رحيل الممثل "السوريداني" ياسر عبد اللطيف

30 سبتمبر 2020
رجع إلى مسقط رأسه قبل الثورة السورية (تويتر)
+ الخط -

توفي الفنان السوداني، ياسر عبد اللطيف، في أحد مستشفيات العاصمة الخرطوم اليوم الأربعاء، نتيجة نزف حاد في الدماغ، عن عمر 50 عاماً قضى أكثر من نصفها في العاصمة السورية دمشق، حيث درس في "المعهد العالي للفنون المسرحية"، ثم انخرط في الدراما المحلية، وتحديداً التاريخية، وأبرزها "الزير سالم" (2000).

ياسر عبد اللطيف الذي كان يطلق على نفسه لقب "السوريداني"، كان يعتبر أنه سوري بقدر ما هو سوداني، وقد عمل مدرساً لمادة التمثيل في "المعهد العالي للفنون المسرحية"، وشارك في مسلسلات سورية عدة إبّان النهضة الكبيرة التي شهدتها الدراما المحلية في التسعينيات من القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، ولعل أهمها "ذكريات الزمن القادم"، و"الحور العين"، و"تل الرماد"، و"بقعة ضوء"، و"الزير سالم"، و"صلاح الدين الأيوبي"، إضافة إلى مشاركاته في مسرحيات عُرضت على "المسرح القومي" في دمشق. 

وآخر الأعمال التي شارك فيها عبد اللطيف كان مسلسل "عمر" للكاتب وليد سيف، والمخرج حاتم علي عام 2012. تناول المسلسل سيرة الصحابي عمر بن الخطاب، وأدى فيه عبد اللطيف باقتدار شخصية النجاشي ملك الحبشة.

وكان الممثل قد أصيب عام 2010، في أثناء تصوير المسلسل التاريخي "كليوبترا"، إذ سقط من إحدى فتحات قلعة "الحصن" في ريف حمص الغربي.

وقبيل انطلاق الثورة السورية عام 2011، رجع إلى بلده السودان، حيث عمل على مشاريع عدة، فافتتح في ديسمبر/كانون الأول من عام 2014، على خشبة "المسرح القومي" في أم درمان، عروض مشروع "مختبر الخرطوم المسرحي" الذي كان يديره، بعرض "يوم من زماننا" عن نص الكاتب السوري سعد الله ونوس الذي يعالج قضية تغلغل الفساد في المجتمع. 

وعام 2018، كرّمه "مجلس الشباب العربي والأفريقي"، في احتفالية خاصة في الخرطوم، تقديراً لمشاركاته الفنية الكبيرة في الدراما السورية والمصرية، بعدما شارك في المسلسل المصري "الخواجة عبد القادر" مع الفنان يحيى الفخراني.

وقال حينها رئيس "مجلس المهن الموسيقية والدرامية"، علي مهدي نوري، إن منذ بداياته الأولي في سورية "حاز على رضا كبار الممثلين والمخرجين، وتميز بالجدية وعدم الأخطاء والدقة في التعبير وإجادة التمثيل باللغة العربية الفصحى، واستطاع أن يقدم للآخرين صورة الممثل السوداني الذي عرف بالمهنية والأخلاق والإنسانية".

وشارك في الحفل الناقد مصعب الصاوي، موضحاً أن الممثل نشأ في أسرة رائدة في مجال التعليم وذات جذور صوفية نهلت من الطريقة التجانية والختمية والعركية القادرية، وأن بيئة حي شمبات، في مدينة بحري، أسهمت في تطوير موهبته.

ونعته "الهيئة العربية للمسرح"، قائلة إنها "تشارك الفنانين في السودان والوطن العربي أحزانهم برحيل المسرحي ياسر عبد اللطيف".

وفور انتشار خبر وفاته، نعاه الفنانون، ولا سيما السوريون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وكتبت يارا صبري عبر "فيسبوك": "الفنان السوداني السوري خريج المعهد العالي للفنون المسرحية ياسر عبد اللطيف في ذمة الله. أقدم عزائي لكل أهله وأصدقائه".

وقال قاسم ملحو: "وبدأ عنقود دفعتنا بالقطاف، وأول حباته ياسر عبد اللطيف. الرحمة لروحك أيها المبدع، وأراح الله روحك القلقة، وربما لن تنتظرنا طويلاً".

وأشار الفنان بسام داوود إلى أن عبد اللطيف "فنان مسرحي من الطراز الأول، وأستاذ تمثيل مهم جداً"، مضيفاً عبر "فيسبوك": "كنت محظوظاً بأني درست أحد فصول المعهد على يده وقت كان معيد، وكنت كمان محظوظ إني كنت مساعد مدرس معو بإحدى الورشات، تعلمت منو كتير. ياسر بيعرف تماماً شو يعني دراما، وشو يعني خشبة مسرح، وكيف لازم الممثل يكون جاهز للخشبة وإلا بتبلعو".  

وقال السينمائي المصري باسل رمسيس: "خبر حزين جداً أننا نخسرك يا ياسر، ونخسر كمان خفة دمك، وطاقتك العظيمة على المناقشة، ولغتك اللي بتتحول من لغة مركبة وصعبة في المناقشات، تجبر الطرف التاني على أنه يفكر بجد في اللي بتقوله، لأنها تكون لغة سهلة وحلوة وبسيطة وأنت بتعلم أطفال القرى المهمشة والفقيرة إزاي يعملوا مسرح".

المساهمون