"رجعوا التلامذة"... نضالات الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية

10 يونيو 2024
من اشتباك بين طلاب جامعة بيرزيت وقوات الاحتلال، مارس 2019 (عباس مومني/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فيلم "رجعوا التلامذة" يستعرض تاريخ الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية، مع تركيز على جامعة بيرزيت ودورها المميز في مقاومة الاحتلال وتأثيرها السياسي والإعلامي.
- يُبرز الدور البارز لجامعة بيرزيت في الحركة الطلابية، مشيرًا إلى أهمية انتخابات مجلس الطلبة وتأثير الجامعة في السياسة الفلسطينية والعالمية.
- يُسلط الضوء على شخصيات بارزة مثل بسّام الصالحي ومحمد اشتية، ويُظهر كيف أسهمت الحركة الطلابية في إنجازات سياسية مهمة، مؤكدًا على أهمية النضال الطلابي في القضية الفلسطينية.

في فيلمها الوثائقي "رجعوا التلامذة" ترصد الصحافية والمخرجة الفلسطينية لمى غوشة محطّات من نضالات الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية، وتحديداً في جامعة بيرزيت، قرب رام الله، التي احتضنت قاعة الشهيد كمال ناصر فيها عرضاً له، أخيراً.
يبدأ "رجعوا التلامذة" بفيديو يوثّق جنازة لأحد رموز الحركة الطلابيّة في الجامعة، في سبعينيات القرن الماضي، على وقع أغنية أم كلثوم "أصبح عندي الآن بندقية"، لتفتتح غوشة فيلمها بالشعار المُتواصل للحركة الطلابية في جامعة بيرزيت أنه "كلّما نادتنا الأرض لبيّنا النداء". مثلت الحركة الطلابيّة الفلسطينية امتداداً لتاريخ عريق من النضالات الطلابيّة الفلسطينية قرابة قرن من الزمن، إذ عقد الاجتماع الأول للحركة الطلابيّة الفلسطينية كحركة نضالية إبّان ثورة عام 1936.
وكان عام 1957 نقطة انطلاق أخرى بتشكيل اتحاد طلبة فلسطين، لكنّ سبعينيات القرن الماضي كانت انطلاقة ميدانيّة مغايرة، خاصة مع ازدهار التعليم العالي في فلسطين، ممثلة في جامعة بيرزيت، التي تُعرف حتى اليوم بـ"جامعة الشهداء".
تذكّرت الأكاديمية والكاتبة الفلسطينية سونيا نمر بدايات النضالات الطلابيّة في الجامعة، حينما كانت ناشطة طلابيّة في سبعينيات القرن الماضي، متحدثة عن خصوصية جامعة بيرزيت في مقارعة الاحتلال على جوانب عدة، وهو ما أكد عليه أول عميد شؤون طلبة في الجامعة عام 1972 رمزي ريحان، الذي أشار إلى "الدور السياسي المهم للحركة الطلابيّة الفلسطينية، حدّ التأثير العالمي، فتظاهرات جامعة بيرزيت كانت تتصدر عناوين كبريات الصحف العالمية من قبيل: صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، وغيرها، في حين كانت تحظى انتخابات مجلس طلبة الجامعة باهتمام إعلامي وجماهيري وسياسي محلياً، وإقليمياً، ودولياً".
حضر العديد من السياسيين الفلسطينيين، هذه الأيام، ومنذ عقود، كونهم طلاباً أو رؤساء مجالس طلبة في جامعة بيرزيت، وفي فترات زمنية متعددة، ومن بينهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني (الحزب الشيوعي سابقاً)، بسّام الصالحي، فكان رئيساً لمجلس الطلبة في الفترة من عام 1979 وحتى عام 1981، مُشدداً على أن هذا المجلس كان حاضنة النشاط السياسي المُناهض للاحتلال، والمساحة الأولى والأبرز لتفعيله، مُتحدثاً عن نضالات الحركة الطلابيّة في جامعة بيرزيت على أكثر من صعيد، وبينها  "وطنية التعليم وديمقراطيته".

أما رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، وكان عميد شؤون طلبة جامعة بيرزيت في الفترة من 1992 إلى 1994، فأكد أن "من بين أهم الإنجازات ما قمنا به في ذلك الزمن، من قلب جامعة بيرزيت لإسقاط اتفاقية كامب ديفيد، والتحركات التي رافقت زيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات للكنيست الإسرائيلي عام 1977، إذ قادت الحركة الطلابيّة في الجامعة كما في الجامعات الفلسطينية الأخرى حراكاً عنيفاً، بشكل أو بآخر، ساهم في إسقاط الشق الفلسطيني من اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية"، متذكراً مسيرتهم حركةً طلابيّةً فلسطينيةً من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، للمشاركة في فعاليات محورية ضد الاتفاقية هناك، علاوة على "تأميم كافتيريا الجامعة، وما رافقه من نضال طلابي شرس ليدير مجلس الطلبة هذه الكافتيريا"، وكذلك "جهود الحركة الطلابيّة في تعريب المنهاج بجامعة بيرزيت".
ويشتمل فيلم "رجعوا التلامذة" لغوشة، التي اعتقلت لدى قوات الاحتلال في سبتمبر/ أيلول 2022 قبل تحويلها للحبس المنزلي، في 25 دقيقة، على شهادات نادرة حول نضالات الحركة الطلابية الفلسطينية، وخاصة في جامعة بيرزيت، من بين المناضلين رئيس مجلس الطلبة في عام 1976 أسعد سنقرط، الذي عاد بذاكرته مُستذكراً الصدامات التي كانت تتم مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمواقع التي كانت تنطلق منها الفعاليات الجماهيرية من داخل الجامعة، وأحد القيادات الطلابيّة في جبهة العمل الطلابي بالجامعة في الثمانينيّات وسام الرفيدي، ونائبة رئيس مجلس الطلبة في الفترة الزمنية ذاتها عنان الأتيرة.

المساهمون