استمع إلى الملخص
- تقدم الفنانة سابرينا نيلسون أعمالًا فنية مستلهمة من إرث بالدوين، تشمل رسومات ولوحات وفيديوهات، بدأت علاقتها بإرثه في 2016، مما دفعها لإنتاج 91 رسماً وعشرات اللوحات الزيتية.
- يهدف المعرض لتعريف الأجيال الجديدة بجيمس بالدوين وإرثه، باستخدام وسائط تفاعلية لتحفيز خيالهم ودفعهم للبحث عن سيرته، مع التركيز على قضايا العرق والعدالة الاجتماعية.
حتى بعد مرور نحو أربعة عقود على رحيله، لا تزال كلمات الشاعر والناشط في مجال الحقوق المدنية جيمس بالدوين (1924 - 1987) ملهمة للعديد من الفنانين والكتّاب والنشطاء السياسيين. واحتفالاً بالذكرى المئوية لميلاده، يستضيف متحف تشارلز إتش رايت للتاريخ الأفريقي الأميركي، أعمال الفنانة سابرينا نيلسون (1967) التي يصفها بعضهم بأنها أكثر الفنانين المُعاصرين هوساً بسيرة الكاتب الراحل.
سابرينا نيلسون فنانة متعددة التخصصات، تُغطي أعمالها مجموعة واسعة من الوسائط الإبداعية، من الرسم والنحت إلى التركيبات الفنية، وهي تعمل حالياً في تدريس الفن في عدد من الجامعات الأميركية.
ولد جيمس بالدوين في حيّ هارلم المعروف باجتذابه للأميركيين من أصل أفريقي، إذ خرج منه العديد من المبدعين السود في الأدب والموسيقى. وقد كرس الكاتب الراحل نشاطه الأدبي خلال حياته لكشف مساوئ التمييز العنصري في المجتمع الأميركي، ما عرّضه للعديد من المضايقات التي وصل بعضها إلى التهديد بالقتل. بسبب التهديدات التي تعرّض لها، فرّ بالدوين عام 1947 خارج الولايات المتحدة ليستقر في جنوب فرنسا، حيث قضى هناك أكثر من ثلاث سنوات. خلال إقامته في فرنسا، تحرّر بالدوين من الضغوط التي طالما كبلت إبداعه ونشاطه، ما ساعده على استكشاف هويته وصقل موهبته، فكتب العديد من أعماله البارزة. من بين هذه الأعمال التي ألّفها خارج أميركا روايته الشهيرة "أعلنوا مولده فوق الجبل" وكذلك "غرفة جيوفاني" و"وطن آخر"، وكلها أعمال تدور حول العرق والعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية.
يُقام المعرض تحت عنوان "النبي في الخط الأمامي: جميس بالدوين" (Frontline Prophet: James Baldwin) ويستمر حتى 28 فبراير/ شباط المُقبل. يشير العنوان في جانب منه، كما تقول الفنانة، إلى الطبيعة التنبؤية التي ينطوي عليها العديد من كتابات بالدوين. يكشف المعرض عن إرث بالدوين عبر وسائل متعددة، من بينها مختارات من شعره مع أربعة شعراء معاصرين مكتوبة على مساحات طولية مُعلقة من السقف إلى الأرض. يقول بالدوين في إحدى هذه القصائد التي كتبها في ستينيات القرن الماضي: "يمكنك أن تصبح رئيساً يوماً ما.. ربما ليس الآن.. ولكن يوماً ما سيكون هناك رئيس أسود".
يتيح المعرض أيضاً لزواره جولة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي يمكن من خلالها التفاعل مع شخصية بالدوين والاستماع إلى أحاديثه وخطاباته التي ألقاها في أثناء حياته. يضمّ المعرض أيضاً ورشة تلوين ورسم مخصصة لجميع الأعمار، إذ يمكن للزوار رسم وجه بالدوين وتلوينه باستخدام قوالب رسم جاهزة أنشأتها الفنانة سابرينا نيلسون لهذا الغرض.
تقول نيلسون إنها قبل العرض سألت، عشوائياً، مجموعة من الشباب عن مدى معرفتهم بجيمس بالدوين، وفوجئت بأن العديد منهم لا يعرفونه. من أجل هذا، حرصت الفنانة، كما تقول، على أن يتضمن عرضها العديد من الوسائط المختلفة التي يمكن أن تثير خيال هؤلاء الشباب وتحثهم على البحث عن سيرة هذا المناضل الراحل.
إلى جانب هذه الوسائط التفاعلية، يضمّ المعرض مجموعة كبيرة من الرسومات واللوحات التي أنجزتها نيلسون خلال تأملاتها في إرث جيمس بالدوين خلال السنوات السبع الماضية. بين هذه الأعمال، مجموعة من الرسوم الصغيرة بالأبيض والأسود على الورق، إلى جانب عدد من الوحات الزيتية وعمل فيديو وتجهيز في الفراغ.
يضم عمل الفيديو لقاءات متنوعة أجرتها نيلسون مع كتّاب ومفكرين معاصرين حول منجز بالدوين الأدبي والنضالي خلال فترتي الخمسينيات والستينيات. بدأ تعلق نيلسون بإرث الكاتب الراحل في عام 2016، في أثناء مؤتمر نظمته الجامعة الأميركية في باريس تحت عنوان "لغة للعيش فيها"، وكان مخصصاً لكتابات المبدعين السود، وعلى رأسهم جيمس بالدوين. في هذا المؤتمر، رسمت نيلسون وجه بالدوين في أثناء استماعها إلى إحدى المحاضرات التي ألقيت عنه. تقول الرسامة: "كان هذا هو المكان الذي اختارني فيه بالدوين، فقد شعرت بالتواصل المُباشر معه". حين عادت نيلسون إلى الاستوديو الخاص بها، استمرت في الرسم، كان وجه بالدوين يُحاصرها وكلماته تتردد في رأسها وقلبها كما تقول.
نجم عن انغماس سابرينا نيلسون في تجربة بالدوين 91 رسماً بقلم الرصاص، وعشرات اللوحات الزيتية الكبيرة. كانت هذه الأعمال حصيلة سبع سنوات قضتها الفنانة في تأمل كتابات بالدوين ومناظراته وتأثيره ونشاطه في مجال الحقوق المدنية.