أخيراً، ظهر اسم جديد على ساحة الراب السوري، محمد زين، المعروف باسم سيد زين، والذي تمكن من مكان إقامته الحالي، إسطنبول، أن يحقق انتشاراً مقبولاً، لتصل أغنيته "كارما" إلى مليون مشاهدة على "يوتيوب". التقت "العربي الجديد" بالرابر سيد زين، حيث عرض أفكاره الخاصة عن الراب والأسلوب الذي يتبعه.
- ما الذي يعنيه الراب بالنسبة لك؟ وكيف بدأت حكايتك معه؟
* أنا من حمص، من منطقة اسمها ضاحية الوليد. وفي هذه المنطقة كان هناك خرافات منتشرة عن مغني الراب وجمهوره، فيقولون عنهم عبدة الشيطان. الراب مرفوض في مجتمعي، وكان ذلك واضحاً منذ أن بدأت عام 2008. فعلياً، لم أرغب يوماً باتخاذ الراب كحرفة، وأنا اليوم في مكان إقامتي الجديد، إسطنبول، أعمل بتجارة العقارات، والراب ليس سوى هواية وأسلوب للتعبير والتفريغ عما يدور بداخلي لا أكثر؛ ولا أرغب من خلال الراب أن أوصل رسائل الكليشيه المعتادة عن الحب والسلام. أغني لأنني أرغب بذلك، وقد تلاقي أغاني إعجاب الناس أو لا تلاقيه، وليس ذلك هدفي أيضاً؛ كل ما أقوم به هو لكسر الإيقاع والبرمجة التي ضبطنا عليها في بلادنا، وتحريك إيقاع الحياة من خلال الموسيقى.
- إذا كنت ترى أن الفن ليس أكثر من هواية وتفريغ بالنسبة لك وليس له أهداف عليا، فما الذي جعلك تلتحق بموجة الراب، الذي وصفته بأنه فن مرفوض مجتمعياً؟
* فعلياً أنا بدأت بالكتابة، وكنت أحب كتابة الشعر منذ كنت صغيراً، ولكنني أكره أسلوب إلقاء الشعر الكلاسيكي ولا أتقنه، وكذلك فإنني لا أمتلك صوتاً جيداً يمكنني من الغناء. في سنة 2008، التي بدأت بها بتسجيل أغنية راب عن غزة، كان الراب قد صار موضة بالنسبة لأبناء جيلي، وقد انتشر بيننا نمط من الأزياء يعبر عن محبي هذا النوع من الغناء؛ أقصد البنطلونات العريضة والساحلة والقبعات المائلة والإكسسوارات الكبيرة. لحقت بهذه الموجة، وعايشت بنفسي ذلك الرفض الاجتماعي بذلك الوقت، حتى صار الراب شفغي بالحياة وجزءاً من هويتي الفردية.
- تفتتح أغانيك الأخيرة بعبارة "علقم كلام". لماذا تصر على هذه البداية؟ وماذا تعني؟
* علقم كلام معناها الكلام المر. وأستخدمها كجملة افتتاحية لأنني أحب أن أقول الكلام المر، أو الكلام الموجع. بدأت باستخدام هذه الصيغة بأغنية "كارما" وما تلاها من أغانٍ.
- تميل بأسلوبك في الأداء نحو نمط "راب العصابات"؛ فهل هناك قصدية باستخدام هذا النمط؟
* لا أعتقد أن ما أقدمه ينتمي لنمط راب العصابات إطلاقاً، ربما هناك بعض التقاطعات بالأسلوب الهجومي وتون الصوت، ولكنني لا أفضل أن أصنف ضمن هذا النمط؛ فراب العصابات له هوية كاملة تختلف عني، فيها الدسات والردود، وأنا لا أميل لذلك إطلاقاً. بل إن العديد من الأغاني التي قمت بتقديمها، مثل: "ناطس" و"شيزوفرينيا" و"صلاة سوريالية" أستخدم بها طبقة صوتية أكثر هدوءا من الطبقات المستخدمة براب العصابات.
- وفي ما يتعلق بالموسيقى المرافقة للكلمات، من يقوم بصناعتها؟ وكيف يتم إنتاجها؟
لا أجيد الإنتاج الموسيقي، وكنت لوقت طويل أستعين بصديق يقوم هو بصناعة الموسيقى من خلال برامج مقرصنة على الإنترنت، لأنه لم يكن لدينا الإمكانيات المادية لشراء البرامج الخاصة بالإنتاج الموسيقي. لكن بعد ذلك افترقت عن صديقي بسبب ظروف الحياة الخاصة بنا والأوراق والقيود التي فُرضت على اللاجئين السوريين في تركيا.
لم أتمكن بعدها من إيجاد شخص بديل، ولذلك أقوم حالياً بالاستعانة بتراكات موسيقية جاهزة منتشرة على الإنترنت، أتواصل مع أصحابها لأحصل على الإذن باستخدامها، وأضيف كلماتي لها. وذلك بالتأكيد كان له أثر على عملية إنتاج الأغنية ووضع بعض الحدود للكلمات التي أكتبها سلفاً.