سعد رمضان: لا بد أن نتعلم يومياً شيئاً جديداً

16 نوفمبر 2020
رمضان: أتمنى أن تزول الغمة التي يمر بها العالم العربي (فيسبوك)
+ الخط -

للعام الرابع على التوالي يشارك المطرب اللبناني سعد رمضان في حفلات مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ29. ويحتفظ سعد بقاعدة جماهيرية عريضة في مصر، لذا ترفع دائماً حفلاته شعار "كامل العدد". وفي لقاء "العربي الجديد" معه في القاهرة، كشف رمضان عن كواليس تحضيراته للحفل والمشروعات الغنائية القادمة، وكيف يعيش حياته في ظل جائحة كورونا، ورؤيته للأوضاع في لبنان.

* للمرة الرابعة تشارك في مهرجان الموسيقى العربية بمصر فما شعورك؟
أشعر بالسعادة والفخر، لأن هذا المهرجان بشكل خاص، ودون كافة المهرجانات الأخرى، هو طربيًّا يمزج بين اللون الطربي القديم والحداثة. وأشكر كل فرد قائم على هذا الحدث على مدار 29 عاماً، إذْ كان هذا المهرجان، وسيستمر، من أهم وأعرق المهرجانات لحفاظه على اللون التراثي الذي نعشقه جميعاً. أما الأوبرا فإن الوقوف على أي من مسارحها يعد شرفاً لأي فنان، ولطالما وقف على منصة الأوبرا كبار المطربين والمطربات قديماً، الذين تعلمنا منهم الكثير.

* هل ترددت قبل موافقتك على المشاركة في المهرجان خاصة في ظل انتشار كورونا؟
لا أستطيع أن أتردد لقبول المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية بشكل خاص، وإن كنت قد ترددت كثيراً أو ألغيت كثيرًا من ارتباطاتي، خاصة إذا كان الأمر يتطلب السفر خارج لبنان، لكن أنا لدي ثقة كبيرة في حرص القائمين على المهرجان على الحفاظ على سلامة ضيوفه وتطبيق كل الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، الذي نتمنى جميعاً أن ينتهي ونعود بشكل طبيعي إلى حياتنا مثلما كانت. لأننا حتى لو بدأنا في ممارسة حياتنا بشكل طبيعي، سنظل نمارسها وسط بعض التخوفات والقلق بالتأكيد. وأحب أن أقول لأصحاب المهرجان إن إقامة هذا الحدث الفني وسط الظروف الصعبة، إن دل على شيء، فإنه يدل على أن مصر عظيمة وقادرة على مواجهة التحديات بالفن في الوقت الذي ألغت فيه دول عديدة مهرجانات كثيرة.

* كيف كانت استعداداتك للحفل ومقابلة الجمهور؟
أعددت الأغاني التي سأقدمها. ومثل كل عام، في هذا المهرجان أحب أن أقدم أيضًا، إضافة إلى الأغاني الخاصة بي، أغاني طربية للأساتذة عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفيروز، فمزج القديم والأصالة بالحداثة أمر مهم خاصة في مناخ مهرجان الموسيقى العربية.

* هل ترى أن جمهور هذا المهرجان مختلف عن أي جمهور آخر؟
جمهور حفلات الموسيقى العربية يذهب إلى شراء تذاكر الحفلات من أجل "السلطنة"، فهو جمهور راقٍ بشكل كبير، وكما يقال عنهم "سمّيعة"، لذلك فإن انتقاء الأغاني التي تقدم لهم يحتاج إلى مزيد من الوقت والمجهود.

* كيف تعيش حياتك في ظل جائحة كورونا؟
مثلي مثل كل الناس، تعطلتُ كثيرًا بسبب الفيروس، ولكن لا نستطيع أن نغير شيئًا، فهي أزمة عامة، وإن شاء الله ستمر بسلام، وكنت طيلة فترة الحجر أحرص على ممارسة الرياضة، وقمت بالسياحة داخل لبنان.

* برأيك كيف يحافظ الفنان على مكانته وسط جمهوره؟
أهم شيء هو التطوير، وأن يشتغل الشخص على نفسه. فالتعليم لا يتوقف مهما كان عمر الفنان، والحرص على أن نتعلم أشياء جديدة كل يوم هو بمثابة غذاء عقولنا وأرواحنا، فأنا حتى الآن أحرص على دراسة الموسيقى حتى أطور ذاتي، وقد تخرجت في الجامعة منذ عدة أشهر، واندهش مني بعض الأشخاص وقالوا إني أصبحت لا أحتاج إلى دراسة الموسيقى. لكن ردي هو أني مؤمن بأننا دائماً لا بد أن نتعلم يومياً شيئاً جديداً، ونتعرف على الثقافات الموسيقية الأخرى والجديد في عالم الموسيقى. فأنا أتطلع، إن شاء الله، إلى أن أحضر الماجستير والدكتوراه في مجالي، وكل شخص يجب أن يفعل ذلك في مجاله حتى يكون قادراً على البقاء، فنجاح الإنسان قد يكون من خلال أغنية واحدة، ولكن استمرار النجاح هو الذي يستحق مزيداً من المجهود.

* ما جديدك بعد عودتك إلى لبنان؟
منذ فترة طويلة لم أقدم أغاني جديدة بسبب فيروس كورونا الذي سبّب العجز للعالم كله، ولم أقدم سوى أغنية واحدة بعد حادث انفجار مرفأ بيروت، وتوقفت لأن الحالة العامة نفسياً لم تكن تسمح بالغناء نهائياً. ولكن قريباً سأقدم أغنية باللهجة المصرية وأغنيتين باللهجة اللبنانية، وإن شاء الله سيتم طرحها في الفترة القادمة.

* هل من الممكن أن نراك على الشاشة ممثلاً؟
أتمنى ذلك، والتمثيل بالنسبة لي خطوة أعتقد أنني لا بد أن أقدم عليها، ولكن الأمر يتوقف على جودة وقوة ما يُعرض علي، فكم من مسلسلات وأفلام عُرِضَت علي، ولكن كما يقال: لم أجد نفسي بها. ووجودي على الشاشة وسط الجمهور ممثلاً، أمرٌ يستحق التفكير كثيراً، وخطوة بالتأكيد ليست سهلة على الإطلاق.

* دعنا نتحدث عن الوضع الحالي في لبنان كيف تراه؟
بالتأكيد لبنان يعيش ظروفاً صعبة على كافة الاتجاهات، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، إضافة إلى تأثير كورونا والانفجارات. ويعد هذا العام تقريباً الأسوأ، ولكن دائماً ما يمتاز الشعب اللبناني بالإصرار على الحياة وحبها، وهو ما يجعلنا رغم كل شيء نتيقن ونثق بالله بأن القادم أجمل، فهو قادر على كل شيء، وإن كنا نحتاج حرفياً إلى معجزة. وأتمنى أن تزول الغمة التي يمر بها العالم العربي بشكل عام.

* هل تفكر في إنجاز مشروع خاص بعيداً عن الفن على غرار الكثيرين من الفنانين؟
فكرت في ذلك كثيرًا لكن لم تتبلور الفكرة في ذهني بشكل كامل، وسبب تفكيري أني رأيت حولنا فعلاً نجوماً بلا عمل، وحياتهم لم تعد مضمونة فنياً، لذا فكرت كثيراً في أن أقوم بتأمين نفسي، وخاصة أنه، للأسف الشديد، لبنان لا يؤمّن حياة الفنانين، وكل فنان يعتمد فقط على نفسه.

المساهمون