رسائل مسرّبة تكشف عدوانية "نيويورك تايمز" ضد نقابات عمّالها

02 فبراير 2022
حاولت الصحيفة ثني الموظفين عن الانضمام لنقابات بأكثر من طريقة (أنجيلا ويس/فرانس برس)
+ الخط -

تكشف وثائق داخلية ورسائل عبر برنامج "سلاك" حصلت عليها صحيفة "ذا غارديان"، نشرت أمس الثلاثاء، أنّ كبار المديرين التنفيذيين في صحيفة "نيويورك تايمز" يضغطون على العمال بشدة للتصويت بـ"لا" في انتخابات نقابية لأكثر من 600 موظف تقني. وإذا نجح العمال في تشكيل الاتحاد النقابي، فإنّهم سيشكلون أكبر وحدة تفاوض لعمال التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

وكتبت الرئيسة التنفيذية لشركة "نيويورك تايمز"، ميريديث كوبيت ليفين، مذكرة في 19 يناير/كانون الثاني تم توزيعها على الموظفين بعنوان "لماذا لا يناسبنا اتحاد التكنولوجيا" بشأن انتخاب نقابة عمال التكنولوجيا في XFun، المجموعة داخل "نيويورك تايمز" المسؤولة عن عمليات تطوير المنتجات. وقالت "باختصار، لا نعتقد أن تكوين النقابات في XFun هو الخطوة الصحيحة. لكن هذا ليس لأنني مناهض للنقابات".

في المذكرة، استشهدت كوبيت ليفين بأصل مجموعة XFun ونموها، وعزت أي انفصال قد يشعر به العمال، للعمل بعيدًا أثناء الوباء. كما استشهدت باتحاد Wirecutter كعلامة تحذير للانضمام إلى النقابات.

خرج العمال في Wirecutter، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في احتجاج، داعين الجمهور إلى مقاطعة النشر، احتجاجًا على ممارسات العمل غير العادلة، ومشيرين إلى أن "نيويورك تايمز" كانت تساومهم بسوء نية. بعد وقت قصير من الاحتجاج، تم التوصل إلى اتفاق بين النقابة وإدارة التايمز.

وشددت كوبيت ليفين على العلاقة بين الإدارة والعاملين، زاعمةً أنّها ستتعطل بسبب النقابة، وأن أهداف التنوع والإنصاف والشمول في "نيويورك تايمز" ستتعطل، أيضًا بسبب النقابة. وكتب كوبيت ليفين: "هذه تجربة غير مثبتة لها عواقب دائمة".

وفي رسائل على "سلاك"، نشرت كبيرة مسؤولي المنتجات في "نيويورك تايمز" ألكسندرا هارديمان، ومسؤولة النمو هانا يانغ، رسائل تحث العمال على التصويت بـ"لا" في انتخابات النقابة.

وكتبت هاردمان: "النقابة ليست رصاصة فضية"، وحثت العمال على التصويت بـ"لا"، معتبرةً أنّ النقابة "ستضيف طبقة أخرى إلى عملياتنا، نعتقد أنها ستجعل من الصعب العمل، والتحقيق، معاً".

وجادلت يانغ بأن النقابة "ستضعف" صوت الفرق الأصغر داخل مجموعة العمال. وقالت: "إذا كانت لديك أية مخاوف بشأن كيفية تمثيل صوتك في المفاوضات، فنحن نحثك على التصويت بلا للنقابة".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وقالت نشرة وزعتها "نيويورك تايمز" على العمال: "نشجعكم على التصويت بلا"، معدّدةً ثلاثة أسباب: "إضعاف العلاقات بين الموظفين والمديرين" و"عمليات التفاوض المطولة والاتفاقيات متعددة السنوات غير المرنة" و"تقليل مرونة تعلم مهارات جديدة".

أغرقت رسائل الإدارة على "سلاك" بالرموز التعبيريّة السلبية. إذ يُمكن لعدد قليل من العاملين فقط النشر في قنوات "سلاك" على مستوى الموظفين، لذلك غالبًا ما تكون الرموز التعبيرية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لمعظم العمال من خلالها الرد على المنشورات.

أرسلت بطاقات الاقتراع الخاصة بالانتخابات عبر البريد في 24 يناير/كانون الثاني، ومن المقرر إجراؤها في 28 فبراير/شباط، على أن يتم احتساب عدد الأصوات في 7 مارس/آذار.

ورفض المجلس الوطني للعلاقات العمالية محاولة "نيويورك تايمز" وقف الانتخابات. كانت الشركة قد رفضت في السابق الاعتراف طواعية بالنقابة وبدأت على الفور في عقد اجتماعات مناهضة للنقابة مع العمال.

وكانت نقابة "نيوز غيلد" في "نيويورك تايمز" قد قدمت شكوى تتهم الصحيفة بانتهاك قانون العمل الفيدرالي، من خلال إضافة أيام إجازة مدفوعة الأجر إلى تقويم عطلة الشركة للموظفين غير النقابيين فقط، ما يُنظر إليه على أنه تكتيك لثني العمال من التصويت للنقابة. وتقوم النقابة بجمع التوقيعات كجزء من عريضة عامة تطالب "نيويورك تايمز" بوقف خرق النقابات.

رداً على ذلك، كتب متحدث باسم "نيويورك تايمز" في رسالة بريد إلكتروني إلى "ذا غارديان": "تتمتع شركة "ذا تايمز: بتاريخ طويل من العلاقات المثمرة مع نقاباتنا. ومع ذلك، لا نعتقد أن الاتحاد سيكون الأفضل للأفراد أو الفرق في وحدة التكنولوجيا والمنتجات الرقمية المقترحة، بل يمكن أن يخنق الابتكار والتعاون. أيضًا، سيكون الاتحاد بين العاملين في المجال التكنولوجي والرقمي تجربة غير مثبتة لها آثار دائمة".

المساهمون