استمع إلى الملخص
اظهر الملخص
- أداء قوي لعمالقة التكنولوجيا: أظهرت نتائج الربع الثالث أداءً قويًا لشركات مثل "ميتا"، "مايكروسوفت"، و"غوغل"، حيث تجاوزت الإيرادات والأرباح توقعات المحللين بفضل الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
- استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والسحابة: تستثمر "ميتا"، "مايكروسوفت"، و"غوغل" بشكل كبير في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والسحابة، مع إنفاق "مايكروسوفت" 20 مليار دولار في هذا الربع.
- تحديات وتوقعات مستقبلية: تواجه الشركات تحديات قانونية ومنافسة متزايدة، مثل دعاوى احتكار ضد "غوغل"، لكن تتوقع عوائد قوية على استثماراتها في الذكاء الاصطناعي مستقبلاً.
- استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والسحابة: تستثمر "ميتا"، "مايكروسوفت"، و"غوغل" بشكل كبير في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والسحابة، مع إنفاق "مايكروسوفت" 20 مليار دولار في هذا الربع.
- تحديات وتوقعات مستقبلية: تواجه الشركات تحديات قانونية ومنافسة متزايدة، مثل دعاوى احتكار ضد "غوغل"، لكن تتوقع عوائد قوية على استثماراتها في الذكاء الاصطناعي مستقبلاً.
كشفت الإيرادات والأرباح التي أعلن عمالقة التكنولوجيا تسجيلها في الربع الثالث من السنة أن رهانهم على قطاع الذكاء الاصطناعي الذي احتدمت المنافسة فيه منذ إطلاق شركة أوبن إيه آي برنامجها "تشات جي بي تي" يؤتي ثماره، إذ فاقت النتائج الفصلية توقعات المحللين والمستثمرين. لكن ذلك لم يقض تماماً على المخاوف بشأن الاستثمار في هذا القطاع، إذ إن تكاليفه باهظة.
"ميتا" تربح لكن المخاوف قائمة
سجلت "ميتا"، التي تضم "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، إيرادات وأرباحاً في الربع الثالث من السنة فاقت مرة جديدة توقعات السوق، لكن مخاوف المستثمرين لا تزال قائمة بشأن إنفاقها الضخم على الذكاء الاصطناعي. وحققت الشركة الثانية عالمياً في مجال الإعلانات عبر الإنترنت عائدات بـ40.59 مليار دولار، بزيادة 19% على أساس سنوي، حصلت منها على أرباح بقيمة 15.69 ملياراً (+35%)، أي أكثر من ملياري دولار مما توقعه المحللون.
وأشاد رئيس "ميتا" مارك زوكربيرغ، خلال مكالمة مع المحللين، بـ"ربع جيد" أصبحت "الرؤية طويلة الأمد للذكاء الاصطناعي" خلاله مركز اهتمام. وبدأت "ميتا" تستخدم هذه التكنولوجيا على نطاق واسع للتوصية بالمحتوى وتوجيه الإعلانات لمليارات المستخدمين (3.29 مليارات في سبتمبر/ أيلول)، و"هذا هو أحد أسباب الزيادة في حجم مبيعاتها"، وفق ديبرا وليامسون، من "سوناتا إنسايتس".
وبحسب زوكربيرغ، استخدم أكثر من مليون معلن أدوات إنشاء محتوى مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال الشهر الماضي. وبسبب خوارزميات التوصية، زاد الوقت الذي يستغرقه المستخدمون في تصفّح تطبيقاتها (+8% على فيسبوك، و+6% على إنستغرام هذا العام). ولاحظت ديبرا ويليامسون أن "نمو إيرادات ميتا القوي في هذا الربع سيساعد في درء المخاوف بشأن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي".
وقد أجبر نشر الأدوات المماثلة لبرنامج "تشات جي بي تي"، والتي تتيح إنشاء محتوى بناء على طلب بسيط باللغة اليومية، عمالقة التكنولوجيا على الإنفاق، إذ تتطلب التكنولوجيا بنى تحتية باهظة الكلفة وقدراً كبيراً من الطاقة ومجموعات واسعة من المهندسين المؤهلين تأهيلاً عالياً. ورفعت "ميتا" مرة جديدة، الأربعاء، توقعاتها للاستثمار الرأسمالي، فبالنسبة إلى العام 2024 وحده توقعت هامشاً يراوح بين 38 و40 مليار دولار (مقارنة بما بين 37 و40 ملياراً في السابق).
ولن تتباطأ الوتيرة سنة 2025. وشدد زوكربيرغ على ضرورة الاستثمار "أكثر" في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لأعمال الشركة (الإعلانات والمشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي)، مع توقع "عوائد قوية على الاستثمارات في السنوات المقبلة". وأضاف: "لا تزال استثماراتنا في الذكاء الاصطناعي تتطلب بنية تحتية كبيرة"، مشيراً إلى كلفتها، وأوضح أن ميزانية 2025 لم تُحدَّد بعد.
وقالت جاسمن إنبرغ، من "إي ماركتر"، عبر وكالة فرانس برس، إنّ "المستثمرين توقّعوا مزيداً من الوضوح". وأضافت: "لقد شعروا بخيبة أمل نوعا ما بسبب الزيادة في التكاليف"، وأدركوا أن الاستثمارات ستستغرق "وقتاً أطول" لتؤتي ثمارها.
لمحاولة تصدّر السباق في المساعدين المزوّدين بالذكاء الاصطناعي، تعتمد "ميتا" على المحادثات مع مستخدمي تطبيقاتها بفضل النسخة الجديدة التي طُرحت في إبريل/ نيسان من "ميتا ايه آي"، وهو مساعدها الذي يجيب عن أسئلة المستخدمين على غرار "تشات جي بي تي". ولفت زوكربيرغ، الأربعاء، إلى أنّ هذا البرنامج يستخدمه أكثر من 500 مليون شخص نشط شهرياً. واكتسبت "ميتا إيه آي" شهرة على منصات المجموعة بفضل "لاما 3"، وهو أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي لدى "ميتا"، والذي يمكن مقارنته بـ"تشات جي بي تي 4" (أوبن إيه آي) و"جيميناي" (غوغل). وأوضح زوكربيرغ أنّ تطوير لاما 4 "متقدم بشكل جيد"، وتوقع أن تكون الإصدارات "الأخف" من هذا النموذج متاحة "في أوائل العام المقبل".
تراهن "ميتا" أيضاً على تطوير النظارات المتصلة، لا سيما بفضل الشراكة مع "إسيلور لوكسوتيكا"، مالكة ماركة "راي بان". وبحسب المحللين، يفترض أن تشهد مبيعات أحدث نظارات "راي بان" المتصلة من "ميتا" ارتفاعاً خلال فترة أعياد نهاية السنة. وتتوقع المجموعة مبيعات تراوح بين 45 و48 مليار دولار في الربع الرابع. وفي سبتمبر، عرضت المجموعة نموذجاً أولياً من نظارة "أوريون" المزودة بكاميرا وسماعات ومساعد قائم على الذكاء الاصطناعي يتم التحكم به بالصوت وأجهزة عرض صغيرة، بعرض مقاطع الفيديو أو حتى الأشخاص على شكل صور ثلاثية الأبعاد.
نتائج "مايكروسوفت" تفوق التوقعات بفضل الذكاء الاصطناعي والسحابة
نتائج "مايكروسوفت" للربع السنوي فاقت توقعات السوق، ويعود الفضل في ذلك مجدداً إلى الحوسبة من بعد السحابة والإقبال على الذكاء الاصطناعي، لكن البعض يشعر بالقلق من كلفة تطوير هذه الخدمات. وبعدما ارتفع سعر سهم "مايكروسوفت" في البداية، عاد ليتراجع، ففي التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة وول ستريت، انخفض بأكثر من 4%. وبلغ صافي الربح للربع المالي للشركة 24.7 مليار دولار، مسجلاً زيادة بـ11% على أساس سنوي، بحسب بيان للشركة. ووصل سعر سهم الشركة إلى 3.30 دولارات، وهو أفضل من 3.10 دولارات التي توقعها المحللون، بحسب إجماع توصلت إليه "فاكت سيت".
وكما هي الحال في الأرباع السابقة، كانت نتائج المجموعة مدفوعة بـ"السحابة"، أي خدمات الحوسبة من بعد التي تقدمها لزبائنها، وخصوصاً الشركات التي تلجأ إلى هذه الخدمة لتخزين وإدارة بيانات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها. وارتفعت إيرادات السحابة بنسبة 22% على أساس سنوي، في وتيرة أسرع مما كانت عليه في الربع السابق (+21%). وسجلت منصة "أزور" التي يستخدمها زبائن "السحابة" زيادة في النمو (+33%)، أعلى مما سُجّل بين إبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران. وفي الإجمال، ارتفعت إيرادات "مايكروسوفت" بنسبة 16% لتصل إلى 65.6 مليار دولار.
وأشار المحلل في شركة هارغريفز لانسداون مات بريتزمان إلى زيادة بـ12%، وهي نسبة أتت أعلى من التوقعات في قسم الإنتاجية والأدوات المهنية الذي تدمج خدمات الذكاء الاصطناعي في عروضها. ورأى بريتزمان أنّ هذا "يدعم الفرضية القائلة إن مشغلي السحابة الكبار في وضع جيد للاستفادة من الطلب على الذكاء الاصطناعي". ونقل بيان الشركة عن رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا قوله "إننا نكتسب زبائن جدداً نساعدهم في استخدام منصاتنا وأدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا لتحقيق نمو وهوامش تشغيل".
اكتسبت المجموعة خلال هذا الفصل من السنة مليوني زبون أُضيفوا إلى مجموعة المشتركين في برامج "مايكروسوفت 365" الخاصة بها، والتي يبلغ إجمالي مستخدميها راهناً 84.4 مليوناً. وركّزت الشركة قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي في المساعد الافتراضي "كوبايلوت"، الذي يتيح لمستخدمي "مايكروسوفت 365" المشتركين في هذه الخدمة إنجاز مهام معينة بسرعة أكبر.
ونمو الأرباح بوتيرة أقل من حجم المبيعات يرجع إلى الوتيرة المحمومة في معدل زيادة التكاليف (+23%). وبررت "مايكروسوفت" ذلك بتأثير الاستحواذ على الشركة الناشرة لألعاب الفيديو أكتيفيجن، ضمن صفقة تمت قبل عام، وكذلك بالاستثمارات في "السحابة". وفي هذا الربع وحده، أنفقت شركة تكنولوجيا المعلومات العملاقة 20 مليار دولار على "السحابة" والذكاء الاصطناعي، وأشارت إلى أن هامش الربح الإجمالي لها في القسمين بما فيهما "السحابة" انخفض قليلاً بسبب نشر قدرات جديدة للذكاء الاصطناعي. وقال المحلل في شركة إ ماركتر جيريمي غولدمان، في مذكرة، إنّ المجموعة "تنفق الأموال لبناء بنيتها التحتية" المخصصة للحوسبة من بعد، "لكن العائد على الاستثمار يبدو وكأنه وعد أكثر من كونه حقيقة".
نتائج قوية لـ"غوغل"
أعلنت "ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، الثلاثاء عن نتائج قوية للربع الثالث، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 15% على أساس سنوي إلى 88,3 مليار دولار، مدعومة بالأداء القوي من أنشطتها الإعلانية والنمو في الخدمات السحابية. فقد ارتفع صافي دخل شركة التكنولوجيا العملاقة بنسبة 34% إلى 26,3 مليار دولار، فيما ارتفعت الأرباح لكل سهم بنسبة 37% إلى 2,12 دولار. وتوسعت هوامش التشغيل بشكل كبير، إذ ارتفعت بنسبة 4,5 نقاط مئوية إلى 32%، مما يعكس تحسن كفاءة التكلفة في واحدة من أكبر شركات العالم.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة ساندر بيتشاي "إن التزامنا بالابتكار، فضلاً عن تركيزنا واستثمارنا على المدى الطويل في الذكاء الاصطناعي، يؤتي ثماره مع استفادة المستهلكين والشركاء من أدوات الذكاء الاصطناعي لدينا". وأظهرت النتائج أن "غوغل" تحافظ على مكانتها الرائدة على الرغم من القلق من تأخر المجموعة المشغلة لأبرز محركات البحث الإلكترونية في سباق الذكاء الاصطناعي.
تواجه "غوغل" أيضاً ضغوطاً متزايدة، إذ تواجه منافسة متزايدة في قطاع الإعلانات مع مجموعة واسعة من المنصات، بما في ذلك "ميتا" و"أمازون" و"آبل" و"تيك توك"، وحتى منصات البث التدفقي مثل "نتفليكس". لكن المحللة الرئيسية في "إي ماركتر" إيفلين ميتشل وولف قالت إن "غوغل" أثبتت أن دفاعها "محكم، وأنها تتجه إلى موسم أعياد نهاية العام في وضع جيد للفوز بميزانيات الإعلانات".
كما أجابت الشركة عن أسئلة حول ما إذا كان محرك البحث الخاص بها سيصمد في وجه الشعبية المتزايدة لروبوتات الدردشة المولدة للذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي". رداً على هذه الضغوط، أعادت "غوغل" في وقت سابق من هذا الشهر ترتيب هيكلية العمل في محرك البحث التابع لها، واستبدلت رئيس القسم بعد مهمة استمرت أربع سنوات. كما نقلت الشركة فريق روبوت الدردشة "جيميناي" الخاص بها إلى قسم "غوغل ديبمايند"، ما أدى إلى فصله عن مجموعة البحث. قال بيتشاي إن خاصية "إيه آي أوفرفيوز" التي تعرض لمحة موجزة من المعلومات في أعلى صفحة النتائج على محرك البحث أثبتت نجاحها، وباتت متاحة لمليار مستخدم في أكثر من 100 دولة. وأضاف بيتشاي للمحللين: "نحن بالتأكيد نوسع ما هو ممكن في البحث، وكان من المشجع حقاً أن نرى المستخدمين يتكيفون مع ذلك".
وحققت خدمة الحوسبة السحابية "غوغل كلاود" أداء لافتاً في الفترة من يونيو إلى سبتمبر، إذ قفزت الإيرادات بنسبة 35% إلى 11,4 مليار دولار، مدفوعة بزيادة اعتماد الحلول والبنى التحتية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. توفر هذه الخدمة، التي لا تزال متأخرة عن منافستيها التابعتين لمجموعتي أمازون ومايكروسوفت، للشركات قوة في الحوسبة وتخزين البيانات وأدوات للذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت.
نمت خدمات "غوغل" الأساسية، والتي تشمل محرك البحث ومنصة يوتيوب ومنتجات إعلانية أخرى، بنسبة 13% إلى 76,5 مليار دولار. حققت منصة يوتيوب إنجازاً مهماً، إذ تجاوز إجمالي إيرادات الإعلانات والاشتراكات 50 مليار دولار على مدار الأرباع الأربعة الماضية لأول مرة. بعد نشر هذه النتائج، ارتفع سعر سهم غوغل بنسبة 5% في تداولات ما بعد ساعات العمل.
على الرغم من الأرباح القوية، تواجه "غوغل" تحديات قانونية كبيرة، على الأقل في الأمد البعيد. في أغسطس/آب، وجد قاضٍ فيدرالي أن "غوغل" تمارس احتكاراً غير قانوني من خلال محرك البحث التابع لها، فيما أشارت الحكومة الأميركية إلى أن تفكيك الشركة العملاقة قد يكون خياراً مناسباً. كذلك تواجه "غوغل" دعوى قضائية منفصلة لمكافحة الاحتكار، ما يهدد هيمنتها على قطاع الإعلان عبر الإنترنت. إلى ذلك، تلقت "غوغل" أمراً قضائياً بفتح الهواتف الذكية التي تعمل بنظامها التشغيلي أندرويد لمتاجر التطبيقات المنافسة، في أعقاب قضية رفعتها شركة إيبيك غايمز المطورة للعبة الفيديو فورتنايت، إلا أن هذا القرار معلق حالياً في انتظار الاستئناف. في حين من المتوقع أن تستغرق هذه المعارك القانونية سنوات لحلها، تثار تساؤلات تشكك باستراتيجية الشركة طويلة الأمد واعتمادها الكبير على عائدات إعلانات محرك البحث.
(فرانس برس، العربي الجديد)