روسيا: ممرضة تعنّف طفلة مريضة وتثير سخطاً واسعاً إثر تكرار الاعتداءات

18 نوفمبر 2020
الممرضة خلال تعنيفها الطفلة المريضة وجرّها من شعرها (يوتيوب)
+ الخط -

أثارت حادثة اعتداء على طفلة صغيرة من قبل إحدى ممرضات مستشفى في مدينة نوفوسيبيرسك في سيبيريا (شرقي روسيا) سخط الرأي العام الروسي، وأعادت إلى الواجهة حوادث سابقة مماثلة تعرض لها أطفال من بينهم رضع، من قبل أشخاص يفترض بهم رعاية وحماية هؤلاء الأطفال. ولم يزد العقاب في الحالات السابقة عن الطرد من العمل أو غرامة مالية صغيرة.

بدأت القصة يوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، حين نشرت سيدة، وُجِدت في المستشفى مع أطفالها، تسجيل فيديو يوثق اعتداء ممرضة في قسم أمراض السل على طفلة لا يزيد عمرها عن أربع سنين، وجرها من شعرها وإلقاءها على السرير بعد لطمها على وجهها.

وقالت المرأة التي نشرت الفيديو على شبكة التواصل الاجتماعي الروسية "فيكونتاكتي" إنها تمكث في منشأة طبية لإجراء فحوص مع أطفالها، في حين أن الأطفال غير المرافقين من قبل آبائهم أو أمهاتهم، يرقدون خلف الجدار في الجناح المجاور، موضحةً أنها استيقظت ذات يوم على ضوضاء عالية وقررت التحقق مما حدث. وذكرت أن "طفلة مريضة كانت تركض، والممرضة التي تظهر في الفيديو تلتقط الطفلة من شعرها وصفعتها على وجهها"، مشيرةً إلى أنها "في البداية اعتقدت أنني ربما كنت مخطئة. إذ كانت الممرضة لطيفة ومبتسمة دائمًا، واستقبلتنا برحابة صدر حين وصلنا إلى المستشفى".

وبعد هذه الحادثة، أخفت السيدة السيبيرية كاميرا في جناح الأطفال خلال ساعات النوم، وبعد مرور بعض الوقت بدأت تشاهد ما سجلته الكاميرا، لتكتشف أن "نفس الممرضة تجر الطفلة من شعرها وتلقيها في الفراش".

وبعد نشر المرأة تسجيل الفيديو في الإنترنت، تناقلت وسائل الإعلام والناشطون التسجيل، لينتشر كالنار في الهشيم، ويثير ضجة إعلامية واجتماعية واسعة، ومطالبات بإيقاع عقاب جنائي بالممرضة "عديمة الرحمة"، مع التذكير بحوادث كثيرة سابقة من هذا النوع وقعت وتم توثيقها، إلا أن العقاب لم يتجاوز غرامة مالية بسيطة يدفعها الجناة.

وتحت ضغط الرأي العام المستنكر للواقعة، شرعت السلطات المحلية في فحص مقطع الفيديو المنشور على الشبكات الاجتماعية، وذكرت أنه ستتعين على المحققين معرفة جميع ملابسات الحادث، واستنادًا إلى نتائج التدقيق، سيتم تبني قرار إجرائي، وفق ما أعلنته أناستاسيا كوليشوفا، كبيرة مساعدي رئيس قسم التحقيق في لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الروسي لمنطقة نوفوسيبيرسك للتفاعل مع وسائل الإعلام.

وفي وقت لاحق، تم فتح قضية جنائية ضد الممرضة بموجب المادة 156 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي (عدم الالتزام أو تنفيذ غير لائق للواجبات من قبل موظف في منظمة طبية مكلف بالإشراف على قاصر إذا اقترن هذا الفعل بمعاملة قاسية). والعقوبات بموجب هذه المادة هي غرامة تصل إلى 100 ألف روبل أو السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. وقالت وزارة الصحة الإقليمية، إن الممرضة أوقفت عن العمل، ويجري إعداد أمر بفصلها. 

ولم تقتصر الفضائح على الممرضة ذاتها، إذ تم الكشف عن فيديو جديد لممرضة أخرى في نفس المستشفى، متهمة بإساءة معاملة الأطفال المرضى، واتضح أن ممرضة أخرى ضربت مريضاً صغيراً. ومرة أخرى، تم الكشف عن قسوة الممرضة بفضل نفس الأم من الجناح المجاور.

وكشفت ناديجدا بولتينكو، محققة شكاوى الأطفال في مدينة نوفوسيبيرسك، عن محتويات المذكرة التوضيحية من الممرضة في مستشفى أمراض السل، حول سوء معاملة الأطفال. وقال بولتينكو: "في مذكرتها التفسيرية إلى كبير الأطباء، كتبت أنها أمسكت الفتاة من شعرها، بزعم أن الطفل انزلق، وأن الممرضة أرادت إنقاذها من السقوط"، وأضافت: "نفهم جميعًا أنه يمكن إمساك الطفل من يده وعدم إلقائه على السرير من الشعر".

القضية الجنائية المرفوعة ضد الممرضة في مستشفى السل قد تضاف إليها تهم جديدة بعد أن نشر موقع "كومسومولسكايا برافدا" صوراً من شبكات التواصل الاجتماعي للمشتبه بها وزوجها، مع أطفالهما وهم مكبلون بأصفاد ويشاركونهم شرب البيرة.

وهذه ليست الحادثة الأولى من نوعها في المدينة، إذ وقعت فضيحة مماثلة في إبريل 2018 في مستشفى الأطفال السريري رقم 4 في نوفوسيبيرسك. وصورت والدة أحد المرضى قيام الممرضة برفع طفل رضيع وإلقائه على السرير، ثم جره حول السرير، من يد واحدة. وأثارت الحادثة حينها احتجاجا شعبيا كبيرا . فُصلت على أثرها الممرضة مع غرامة قدرها 15 ألف روبل بقرار من المحكمة. 

المساهمون