زلزال اليابان يفشل في تدمير مباني قرية فريدة

08 يناير 2024
تخلخلت بعض الأسقف لكن لم ينهر أي من مباني أكاساكي (فيليب فونغ/Getty)
+ الخط -

دمّر زلزال رأس السنة المباني الخشبية في كل أنحاء شبه جزيرة نوتو اليابانية، لكن بفضل الهندسة المعمارية الذكية التي يعود تاريخها إلى عقود، صمدت قرية صيد صغيرة في وجه الكارثة.

تخلخلت بعض الأسقف لكن لم ينهر أي من مباني أكاساكي التي يبلغ عددها حوالى 100، عندما ضرب زلزال قوته 7,5 درجات اليابان وكان مركزه على مسافة كيلومترات فقط منها.

بعد الزلزال، قاد ماساكي ساتو سيارته مسافة 300 كيلومتر من منزله في طوكيو إلى أكاساكي لتفقد المنزل الذي يملكه منذ 2017 وبُني قبل 85 عاماً ويديره كمنزل ضيافة صيفي.

وقال الرجل البالغ 43 عاماً لوكالة فرانس برس: "يقع المنزل على مساحة ضيقة جداً من الأرض ويضم المبنى غرفاً صغيرة مع أعمدة عدة"، ما يجعله أكثر متانة.

كيف صمدت منازل أكاساكي في زلزال اليابان؟

للصمود أمام الأمطار الغزيرة والثلوج ورياح المحيط التي تضرب سواحل بحر اليابان، لا يوجد في منزل ساتو وفي معظم المنازل الأخرى في أكاساكي سوى عدد قليل من النوافذ الزجاجية.

أما جدرانها الخارجية فمصنوعة من ألواح خشب متينة موضوعة بشكل أفقي. وتدعم الهيكل عوارض سميكة تتقاطع مع السقف.

ولم يقع أي ضحية في هذه القرية المتماسكة. وحتى أمواج التسونامي الناجمة عن الزلزال لم تصل إلى المنازل، إذ إنها مبنية على أرض مرتفعة قليلاً بأعمدة إسمنتية تحميها من البحر.

في منزل ساتو، تحطّمت أطباق سيراميك وسقطت أجهزة إلكترونية وانكسر باب خشب ركّب حديثاً، ما أدى إلى تناثر حطام على الأرض... وكانت هذه الأضرار الوحيدة.

وقال ساتو: "شعرت بارتياح كبير لأن القرية ما زالت قائمة... أعتقد أن الفضل في ذلك يعود إلى تصميم المنازل".

بدوره، قال الصياد سييا شيناغاوا (78 عاماً)، وهو أحد سكان القرية، إن الحال كانت نفسها في كل أنحاء القرية حيث "تصميم المنازل هو نفسه تقريباً".

وأضاف: "تقليدياً، تتكوّن من سقيفة تواجه الساحل، وتحمي من الرياح، وخلفها منزل رئيسي ضيق".

وأشار شيناغاوا إلى أن هذا التصميم يعود إلى الأيام التي كان فيها كل صياد يطلق قاربه من سقيفته مباشرة إلى البحر.

لكن عندما اندلع حريق دمّر جزءاً كبيراً من القرية أواخر الثلاثينيات، أعاد السكّان بناء المنازل بتصميم موحد وأكثر متانة.

(فرانس برس)

المساهمون