أحيا نجم الراب الفلسطيني ــ الأردني سينابتيك حفلاً في الساحة الخارجية لمبنى مؤسسة عبد المحسن القطان في مدينة رام الله، قدّم خلاله أغنية من إنتاج مشروع "توتر أزلي"، أحد برامج المؤسسة. في الأغنية حاول سينابتيك تطويع رؤيته لقصائد وأشعار محمود درويش وتقديمها في قالب جديد، فمزج فيها كلمات القصائد الخاصة على مستوى التكوين النصيّ، واللحن بطبيعة الحال.
في حديثه مع "العربي الجديد"، لفت سينابتيك إلى أنه عمد إلى محاولة كتابة نصوص كان درويش قد كتبها، "لكن بسياق يحمل معنى شخصياً بالنسبة لي، أكثر ممّا كانت تحمله النصوص تبعاً لوجهة نظر درويش نفسه"، وقال: "استخدمت كلمات من قصائد درويش، لكن بطريقة مختلفة لجهة الترتيب وحتى المعنى الذي بات يعبّر عنّي، وقد يختلف عمّا كان يريده درويش نفسه... الفكرة شكلّت تحديّاً بالنسبة لي، بخاصة أنني من محبّي درويش، لذا تعاملت بطريقتي مع جدلية وردية الشعر وسوداوية الواقع".
مشروع "توتر أزلي" عبارة عن مجموعة من العروض الأدائية التي تحتفي بأعمال الشاعر الفلسطيني محمود درويش وأثره الأدبي العالمي، وتستكشف، أيضاً، إبداعه بوصفه شخصية ثورية رمزية، ووطنية، وعربية وقومية، ومرجعاً أساسيّاً للشعر الحديث، فكانت من بينها تجربة سينابتيك.
وقدّم مغنّي الراب في الحفل نفسه أغنية جديدة حملت نَفَساً موسيقيّاً جديداً يمزج الغربي بالشرقي، بعنوان "وينك يا شمس"، حظيت بتفاعل كبير للجمهور الشبابي الذي اكتظت به ساحة مؤسسة عبد المحسن القطان، وقال: "هذه الأغنية نتيجة تعاوني مع المنتج سامر سفري، وهي جزء من مشروع كامل سيطرح قريباً في إطار ألبوم، حضرت له خلال فترة الحجر الصحي مع انتشار فيروس كورونا. إذ كنت أعمل في مستشفى المقاصد في القدس".
ومن الأغنيات التي قدمّها سينابتيك على مدار أكثر من ساعة بقليل، وسط تفاعل أكثر من عاديّ: "موسيقى القمر"، و"مش صاحيلِك"، و"لا شيء يزعجني"، و"القمر والمحيط"، و"ريتالين"، و"الله يعطيك"، و"إم الموجات"، و"كلمنجي"، وBlood، و"بلا أهداف"، و"حلمي"، و"صواريخ"، و"كاس قلب"، و"سبيلك"، وغيرها.
وسينابتيك، فنان فلسطيني ــ أردني، اسمه الحقيقي ليث الحسيني، من مواليد 1993، بدأ مشواره هاوياً منذ كان في الثامنة عشرة من عمره، واحترف الغناء والتلحين عام 2012، وبدأت شهرته تتراكم حتى بات معروفاً عام 2017، لكن نقطة التحوّل نحو انتشاره الواسع بخاصة في الأردن وفلسطين كانت مع إصدار ألبومه الأول "إم الموجات" عام 2018، وهو العام ذاته الذي استقر فيه بشكل أكبر داخل فلسطين.
وعن الاسم، أجاب في رد على سؤال لـ"العربي الجديد"، أنّ Synapses هو تشابك عصبي وهو مكان تتحول فيه الأفكار والمشاعر إلى أُمورٍ أُخرى، وأنا أحوّل ما في داخلي إلى موسيقى، ومن هنا جاءت التسمية.
وكشف أنه كان يعاني منذ صغره من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD، وهي حالة عصبية تستدعي أخذ عدد من الأدوية بينها ريتالين التي كانت أبرز أغنيات ألبومه الأول "إم الموجات"، وحصدت قرابة خمسة ملايين مشاهدة عبر "يوتيوب" منذ إطلاقها.
وقال لـ"العربي الجديد": "عندما كنت في المدرسة كنت غالباً ما أفقد حقيبتي المدرسية، فأخذني أهلي عند طبيب متخصص. كنت في الثامن الابتدائي حين ووصف لي دواء الـ(ريتالين)، وهو منشط شديد التأثير على الجهاز العصبي المركزي... لم أعد أخرج من المنزل على أثر تناوله، وفي الثانوية العامة بدأت في كتابة الراب بهدف إشغال نفسي. وبعد تخرجي انخرطت في عالم الموسيقى ورميت الدواء إلى الأبد".