إحدى الخطوات الأساسية في الديكور التي يُفترض القيام بها في هذا الموسم هي اختيار السجاد المناسب للمنزل. ولكل منزل السجاد المناسب له بحسب أسلوبه والجو العام المعتمد فيه. وبحسب مهندسة الديكور، ألكسيا سركيس، يستدعي الاختيار النظر في تفاصيل عدة. فالأخطاء التي يمكن الوقوع فيها تترك أثراً سلبياً في تصميم المكان ككل. ويعتبر السجاد من الإكسسوارات المكمّلة للتصميم والتي يمكن أن ينعكس وجودها سلباً أو إيجاباً. وتوضّح سركيس أن ثمة معايير معينة يجب الاستناد إليها لاعتبارها من الخطوات الأساسية في ديكور المنزل. أما التفاصيل التي يجب الحرص عليها عند الاختيار فهي: شكل السجاد، ونوعية المواد المستخدمة فيه، وحجم السجاد.
تعتبر هذه المعايير النقاط التي يجب الانطلاق منها في الاختيار، على أن يكون السجاد في النهاية منسجماً مع الجو العام في المنزل، وبشكل خاص مع المكان الذي يوضع فيه. لاختيار السجاد الملائم للجو العام في المنزل، يبدو المنطق مطلوباً أولاً، بحسب سركيس. كما أن ثمة سؤالاً مهماً على من يقوم بالاختيار أن يطرحه على نفسه: هل أفضّل السجاد المنسجم مع أسلوب المكان الذي يوضع فيه، سواء كانت غرفة جلوس أو صالوناً أو غرفة نوم، أم الهدف أن يضفي السجاد لمسة مجنونة لافتة فيه؟ فما يجب أن يعرفه أصحاب المنزل أن الاختيارين ممكنان. وما يعتبر أساسياً هو الحرص على تنسيق الألوان الموجودة في السجاد بالشكل المناسب مع تلك التي في الغرفة. أما الشرط الثاني الذي تشدد عليه سركيس، فهو تجنب النقوش المبالغ فيها في السجاد الذي يوضع في غرفة فيها الكثير من العناصر الخاصة بالديكور والنقوش والإكسسوارات والألوان.
فعند وضع سجادة قرب كنبة، يُفترَض أن تكون بدرجات ألوان الكنبة. في المقابل إذا لم تكن السجّادة موحّدة اللون، يُفترض اختيار الألوان التي فيها، وفق درجات قريبة من تلك التي للأثاث والإكسسوارات المحيطة، من وسادات وستائر وغيرها.
أما بالنسبة إلى النقوش، فتشدد سركيس على تجنب اعتماد السجاد الذي فيه نقوش كثيرة في غرفة توجد فيها أصلاً النقوش في الأثاث أو في الستائر، لأن النتيجة ستكون سلبية عندها بسبب عنصر المبالغة الذي لا يعتبر مريحاً للنظر.
اعتدنا على وضع السجاد على الأرض في أماكن مختلفة في المنزل فيضفي أجواءً من الدفء والفخامة أيضاً في المكان. فله أثر واضح يمكن أن يشعر به مباشرةً من يدخل إلى المنزل الذي يزيّنه السجاد الملائم. في الوقت نفسه، يحب البعض تعليق سجادة على الجدار كأحد الإكسسوارات التي تزين المكان بطريقة راقية فيها الكثير من الرفاهية. وقد تعكس هذه اللمسة ميلاً إلى الابتكار والكثير من التميّز، وإن كانت بسيطة ولا تتطلب الكثير من الجهد. هذا شرط أن تكون القطعة التي يتم اختيارها مميزة فعلاً وتستحق أن تلفت الأنظار إليها. فعلى سبيل المثال، في غرفة جلوس كلاسيكية الأسلوب، يمكن تعليق سجادة بتصميم لافت لأحد المصممين فيها جرأة في الألوان والنقوش. من المؤكد أنه سيكون لها حضورٌ واضح وأثرٌ مميز في الغرفة.
اختيار السجاد يرتبط أيضاً حكماً بمساحة المكان الذي توضع فيه، فيجب ألا نغفل عن ذلك. ومن الضروري الحرص على اعتماد شكل السجاد والحجم الذي يتناسب مع مساحة الغرفة، ليكون منسجماً أيضاً من هذه الناحية مع الجو العام. ولا يرتبط الاختيار بالمساحة فحسب، إنما أيضاً بالأثاث الموجود في الغرفة. انطلاقاً من ذلك، تشدد سركيس على التأكد من الدور الذي يجب أن يلعبه السجاد. فقد يُطرح السؤال الآتي مثلاً: هل الهدف من اعتماد السجاد هو تحديد المساحات في غرفة جلوس كبيرة جداً أم أن الهدف منه إضفاء الدفء على المكان؟ من خلال التأكد من دور السجاد في المنزل، يمكن القيام بالاختيار الأفضل لهذا الإكسسوار الذي له أدوار عديدة في المنزل، على رأسها تدفئة المكان وتزيينه، وأيضاً إضفاء أجواء من الرفاهية.