكاتير المجلة "يضر بضحايا الزلزال وبالعائلات المنكوبة، التي هي في أمس الحاجة إلى الدعم والمساندة، خاصة أن الكثير منها فقد أسرته ومعيله ومن بينهم أطفال يتامى لا علاقة لهم بالخلافات الدبلوماسية وبالمشاكل السياسية".
ولا تقتصر شكوى المجلس على كاريكاتير "شارلي إيبدو" وإنما أيضاً نشر "ليبراسيون" لصورة امرأة تتألم وخلفها جدار متهدم في مدينة مراكش، مرفقة بعبارة "ساعدونا نحن نموت في صمت".
The Moroccan National Press Council announced today filing a complaint against French newspapers “Charlie Hebdo” and “Liberation” over their “unethical” coverage of the devastating earthquake that struck Morocco’s Al Haouz region on September 8.https://t.co/YzapOLPngW
— Morocco World News (@MoroccoWNews) September 20, 2023
وفي الشأن، أكد رئيس المجلس الوطني للصحافة، يونس مجاهد، أنّ "شارلي إيبدو" و"ليبراسيون" ارتكبتا أخطاء مهنية في تغطيتهما لزلزال المغرب. وقال إنه من الطبيعي تقديم شكوى رسمية إلى مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة في فرنسا بسبب هذه المخالفات التي تنتهك أخلاقيات المهنة.
وأوضح مجاهد، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "ما نشر فيه نوع من التهجم على المغرب، وكان لزاماً الوقوف عند ما وقع والتوجه إلى المجلس، وذلك دفاعاً عن أخلاقيات المهنة وعن المغرب ومؤسساته".
وأضاف مجاهد أن "نشر الكاريكاتير والصورة كان لهدف سياسي ولم يكن مهنياً، إذ حرضا المغاربة على عدم تقديم المساعدة للضحايا، من خلال تصويرهم بأنهم سيقدمون مساعدات مالية للمؤسسة الملكية الغنية". وأكد أن "هذا السلوك كان خطيراً في وقت كان يجب أن تكون أولوية الإنسانية والتضامن والمساعدة للضحايا".
واتهم مجاهد "ليبراسيون" بنشر أخبار "كاذبة" للرأي العام الفرنسي والدولي من خلال استخدام صورة لامرأة تعاني واستغلالها بشكل غير أخلاقي وغير مهني، معتبراً ذلك "سلوكاً بغيضاً".
وشدد على أنه "لا يجوز استغلال الكوارث الطبيعية لأهداف سياسية وتصفية حسابات سياسية بطريقة غير أخلاقية".
في الأيام الأولى لوقوع الزلزال في المغرب، نشرت "ليبراسيون" على غلافها صورة تُظهر امرأة تعاني وتتألم تحت عنوان: "ساعدونا نحن نموت في صمت". وفي ما بعد، نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كشف عن كواليس التقاط هذه الصورة الشهيرة في سياق الزلزال المغربي، إذ كانت المرأة في الصورة تردد عبارة "عاش الملك".
وأوضحت نائبة مدير "ليبراسيون"، ألكسندرا شوارتزبرود، أنه خلال اجتماع لهيئة التحرير جرى البحث عن أقوى صورة تعبر بشكل موضوعي عن الواقع، وتقرر اختيار هذه الصورة.
وأشارت إلى أن اختيار العنوان الذي استخدمته الصحيفة "يحكي واقع المأساة". وأعربت عن أسفها لعدم معرفة الصحيفة بأن المرأة التي ظهرت في الصورة كانت تهتف "عاش الملك"، وأشارت إلى أن هذا الأمر كان يجب أن يتم التوضيح حوله من قبل وكالة فرانس برس، صاحبة الصورة.