روسيا توسع هجماتها الإلكترونية خارج أوكرانيا

13 يناير 2023
توقعات بارتفاع عدد الهجمات الإلكترونية هذا العام (بيل أكسفورد/Getty)
+ الخط -

سبعة مصارف دنماركية تعرضت لهجمات إلكترونية شلّت عملها وعطلت مواقعها الإلكترونية الإثنين والثلاثاء الماضيين، في إطار ما يطلق عليها خبراء ومسؤولون الحرب السيبرانية الروسية ضد الغرب منذ العام الماضي.

الأصابع التي توجه الاتهامات إلى روسيا تستند، وفقاً لخبير الأمن السيبراني الدنماركي يان كاستروب، إلى نشاط مجموعة "كيلنِت" Killnet التي تعمل برعاية موسكو منذ بدء غزو أوكرانيا، في فبراير/شباط الماضي.

ذكر كاستروب لقناة دي آر الدنماركية، الأربعاء، أن المجموعة نفسها أقرّت، عبر حسابها في "تيلغرام"، بمسؤوليتها عن استهداف المصارف. وفي تقدير بعض الغربيين الذين يتوقعون ارتفاعاً في الهجمات الإلكترونية هذا العام، فإن "كيلنِت" هدفها دعم روسيا "ومهاجمة أي شخص أو دولة تنتقد سياساتها".

من هي مجموعة "كيلنِت"؟ بدأ اسم المجموعة بالظهور منذ فبراير الماضي، حين شنت من خلال "مجموعات تطوعية" تدعم روسيا هجمات من نوع "دي دي أو إس" ضد منظمات مختلفة في أوكرانيا وتلك التي تدعمها. وفقاً لرئيس الأمن المعلوماتي في أكبر مصارف الدنمارك "دانسكا بنك"، لانس ماكغراث، فإن المجموعة التي كانت تضم بداية مراهقين باتت اليوم "مجموعة وطنية لأجل روسيا"، كما يفترض متابعو أنشطتها. ومنذ ذلك الحين، توالت الهجمات التي استهدفت دولاً عدة في أوروبا وأميركا الشمالية، فمنذ منتصف يونيو/حزيران الماضي، استهدفت قطاعات مختلفة للسلطات النرويجية وبنوكها. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تأثرت شركات ومطارات أميركية بمثل تلك الهجمات، كما شهد ديسمبر/كانون الأول الماضي استهدافاً لموقع وزارة الدفاع الدنماركية.

يرى خبراء الحروب الهجينة أن ما يجري "مؤشر على أن الحرب الإلكترونية ضد الدنمارك وغيرها قد اتخذت خطوة أخرى إلى أعلى سلم التصعيد". حاولت المجموعة استهداف مهرجان الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) في مايو/أيار الماضي، بحسب ما كشفت الشرطة الإيطالية حينها، باعتباره "يعكس الثقافة الغربية المثلية المنحرفة" كما أشار تقرير لـ"دي آر"، إذ رأت المجموعة في استهداف المهرجان فرصة من أجل جذب معارضي المثليين الغربيين إلى صفوفها.

حتى وإن لم يكن لهذه الهجمات التأثير المدمر نفسه لمجموعات القراصنة الروسية الأخرى الأكثر تعقيداً وقدرة على الاختراق وبث الأخبار المضللة والزائفة وشل حركة مؤسسات كبيرة كشبكات السكك الحديدية والكهربائية، فإن الخبراء لا يقللون من ضررها.

في تصريحات لأستاذ الأمن السيبراني في كلية سي بي إس للأعمال في كوبنهاغن، يان ليمنتزر، أشار إلى أن هذا النوع من الهجمات يخلق فوضى وبلبلة، وذكر أن استهداف شركة لوكهيد مارتن الأميركية يشير بوضوح إلى توسع قدرات هؤلاء القراصنة. استهدفت الشركة بسبب تصنيعها أنظمة صواريخ "هايمارس" التي زودت بها أوكرانيا وأحدثت خسائر كبيرة في صفوف الروس.

وحين استعرت الحرب في أوكرانيا، انخرط غربيون كثيرون في دعم الأوكرانيين بهجمات مماثلة ضد الروس، وعززوا تقنيات الجيش الأوكراني بمساعدات كثيرة من خلال اختراقات إلكترونية كثيرة. واستخدم الأوكرانيون أيضاً الوسائل ذاتها لجعل المدنيين الروس يشعرون بأنهم في حالة حرب وليس في خضم "عملية عسكرية خاصة"، كما يسميها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من خلال استهداف وسائل الإعلام والمصارف وغيرها لبث ما يجري في أوكرانيا.

بيد إن ما يميز مجموعة "كيلنِت" الروسية أنها "باتت تحت رعاية جهاز الاستخبارات الروسية إف إس بي"، الذي يجند "صغار المجرمين من القراصنة لاستخدامهم في عمليات التسلل الإلكتروني"، على ما أشار ليمنتزر، رغم اعترافه أنه لا يوجد "ربط رسمي" مباشر بالدولة الروسية، وإن جرت اعتقالات في أوكرانيا نفسها لقراصنة متسللين اعترفوا بتجنيدهم من قبل الاستخبارات الروسية.

المساهمون