ساسة وكتّاب إيطاليون يعيدون وسام الشرف لفرنسا بعدما منحته للسيسي

14 ديسمبر 2020
الصحافي كورادو أوجياس بعد إعادته وسام الشرف إلى السفارة الفرنسية (فرانس برس)
+ الخط -

التزمت القاهرة الصمت تجاه حملة الغضب الواسعة التي أثارها قرار الإليزيه منح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "في سرية تامة" أعلى وسام شرف تمنحه الجمهورية الفرنسية. 

وأعاد الكاتب والصحافي الإيطالي كورادو أوجياس (85 عاماً)، اليوم، وسام الشرف إلى السفارة الفرنسية في إيطاليا، بعدما مُنح للسيسي. وأعلن أوجياس قراره، يوم أمس، في رسالة مفتوحة نشرت في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، استحضر فيها ما أسماه "تواطؤ" السيسي مع "المجرمين" في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016. 

وأضاف كورادو أوجياس في الرسالة أنه "الإثنين، سأتوجه إلى السفارة الفرنسية لإعادة وسام الشرف، هي لفتة رمزية بالأساس.. سأقول عاطفية، أشعر أنه عليّ القيام بذلك بفعل الرابط العاطفي العميق الذي يربطني بفرنسا"، الأرض الأصلية لوالده".  واستحضر الكاتب، الذي حصل على الوسام عام 2007، "ذكرى المسكين جوليو ريجيني، ولكن أيضا من أجل فرنسا".

وبحسب صحيفة "إل فاتو كوتيديانو" الإيطالية، لم يكن كورادو أوجياس الوحيد الذي قرر التخلي عن الوسام الفرنسي، إذ اتخذ القرار نفسه عمدة مدينة بولونيا السابق سيرجيو كوفيراتي، والوزيرة السابقة جيوفانا ميلاندري، والصحافية والمفكرة لوتشيانا كاستيلينا. وقرر هؤلاء إعادة وسام جوقة الشرف إلى فرنسا، بعد أن منح الإليزيه أعلى تقدير في البلاد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. 

وأوضح كوفراتي، وهو أيضاً الأمين العام السابق لمجموعة CGIL العمالية، قراره بالقول: "عملي في الدفاع عن حقوق الأطفال وضد استغلال القصر، كان سبب حصولي على جوقة الشرف، والحقوق العالمية التي أراها الآن تداس باختيارات ماكرون الذي حاول إخفاءها بمنع نشر البيانات الصحافية والصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالحفل تكريماً للسيسي". 

من جهتها، كتبت المفكرة الإيطالية الكبيرة لوتشيانا كاستيلينا في رسالة بعثت بها إلى السفير الفرنسي روما كريستيان ماسيه: "في مواجهة ما حدث، أشعر بواجب سياسي وأخلاقي للتخلي، مع الأسف، عن لقب فارس الفنون والآداب في الجمهورية الفرنسية". كما شرحت القرار بقولها إن منح وسام جوقة الشرف للسيسي "هو ألم لمن مثلي، وللعديد من الإيطاليين، الذين يشعرون بالتعلق الشديد بفرنسا. إنها صفحة سيئة في تاريخ هذا البلد. أود أن أضيف لفتة لم يتوقعها أحد من الجمهورية الفرنسية". 

ويوم 7 ديسمبر/كانون الأول، قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرفع وسام فرنسي إلى نظيره المصري خلال زيارته الرسمية  إلى باريس، وقد أثار ذلك ردود فعل منددة وغاضبة بسبب ملف حقوق الإنسان في مصر. 

يوم 7 ديسمبر/كانون الأول قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرفع وسام فرنسي إلى نظيره المصري  خلال زيارته الرسمية لباريس

وجوليو ريجيني (28 عاما)، طالب ماجستير في جامعة كمبريدج، اختفى في القاهرة في يناير/كانون الثاني 2016. وعُثر على جثته بعد نحو أسبوع، حيث أظهر فحص الطب الشرعي أنه تعرّض للتعذيب قبل وفاته. والخميس الماضي، أنهى الادعاء الإيطالي التحقيق في القضية، وحدد بالاسم أربعة من أفراد الأمن المصريين كمشتبه بهم محتملين في ارتكاب "الخطف المقترن بجريمة أخرى".

المساهمون