رحيل فنان الثورة التونسية ياسر جرادي

12 اغسطس 2024
شارك الراحل في العديد من الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية والنقابة الوطنية للصحافيين الفنان ياسر جرادي، الذي توفي عن 48 عاماً، ووصفته بأنه فنان "متعدّد التجارب" جمع بين التشكيل والموسيقى والكلمات.
- أسس جرادي فرقة "ديما ديما" الموسيقية عام 2005، وغنى للمهمشين والطبقة الكادحة والوطن، وترك أثراً طيباً في كل شبر من تونس.
- كان جرادي نصيراً للقضايا العادلة، خاصة القضية الفلسطينية، وشارك في العديد من المهرجانات المحلية، معبراً عن رغبته بالغناء في فلسطين.

نعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية والنقابة الوطنية للصحافيين ومسرح التياترو واتحاد الفنانين التشكيليين وعدد من الجمعيات الفنية، الاثنين، الفنان ياسر جرادي الذي توفي بشكل مباغت عن 48 عاماً.

ووصفت وزارة الشؤون الثقافية الراحل بأنّه فنان "متعدّد التجارب"، نجح في "الجمع بين التشكيل والموسيقى والكلمات، كما اشتغل على الحرف العربي برؤى جمالية معاصرة، وهو أيضاً المسرحي والموسيقي الذي ترجمت ألحانه وكلماته نبض الجماهير، فغنى لتونس وأبنائها"، خاصة خلال الثورة التونسية.

بدورها، عبّرت نقابة الصحافيين عن حزنها لرحيل ياسر جرادي الذي وصفته بأنه "فنان الثورة"، وذكرت بتأسيسه فرقة "ديما ديما" الموسيقية عام 2005، التي خصّصت الكثير من أغانيها "للمهمشين والطبقة الكادحة والوطن"، مثل "شبيك نسيتيني" و"نرجعلك ديما" و"ما تخافيش" و"ستنيتك". أضافت: "كان الراحل ياسر جرادي روحاً نابضة بالحياة والإبداع، تجده يجوب تونس من شمالها إلى جنوبها حاملاً آلته الموسيقية معه ويصدح بصوته لكلّ الناس دون استثناء وغالباً دون مقابل في عروضه الفنية".

وتابعت النقابة في بيانها: "غنى جرادي للشهيد شكري بلعيد، غنى للثورة، غنى للفقراء، غنى للطبقة الكادحة، غنى للمهمشين... ترك الفقيد أثراً طيّباً في كلّ شبر من تونس، وسيبقى حيا في قلوب كلّ من عرفه". كما ذكّرت بدعم الراحل الدائم حريةَ الصحافة ومساندته الصحافيين.

ونعى عدد من الفنانين والمؤسسات الثقافية والأحزاب السياسية الراحل الذي يعتبر واحداً من أبرز الفنانين الذين غنوا للثورة التونسية سنة 2011، منذ انطلاقتها في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 وحتى تتويجها بسقوط نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011.

وقال السياسي هشام العجبوني: "ياسر جرادي كان فنّان الثورة وفنّان الشعب، غنّى تقريباً في كل مناطق البلاد ودور شبابها، ولم تكن تعنيه المادّة بقدر ما يعنيه إيصال فنّه إلى المناطق المهمّشة والنائية وللناس التي تعاني، وكان نصيراً لكل القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

نجوم وفن
التحديثات الحية

بدوره، كتب السياسي والناشط المجتمعي أيوب عمارة: "كنت وستبقى صوت المقهورين والعاشقين، الحالمين الهاربين والعالقين في محبة البلاد، أنت لم تمتهن الفن يوماً بل كنت بالفن تقاوم وتكتب للإنسان ألحان الحياة".

وكان ياسر جرادي قد أعلن، قبل يومين،على "فيسبوك"، تأجيله حفلاً كان يُفترض أن يحييه في مدينة جمال التونسية في 14 أغسطس/ آب الحالي، بسبب وعكة صحية وصفها بالخفيفة. وسبق لجرادي أن شارك في عدد من المهرجانات المحلية هذا الصيف، ومنها إحيائه سهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني نهاية يونيو/ حزيران الماضي، ضمن الدورة الـ48 لمهرجان دقة الدولي، بمشاركة الفنانة الفلسطينية رولا عازر.

وكان الراحل مسكوناً بالقضية الفلسطينية، فلم يتغيب عن التظاهرات المساندة للأشقاء في فلسطين، كما عبّر عن رغبته بالغناء في فلسطين حين قال في أحد الأيام: "أودّ أن أسافر في ذات الطريق الذي سافر فيه والدي، ولو أسعدني الحظ ودخلت من معبر رفح، فسأقيم عرضاً في أي مخيم، في الشارع، في أي مكان، المهم أن أغنّي في فلسطين".

المساهمون